**الفصل الاول: كابوس العوده**

25 1 0
                                    


وبعد اشهر في ليلة، كان كل شيء يبدو عاديًا في حياة إسماعيل ونوءه، وكأن الأيام السابقة بكل ما حملته من مغامرات ومخاوف كانت شيئًا من الماضي البعيد. عادت الأمور إلى طبيعتها، واستعاد الزوجان حياتهما التي كانا يعتقدان أنها أصبحت مستقرة.

لكن الليالي الهادئة قد تخفي وراءها أسرارًا خفية وأحيانًا تكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.

استغرقت نوءه في نومها بعد يوم طويل، ولكن لم يدم ذلك النوم طويلًا. في منتصف الليل، بدأت تتحرك بقلق في سريرها، وكأنها عالقة في حلم لا تستطيع الهروب منه. كان الجو مظلمًا، والهواء في الغرفة أصبح ثقيلًا فجأة.

ثم بدأت الرؤية تتضح في عقلها النائم. رأت نوءه الزهرة الذهبية، تلك الزهرة التي كانت مصدرًا للقوة والغموض على حد سواء. لكنها لم تكن كما تتذكرها. بدلاً من النور الذهبي الذي كان يحيط بها، كانت الزهرة الآن مغطاة بظلام كثيف. تحولت الزهرة، ولم تعد سوى كيان أسود مظلم ينبض بالخطر. في لحظة مروعة، بدأت الزهرة تتحول إلى شيء يشبه الوحش. برزت منها أسنان حادة، وأسنانها كانت تتقطر دماً، كما لو أنها تروي نفسها من أرواح أولئك الذين اقتربوا منها.

في الكابوس، شعرت نوءه بالعجز. كانت تريد أن تتحرك، أن تبتعد، أن تهرب بأي وسيلة ممكنة، لكن قدميها كانت مثبتة في الأرض. كانت تشعر كأن قوى خفية تمسكها وتمنعها من الهروب. وبينما كانت تحاول الصراخ، وجدت أن صوتها قد خانها. لم يكن هناك من يسمعها، ولم يكن هناك من ينقذها. كلما اقتربت الزهرة أكثر، شعرت نوءه بأن الحياة تتسرب منها. وبسرعة لا يمكن تصورها، قفزت الزهرة المتوحشة نحوها وابتلعتها.

في تلك اللحظة، استيقظت نوءه بفزع. كانت أنفاسها متسارعة، وقلبها ينبض بشدة وكأنها كانت بالفعل في خطر حقيقي. كان العرق يتصبب من جبهتها، وشعرت وكأنها قد خرجت للتو من أعماق كابوس مرعب لم تكن قادرة على الهروب منه.

إلى جانبها، استيقظ إسماعيل مفزوعًا من نومه بسبب حركتها المفاجئة. رأى زوجته جالسة في السرير، تلتقط أنفاسها بصعوبة، وعينيها مليئتان بالخوف.

"نوءه، ما الأمر؟ هل حدث شيء؟" قال إسماعيل وهو ينهض بسرعة من السرير.

أدرك إسماعيل على الفور أن زوجته ليست على ما يرام. لم يكن مجرد حلم سيئ، بل كان شيئًا أكثر من ذلك. ترك السرير بسرعة واتجه نحو المطبخ ليحضر لها كوبًا من الماء.

عاد إسماعيل بسرعة، وجلس بجانبها على السرير. وضع يده بلطف على كتفها، وقدم لها الكوب. "اشربي، سيساعدك هذا على التهدئة."

أخذت نوءه الكوب بيدين مرتجفتين. شربت قليلاً، لكنها لم تستطع التخلص من الرعب الذي كان يسيطر عليها. كان الكابوس لا يزال حاضرًا في ذهنها، واضحًا بشكل لا يمكن تجاهله.

سر الزهرة الذهبية ٣ ( العالم الموازي )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن