١٧ ( هلاك)

178 12 4
                                    


كعادتنا قبل أن نبدأ دعونا نأخذ بعض الحسنات

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡـٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ (48) وَإِذۡ نَجَّيۡنَٰكُم مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ يَسُومُونَكُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبۡنَآءَكُمۡ وَيَسۡتَحۡيُونَ نِسَآءَكُمۡۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَآءٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَظِيمٞ (49) وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ (50)

بالرجاء الدعاء لأهلنا في فلسطين وسوريا والسودان والأمة العربية بأكملها ربنا يحفظهم وينصرهم

صلوا على النبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تركض في ظلام لا ترى سوى شعاع نور أبيض بعيد تركض في آتجاهه علها تجد غايتها و تتخلص من ظلام حياتها ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بمجرد أن وصلت إلى ذلك النور لم تجد سوى هلاكها، وجدت "سليم" غارقًا في دمائه اقتربت نحوه تحاول مساعدته وضع يداه على وجنتيها يقول بصوتٍ مُتقطع من وجعه بسبب السكين المغروز في صدره  :
ـ أنا …آسف "يقين" .

هزت رأسها بنفي كأنه تخبره ألا يعتذر منها حاولت مساعدته أو حتى الصراخ ولكن لم يخرج صوته كأن هناك حجر فوق حنجرتها، أغلق عيناه وفي تلك اللحظة آتى شخصٍ لم ترى ملامحه أنتزع السكين من صدر "سليم" و طعنها به في صدرها حاولت الصراخ ولكن لم تستيطع، و آخر شئ رآته كانت عبارة مكتوبة على الحائط بلغة غير مفهومة بالنسبة لها حاولت فهمها ولكن لم تستيطع، سقطت مغشى عليها بجانب "سليم" .

أستيقظت "يقين" من نومها على صوت صراخ "زكريا" من غرفة "سليم" و جذبت حجابها سريعًا تضعه فوق رأسها و بخطوات واسعة ركضت إلى الغرفة بخوفٍ .

توسعت عيناها وهي تضع يداها على فمها، أدركت في تلك اللحظة أنها كانت مُحاطة بنعم كثيرة من الله عليها ولكن كان هناك غشاوة على عيناها والآن أُزيلت، رأت كل شئ بوضوح .

نظرت لـ "سليم" الذي فاق آخيرً بحبٍ يفيض من عيناها قبل حديثها. 

أدركت أن وجود من نحبهم و نشعر معهم بالآمان نعمة، أن نستيقظ كل يوم نعمة، أن نستطيع الوقوف على أقدامنا نعمة ، أننا مازلنا نحيى تلك الحياة فهي نعمة لأن مادمت تحيى إذًا يوجد فرصة للفوز الأعظم أن كنت عاصي آمامك التوبة و أن كنت مُلتزم هناك الكثير كي تقدمه بعد، هناك الكثير من الصدقات و الحسنات مازال هناك طريق للفردوس بعد، مادام هناك نفس في صدرك و نبض في قلبك و عقلك يعمل أذًا أنت لم تخسر شئ، الخسارة الحقيقة هي أن تستيقظ بعد فوات الآوان و تجد ذاتك هالك بعدما أغرتك الدنيا و نعيمها عن جهنم و عذابها .

ما يجهله التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن