كان محمد يجلس في زاوية الغرفة، وقد بدا عليه الحيرة والتوتر وهو يشرح لأمال ما حدث لأختها نوءه وزوجها إسماعيل. كانت عيناه مليئة بالقلق، بينما تحدث بصوت خافت يشوبه الحذر.
"إسماعيل قال لي إنهما ذاهبان إلى العراف الأكبر. كانا يخططان لاستشارته حول الزهرة وما يدور حولها، لكن... بعد اختفائهما، قررت الذهاب إلى العراف بنفسي. لم أكن أتوقع ما سأجده هناك."
توقفت أمال، وقد انقبض قلبها، فتابع محمد بصوت منخفض، وكأنه يخشى أن تتأكد من أسوأ مخاوفها.
"وجدت العراف، وسألته عن إسماعيل ونوءه. قال لي إنهما ذهبا إلى عالم موازٍ... عالم لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق بوابة عجيبه في منزل هذا العراف. ولكن... ليس الأمر بهذه البساطة. عليهما قطع الزهرة من جذورها والعودة في أقل من ثلاثة أيام."
هنا، قاطعته أمال بقلق وتوتر واضحين، عيناها تشتعلان بالخوف والذهول: "لكن مر على اختفائهما ثلاثة أيام بالفعل! ماذا يعني هذا؟ ما المفترض أن يكون قد حدث لهما الآن؟"
تنهد محمد بثقل، وأجابها بصوت يكاد ينكسر: "نحن في نهار اليوم الثالث. ما زال لديهما حتى حلول الليل ليعودا."
"وماذا إن لم يعودا؟" سألت أمال، نبرة صوتها مليئة بالذعر.
نظر محمد إليها مطرقًا، ثم قال بهدوء، وكأنه يحاول تهدئتها: "لن يعودا... إذا لم يصلا قبل حلول الليل، لن يعودا أبدًا."
تسمرت أمال في مكانها، وصوتها يرتعش وهي تسأله بصوتٍ شبه مبحوح: "هل سبق أن ذهب أحدٌ إلى هذا المكان؟"
تردد محمد للحظة، ثم أبعد عينيه عن أمال، وكأنه لا يريد مواجهتها بالإجابة. صمت للحظة، لكن أمال لم تنتظر، فأعادت السؤال بصوت مليء بالإصرار: "أجبني يا محمد! هل سبقهم أحد إلى هذا المكان؟"
أخذ محمد نفسًا عميقًا، وكأنه يقاوم الكلمات، ثم قال بصوت خافت: "نعم."
"وكيف كانت تجربتهم؟" سألت أمال بسرعة، وكل جزء من جسدها ينتفض قلقًا.
نظر محمد إلى الأرض بنظرة مكسورة، وكأنه يحمل عبء الإجابة الثقيلة. ببطء قال: "لم يعد منهم أحد."
ارتعش جسد أمال وكأن صدمة البرق أصابتها. قامت فجأة من مجلسها، كأن الأرض لم تعد تحتمل وزنها، وصاحت بصوت مليء بالفزع: "هذا يعني أنني قد لا أرى أختي مرة أخرى!"
تردد محمد للحظة، ثم قال بهدوء، محاولًا تهدئتها: "أخشى ذلك، لكن... ما زال لديهما بعض الوقت. أنا أثق بإسماعيل ونوءه. إن كان هناك أي أمل، فهما سيجدانه."
سكتت أمال للحظة، قلبها يخفق بقوة وكأن الزمن نفسه يضغط عليها. شعرت بأنها لا تستطيع الانتظار، لا يمكنها الجلوس مكتوفة الأيدي. فجأة، لمعت فكرة في ذهنها. التفتت إلى محمد بسرعة، وقالت بصوتٍ متلهف: "الزهرة!"
أنت تقرأ
سر الزهرة الذهبية ٣ ( العالم الموازي )
Fantasyاستكمالا لما قد حدث في الجزئين الاول والثاني : يجد نوءه واسماعيل بوابة تنقلهم الى عالم اخر وتبدأ احداث القصة في محاولاتهما الجاهدة للتخلص من الاخطار المحيطة بهم والعودة الى عالمهم وهذه المرة لن يكون معهم غيرهم ليتمكن من انقاذهم .