**الفصل الأول: الحياة البسيطة**

0 0 0
                                    


في قلب بلدة صغيرة محاطة بالتلال الخضراء والغابات الكثيفة، عاش يوسف حياة هادئة وبسيطة. كان يعمل في مكتبة البلدة التي ورثها عن والده، وكان يحب الكتب ويجد فيها ملاذًا من واقع الحياة. كانت البلدة معروفة بجوها الهادئ وسكانها الطيبين الذين يعرفون بعضهم البعض جيدًا.

كان يوسف يقضي معظم وقته في المكتبة، بين رفوف الكتب العتيقة التي تحمل عبق الماضي. كان يجد في الكتب عوالم مختلفة يستطيع أن يهرب إليها من رتابة الحياة اليومية. وكان يشعر بالراحة والسكينة بين تلك الصفحات، ويعتقد أن حياته ستكون هكذا إلى الأبد.

في أحد الأيام، وبينما كان يوسف يرتب رفوف الكتب في المكتبة، دخلت فتاة شابة إلى المكتبة. كانت ترتدي معطفًا خفيفًا، وعيناها تلمعان بالحماس. نظرت حولها بإعجاب وكأنها تجد المكان لأول مرة. كانت هي "ليلى"، الفتاة الجديدة التي انتقلت حديثًا إلى البلدة.

ابتسم يوسف لها ، وتوجه نحوها قائلاً: "مرحبًا! هل أستطيع مساعدتك في العثور على شيء معين؟"

ابتسمت ليلى وقالت: "في الواقع، كنت أبحث عن كتاب عن الأساطير القديمة. لقد سمعت أن لديك مجموعة رائعة هنا."

أخذها يوسف إلى رفوف الكتب التي تحتوي على الأساطير والخرافات، وبدأ يشرح لها عن بعض الكتب الموجودة. كانت ليلى تستمع باهتمام، وسرعان ما بدأ الحديث يتوسع بينهما ليشمل مواضيع أخرى، من الكتب المفضلة إلى الحياة في البلدة.

بعد فترة من الوقت، خرجت ليلى من المكتبة وهي تحمل عدة كتب، وابتسامة راضية ترتسم على وجهها. أما يوسف، فشعر بالسعادة لأن هناك شخصًا جديدًا قد دخل حياته. كان اللقاء مع ليلى منعشًا، وكأنها جلبت معها نفحة من الحياة إلى يومه العادي.

ولكن مع مرور الأيام، بدأت تحدث أشياء غريبة في حياة يوسف. كانت أمور صغيرة في البداية: ضياع أشياء في المكتبة، أو سماعه لأصوات غريبة في الليل. كان يوسف يحاول تجاهل هذه الأمور، معتبرًا إياها مجرد تهيؤات أو صدف.

لكن هذه الأحداث الغريبة بدأت تتزايد. كان يستيقظ في الصباح ليجد أن الكتب التي رتبها قد أُعيد ترتيبها بشكل غريب، أو أن الأضواء في المكتبة تُضاء وتنطفئ من تلقاء نفسها. بدأ يوسف يشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث من حوله.

ومع ذلك، كان يحاول أن يتجنب التفكير في الأمر، مفضلاً أن ينغمس في عمله ويستمتع بالقراءة والتحدث مع الزبائن. لكن هذه الأمور كانت دائمًا تعود لتطارده، وكأنها تحاول أن تخبره بشيء ما

في يوم من الأيام، وبينما كان يوسف يستعد لإغلاق المكتبة في وقت متأخر من الليل، شعر بشيء غير مألوف. كان الجو في المكتبة ثقيلًا، وكأن الهواء مليء بالكهرباء الساكنة. توقف عن عمله، وأخذ يتجول بين الرفوف ببطء، مستشعرًا التوتر المتزايد في الجو.

بينما كان يمشي، سمع صوتًا خافتًا، أشبه بهمسة بعيدة. كان الصوت يأتي من الزاوية الخلفية للمكتبة، حيث توجد الكتب القديمة التي لم يُفتح غلافها منذ سنوات. شعر يوسف بقشعريرة تسري في جسده، لكنه استجمع شجاعته وتوجه نحو الصوت.

عندما وصل إلى الزاوية، رأى شيئًا لم يتوقعه. كانت هناك ورقة قديمة ممزقة، تحمل رموزًا غريبة وكلمات غير مفهومة. أمسك يوسف بالورقة بيد مرتجفة، محاولاً فهم ما تحتويه. لكنه لم يتمكن من قراءة شيء منها. كان يشعر بأن هذه الورقة تخفي شيئًا مهمًا، لكنه لم يعرف كيف يمكنه فك شفرتها.

في تلك الليلة، عاد يوسف إلى منزله وهو يشعر بثقل في قلبه. جلس في غرفة معيشته، وأخذ يتأمل الورقة التي وجدها. كانت الأسئلة تدور في ذهنه بلا توقف: ما هي هذه الرموز؟ ومن أين جاءت؟ ولماذا شعر بهذا الانجذاب الغريب نحوها؟

بينما كان يفكر، بدأت عيناه تثقل، وشعر بالنوم يقترب منه ببطء. لكنه قبل أن يغفو، تذكر شيئًا غريبًا. في الأيام القليلة الماضية، كان يرى أحلامًا غريبة ومشوشة. لم يكن يتذكرها بوضوح، لكنها كانت تترك فيه شعورًا بالقلق والاضطراب. وكأنها تحمل رسائل مشفرة لا يستطيع فهمها،واستسلم يوسف للنوم
-----------------------
عايزه اعرف رأيكم في الروايه 🤍🦋

لعنة الكوابيس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن