لقد كنت أسيرة في رواق طويل شديد الحلكة ، و بيدي اليمنى أحمل شمعة تنير إلي سبيلي في المكان المعتم .
مع كل خطوة أخطوها يخيل لي أنها النهاية فأجد أن الدرب ما زال طويلا ، و لكن بعد فترة من السير الغير منقطع لمحت إمرأة ترتدي عباءة سوداء .
و بمجرد أن فعلت حتى غيرت الطريق و لكن مهما حاولت الإفلات منها كانت لقاؤها هو مصيري المحتوم كما لو أن كل السبل تؤدي إليها .
" ما الذي تريدينه مني ؟ ما الذي تريدينه ؟ أيتها المرأة المخيفة "
صرخت بأعلى صوتي عليها و قد استشطت غضبا من ابتسامتها الشيطانية التي لا تنفك ترسمها على وجهها .لقد كان شكلها منذرا بالسوء .
فجأة مدت يدها إلى صدري همست بصوت مبحوح
" قلبك "في تلك اللحظة شهقت بفزع أنظر يمينا و يسار كطفل أضاع أمه ، ثم بعد أن مرت بضع ثوان معتبرة أدركت أن كل شيء لم يكن سوى كابوس فظيع .
هذا الكابوس يراودني منذ مدة طويلة ، المرأة التي تود أخذ قلبي ... لقد أخبرت أمي فأخبرتني أن ذلك فأل جيد فهذا ربما يعني أن قلبي طيب و نقي .
و لكن لماذا أنا هنا ، مرمية في هذا المكان البارد و المظلم ؟
تساءلت في قرارة نفسي و لكن سرعان ما اكتسحت ذكرايات الليلة الماضية مخيلتي فتذكرت المعضلة التي وقعت بها و أن يدي ستبتر إن لم أعثر على سبيل للفرار .
لا يمكنني إثبات براءتي لأن ذلك سيعني أن أشي بكارين ، و أنا لا أود ذلك ، احترامي لنفسي أولى من احترام الآخرين لي .
هذا شيء تربيت عليه منذ نعومة أظافري .
" إذن أرى أن الزعيمة الصغيرة قد استيقظت , و هي تعاني من كوابيس فظيعة ، يبدو أن النوم في الزنزانة لا يليق بك "
صوت خشن جعلني أجفل و بمجرد أن نظرت خلف القضبان الحديدية حتى لمحت شخصا ما يجلس بالقرب من الزنزانة .إلا أن الإضاءة الخافتة حالت بيني و بين رؤية المتحدث .
رغم هذا فإن صوته كان مألوفا .فجأة أوقد الغريب شمعة نثرت بعضا من نورها في المكان كاشفا عن هويته .
إنه الملك .
نظرته الباردة تجاهي كانت كفيلة لجعلي أنسى الشاب اللطيف الذي التقيت به صباح أمس ." إذن أظن أنك عندما أطلقت على نفسك لقب الزعيمة ، كان علي الافتراض بأنك زعيمة عصابة لصوص ؟ "
يسخر دون أن يغير من تعابيره و أنا رمقته بحدة بينما أزم شفاهي بعد أن فشل عقلي في تكوين رد مناسب على ذلك السؤال .
أنت تقرأ
lord of the kings
Romanceظن الجميع أن حاكم مملكة سينا العظيمة امتلك كل شيء و لكنه لم يمتلك في الحقيقة سواها ... الرواية من تأليفي و لا أسمح بالاقتباس منها ،أو سرقتها .