Part 2

29 8 4
                                    

«الفصل الثاني»

منزل بسيط ألوانه فاتحة، الزهور تملأ الحديقة من كل إتجاه.
نتوغل أكثر داخل المنزل، لنرى امرءه تحضر الطعام، ورجل يشاهد التلفاز منتظراً الطعام، أما ولدهما فنراه يدخل من باب المنزل، يحتضن والده، ثم يذهب إلى والدته يقبل رأسها.
كم هي عائلة هادئة جميلة.

****

نبتعد قليلاً، لنشاهد من زاوية أخرى صديقنا المريض، ينظر إلى الأسرة وعيونه كلها شوقٌ لهما، دموعه تهبط بغزارة دون أن يشعر، قائلاً داخله وهو يقصد كل حرف
_كم أشتاق لكما، أنظرا ماذا فعلوا بي، لقد أصبحت مريضاً بسببهم!

*****

تعمق صديقنا المريض وظل يتذكر والده ووالدته وأيامهم معاً.
لكن...لا شيء يكتمل حتى النهاية..

قاطع ذكريات صديقنا المريض، ذكرى أخرى، أسوأ ذكرى لديه!
عقله  يجعله ينساها، فماذا جاء بها الآن؟!

****

تحول المنزل مئة وثمانون درجة.
من صورته السعيدة، إلى صورة منزل كئيب...

أصبح المنزل منهاراً أثر حريقٍ ضخم، أبتلع المنزل، أصبحت الجدران متفحمة، أختفى ألوان المنزل الزاهية، اختفت جميع الزهور ولم يبقى منها غير الفتات.

مازال الإطفائيون يحاولون إطفاء بواقي الحريق،
يخرج بعض الأطباء يحملون جثتان، لا يظهر حتى إن كانا أنثى أم ذكر.

في حالة الحزن المنتشرة في الأجواء.
نرى ابنهم جالساً في سيارة إسعاف، مصاب بحالة إنهيار، يحادث  شخصاً لا يراه أحد غيره.
لا تخرج من فمه غير جملة وهي.
ولم أقتلهما، لم أكن الفاعل، كان أنت، أنت سبب كل شيء سيء يحدث لي، أنت الذي.قتلتهما

*****

نبتعد مرة أخرى، لنرى أن صديقنا المريض، يشاهد نفسه وهو في حالة إنهيار في السيارة.
لقد تذكر أشياء كثيرة الآن، لقد تذكر أنه قاتل، هو الذي قتل والده ووالدته! هو من أحرق المنزل!

شُل حركة صديقنا المريض، عقله لا يتوقف قليلاً من التفكير، يشعر أن هناك حلقة مفقودة، كيف له أن يقتلهما! وهما كان بنسبة الحياة له!

فقد صديقنا المريض جميع قواه، إنهار عقله من الصدمة التي تلقاها، وتضامن جسده مع عقله منهاراً هو أيضاً.

سقط صديقنا....ولا نعرف هل سينهض مرة اخرى ام لا.....

*****

ها أنا مرة أخرى صديقكم المريض عاد ليحكي ليتحدث معكم، أجل فقدت الوعي لمدة لا أعرف كم هي، وأظن أنكم شاهدتم الذي حدث معي وعلمتم لماذا لا أريد تشارلي اي يقول ما في جعبته، لأنني أعرف ما يريد أن يقوله.

لكنني استيقظت الأن، في غرفتي العزيزة، أصدقائي يحيطون بي، يريدون معرفة ماذا حدث معي ولماذا كنت أبكي وأنا معشي علي، اريد الحديث معهم لكن لا أقوى على الحديث.

كنت في عالم. آخر فقاطع تشارلي شرودي قائلاً
_ ألا تنوي إخبارنا؟
أجابته ورأسي محني واضعاً يداي على رأسي
_ لا أنوي، أذهبوا بعيداً عني....

إقتربت مني سونيا قائلة تحاول شد الكلام مني
_ يا فتى ما بك؟ أتصدق أنك كنت تبكي طول الأيام الفائتة، هيا أخبرنا.....

لم أتحمل ضغطهم على، فقولت لهم  بغضب
اذهبوا لن أحكي شيءً، هيا اذهبوا

فوجئ الجميع من صوتي المرتفع، فذهب كل واحد منهم، حتى جاء دور رحيل تشارلي، فنظر لي راغباً في الحديث لكن كان متردداً، حتى قال
_هناك شيء يجب أن تعلمه، لكنك تمنعني كلما حاولت أن أقول لك، حينما تكون مستعد أبحث عني

إنتهى من حديثه ثم غادر هو أيضاً.
وظللت وحيداً، لست حزين على ذلك إنما هذا الذي أريده، بعد ما تذكرته.

*****

«عايزهه فوت ي بشررر🤡»

أجلس وحيدا، أنظر إلى السقف منذ بعض ساعات تقريباً.
المئات من الأسئلة تدور في عقلي، ترهقني وتؤلمني.

صوت أقدام قادمة باتجاه غرفتي، صوت صرير الباب يفتح.
إعتقدت  أنه أحد أصدقائي، دون أن أنظر حتى قولت وانا غاضب أنهم لا يريدون الابتعاد
لقد قلت غادروا لا أريدكم بجانبي الأن، أريد أن أظل وحيداً

صدر صوت أنثوي، لم أسمعه من قبل؟!
رفعت رأسي قليلاً، لأجد الممرضة العربية الجديدة تقف ومعها وجبة الغداء وبعض الأدوية.
أعتذر لا أستطيع أن أغادر أنا أيضاً، لأنك حالتي الجديدة التي ساشرف عليها

اخرجت تنهيدة، هذا ما كان ينقصني.
مشرف جديد لا يعرف عني شيء!

_ خذ طعامك أنه لذيذ لقد أعدته بنفسي
_حقاً؟

حركت رأسها ثم ذهبت لتجلس قريباً مني، لا أعرف ماذا تريد؟

امتلئ المكان بالصمت والهدوء، حتى قطعته الممرضة الجديدة قائلة
_كيف حالك؟

لم أنظر إليها حتى ثم قولت بفظاظة
_ لست بخير، لو كنت بخير لكنت بالخارج بالتأكيد!

اعلم لقد احرجتها، مما جعلها تقف قائلة وهي تغادر
أعتذر، لم أقصد إزعاجك ساغادر الأن لأرى الأعمال التي علي

غادرت من هنا ولو أرها مرة اخرى.....

*****

«غرفة الطبيب»
يجلس أبن عم المريض أمام الطبيب،  حيث قال له

أريد منك أن تضع تلك الصور في كل زاوية في الغرفة لكي يراها حتى في أحلامه

ارتبك الطبيب بعدما أخرج الصور من الملف قائلاً
_ كيف لي أن أضع شيئاً مثل ذلك؟

أشعل ابن العم سيجارة، ثم نفخ دخان السيجارة على وجه الطبيب، قائلاً وهو يخرج  رزمة من المال
_ خذ هذا، وستاخذ ضعفه بعدما تفعل ما طلبت منك
_حسناً

****

في غرفة المريض، إستيقظ من النوم.
ليجد أمامه أحد الصور معلقة على السقف.
فزع صديقنا، فقام وغادر فراشه لينظر حوله، ليفاجئ بعدد كبير من الصورة مكتوب عليها «انت السبب»

إنهار صديقنا من بشاعة المنظر، ثم دخل في حالة صدمة واكتئاب.
نظر مرة أخرى إلى الصور ليشاهد بجانبه أحد الوحوش.
قرر صديقنا قراراً سيحدد مصيره...

ذهب صديقنا إلى سريره، ثم اخرج  من داخله سكنية صغيرة، ونظر إلى يديه ثم......

*****

متنسوش الفوت ي حلوين😍♥
صلو على النبي😍♥

هلوسة«هلوسة مريض نفسي» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن