اقتباس 3

146 2 0
                                    

                                           
                                                 

نفتكر النهاردة مشهد للكابل اللذيذ حسناء ونزار تمهيدا لدورهم في #على_خد_الفجر
====

تنفرج شفتاها وهي ترفع عينيها للسماء بعجز ..
هل من العقل فعلاً أن يتجاوز جهاد كل هذا ليمضي في طريقه دون وزر زهرة على كاهله ؟!

_جهاد ؟! لماذا تأخرت؟!

تعقد حاجبيها بضيق وهي تميز الصوت الأنثوي الذي أتى من بعيد وقد بدا دخيلاً على المكالمة لتسمع رد جهاد عليها وقد عاد صوته لخشونته الجارحة:
_اطمئني ..لن أتأخر بعد الأن .

يغلق الاتصال بعدها دون المزيد لتهتف حسناء بحنق:
_لاريب أنها الغبية الأخرى يولاند ..مثلث من الأغبياء ..وأنا الأغبي منهم جميعاً لأنني واقفة هكذا أتفرج دون تدخل .

_تكلمين نفسك ؟!

صوت ضياء الصغير يقاطعها فتتنحنح بحرج وهي تضع هاتفها جانباً لتمسح دموعها قائلة :
_لا ..لا ..
_لا تخجلي من الاعتراف بهذا ..أبي قال يوماً إنها علامة صحية ..وعلامة ذكاء أيضاً ..وأنتِ تبدين في غاية الذكاء .
يقولها الصغير بفصاحته المعهودة لتبتسم رغماً عنها وهي تربت على رأسه باستحسان فيرفع الشطيرة التي يمسكها قائلاً بلطف:
_أمي أرسلت لكِ هذه ..تقول إنك لم تتناولي شيئاً منذ الأمس .

تتسع ابتسامتها الممتنة رغم تعجبها للتصرف نفسه ..لكنها تتناولها منه شاعرة فعلاً بالجوع ..تقضم منها قضمة مجاملة له لتهتف :
_ممممم...مربى الفراولة ..أعشقها ..حلوة مثلك .

فتلتمع عينا الصغير وهو يرد بلهجة تشبه لهجة أبيه:
_"حلوة مثلك" هذه تقال للفتيات! ..ضياء الرفاعي يمدح بذكائه لا بجماله .

تضحك رغماً عنها وهي تراه يبتعد بنظرة ظافرة لم تفهمها إلا عندما ظهرت نور -شقيقته- في الصورة تهتف بعتاب:
_هو خدعك ..الشطيرة تخصه هو ..أمي قالت لو لم يأكلها فلن تسمح له برؤية الخيل وهو تحايل عليكِ ليتخلص منها .

تشهق حسناء بدهشة وهي ترمق الصغير بنظرة مغتاظة لكنه ركض هاتفاً :
_سأراجع أبي بشأن علاقة الذكاء بالكلام مع النفس هذا .

يحمر وجهها بحرج وهي تتمتم بسخط:
_ماسة لم تحسن التربية .
لكن نور تقترب منها لتقبل وجنتها قائلة ببراءتها الطفولية :
_لا تغضبي منه ..هو هكذا يجيد التحايل كي يحصل على ما يريد ..وهو متعلق بالخيل بشدة ..سامحيه أرجوكِ ولا تخبري ماما .

تتنهد حسناء بعاطفة وهي تضع الشطيرة جانباً لتعانق الصغيرة بقوة قائلة :
_كم أنتِ طيبة القلب كأمك..
لكنها تعود لتبتعد برأسها وتعقد حاجبيها مردفة:
_ماذا لو كانت هذه حيلة منك أنت الأخرى ؟!

ضحكة نور الملائكية تجهض ظنونها وهي تقبل وجنتها من جديد قبل أن تركض هي الأخرى لتلحق بشقيقها ..
فتزفر حسناء بقوة ثم تتناول الشطيرة لتقضم منها قضمة أخري بغيظ قبل أن تهتف لنفسها بصوت مسموع :
_طفل غبي !

على خد الفجرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن