في اليوم الخامس من شهر مايو اليوم الذي لن ينسى ابدا. كان يوم مرعب وقاسي جدا على المدينة، اليوم الذي تم اقتحامها من كل الجهات و اسقاطها في ساعات معدودة على يد منظمة ارهابية تعرف بمنظمة زنك لم يستطيع احد ايقافهم. كان الاقتحام في الساعة الثانية مساءً. بدأت هذه المنظمة بأطلاق النار من خارج حدود المدينة من كل الجهات شمالاً و جنوباً وشرقاً وغرباً الشي الذي اسقط المدينة ليس الهجوم المفاجئ ما اسقطها هو انقلابا حدث من داخل المدينة مجموعة من الناس هنا. اضطرت الحكومة سحب كافة قطعاتها العسكرية حتى لا تحدث مجزرة كبيرة داخل المدينة وبسبب القصف المستمر من منظمة زنك بواسطة الاسلحة المتوسطة و الخفيفة ادى ذلك الى قتل الالف من الناس العزل قتل الاطفال والنساء و الرجال اصبحت عبارة عن بركة من الدماء اصبحت من مدينة يسودها اللون الأخضر الى مدينة حمراء اللون , اصوات القصف و صراخ الناس في كل مكان.
***
خرج كامي مسرعا من غرفته متوجه الى امه.
كامي (الصدمة والخوف في وجه) : امي, امي ماذا يحدث هناك؟.
ولكن لم يتلقى اي رد من والدته على الرغم من صراخه بصوت عالي.
اصبح امامها واضع يده على كتفها يهزها بقوة ، راى عيناها تصب الدمع. قائلاً في قلبه لم ارى امي هكذا ابداً طول حياتي. فاذا تشير بأصبعها الى التلفاز. ألتفت كامي الى المنظر البشع الالف من الناس تبكي وتنوح, الالف من الجثث, الالف من المنازل المهدمة, الناس تركض في الشوارع لا تعلم اين تذهب كأنهم مجانيين والاطفال تبكي وحيدة في وسط هذا الدمار منهم من فقد والديه ومنهم لا يعلم اين هم. السماء يغطيها الدخان الاسود.
لم يصدق ما راى كأنها كابوس مخيف وهو ينظر الى هذا المنظر وعيونه مليئة بالدموع وقف ساكن لبرهة من الزمن دون حراك محدثا نفسه ما هذا يا اللهي ماذا يحدث هنا. وبين طرفة واخرى تأتي الى عقله ايمي خرج مسرعاً الى الخارج، في لحظة امسكت امه يديه.
قالت وهي مرعوبة وعيناها تصب الدموع : لا تذهب.
-ايمي, ايمي يجب ان اعرف اين هي و ماذا حل بيها لا استطيع ان اقف هنا وابقى مكتوف اليدين.
فاحتضن امه فخرج مسرعا يركض مثل المجنون ينظر في حوله يمين و يسارا, الجثث واشلاء مبعثرة في الشوارع والمباني مدمرة على سكانها والناس تستنجد كل من هب ودب لإنفاذها من هذه الحرب ولكن اين المفر. وفي طريقه وجد دراجة ملقاة على الارض فأخذها وذهب الى الصحافة يرفع قدما و ينزل اخرى يجر نفسا و يخرج اخر قلبه يدق كطبول الحرب. وصل مقر الصحافة نصفها يحترق واخر مدمر صرخ و حاول الدخول ولكن لم يستطيع ولم يجبه احد.
كامي مخاطباً نفسه يضرب راسه بكلته يديه ( لم اجد ايمي هنا تذكر, تذكر اين ممكن ان تكون).
تذكر صديق والدها جاك توجها الى مركز الشرطة ولكن لم يجد احد وقبل ان يعود رأى شخص مجهول لا يعرف من هو كان يرتدي ملابس القوات الخاصة ذهب اليه.
-هل تعرف ايمي او جاك احد الضباط الذين يعمل هنا.
- من انت ؟
-(كانت علامة الغضب في وجه ما جاء هنا الى مخيلتي انه ضن اني احد الاعداء ) اجبني هل تعرف احد منهم.
- هل انت كأمي ؟
- نعم
- آها انت معشوق صغيرتي ايمي, لقد ذهبت ايمي منذ لحظات الى منزلك لتخبرك ان تخرج من المدينة انت ووالدتك و طلبت مني ان انتظركم هنا و نخرج معا.
- ماذا !!
عاد الى البيت واثناء الطريق انفجرت اطارات الدراجة نزل من الدراجة, ركض, ركض الى ان وصل المنزل.
- يا اللهي ما هذا كل المنطقة تدمرت كل البيوت قصفت و تهدمت كل شيء اندثر!!
كان يركض ويصيح امي, امي, ايمي, ايمي كونا بخير فقط لا اريد شيء.
وصل البيت واذا به مدمر كليا. بدا البحث كالمجنون هنا وهناك واذا التفت وراى وشاح امه تحت الركام حفر و حفر الى ان تمزقت يده الى اشلاء كنت تنزف صارت حمراء ممزقة كأنها مقطعة بسكين. رأى امه و عيناها و شعرها تملئهم التراب.
كامي صارخا: استيقظ يا كل ما املك سوف اكون ولد مطيع لن افعل المشاكل لن احطم اغراض المنزل لن اكتب على الجدران امي, امي سوف ارتب غرفتي فقط عودي.
في هذه اللحظة شعر وكان الزمن توقف السماء تمطر كأنها تبكي وتصرخ. سمع صوت ايمي في انفاسها الاخيرة كانت تكرر كامي استمر بالعيش دون توقف فجلس امامها لا تتكلمي سوف انقذك . ولكن بقت تردد استمر بالعيش كامي. علم انها بدون وعيها كانت تمسك حقيبتها فيها اغراضها مبعثرة تجهزها للخروج في لحظات اختفى صوتها , فارقت الحياة. وجد قلادة امه بين الاغراض اخذها و دموعه تغطيها قبلها بنفس طويل ولبسها في رقبته. اصبح كامي ميت جسد بدون روح لم يبقى فيه شيء احسس انه فارغ من الداخل. ابتعدا عنهن يتمايل يمينا و يسارا مطاط راسه في الارض لا يسمع شيء كانه في غرفة زجاجية, جسده يتحرك وحده بدون اي امر منه. في لحظات طارة في السماء سقط على الارض, لقد سقط صاروخ من قربه. لم يسمع او يرى شيء.
كامي: لا اشعر باي الم و لكن الان اشعر بكل شيء .
توقف المطر الشمس تشرق, توقف القصف العشوائي, الدخان والاتربة انزاحت عن السماء.
كامي: السماء تبد جميلة انه يوم جميل للموت, ابتسم كامي.
استيقظ في المشفى .
كامي: يبد اني نجوت من الموت.
بعد لحظة من استيقاظه دخل عليه جاك .
جاك: يبد انك صحوت اخيراً.
كامي: كم بقيت هنا؟
جاك: لقد استغرقت ٢٤ ساعة وانت مغمي عليك, يجب ان نهرب من هنا الان بسرعة.
كامي: اتركني وشأني هنا لا اريد الحراك.
امسك جاك كامي من ذراعيه صارخاً في وجهه الم تخبرك ايمي ان تعيش لم تقل لك الا تموت.
كامي تنهد: آها كيف عرفت ذلك .
كان يتحدث ولكن لا يعلم ما يقوله كانه شخص فارغ من الداخل بدون مشاعر بدون احاسيس لا يشعر بشي.
جاك لا يهم كيف عرفت ولكن ايمي دائماً تخبرني عنك كانت لا تريد شيء فقط ان تكون حي و سعيد, لذلك انهض.
اخذه من ذراعيه وجعله ينهض بالقوة. وضع جاك يد كامي على كتفيه ثم خرج من المشفى.
كامي: دعني ع الاقل ارى امي وايمي اخر مرة.
جاك: حسناً, عندما كنت في المشفى ذهبت واخرجتهم من تحت الركام ودفنتهم .
سقطت دمعة من عينه بدون أي صوت.
وضع جاك يده على راسه قائلاً كن قوياً.
وصلوا المكان الذي تم دفن ايمي ووالدته كان على تلة علية محاطة بنباتات نصفها أخضر و اخرى سوداء محترقة او رماد النار غير لونها و المدينة تحت تلة تحترق و الاتربة والدخان يعتلي السماء.
كامي: امي شكراً لكي على كل شيء, كنت لي كل شيء, لم اعرف ابي قط ولكن لم اشعر اني خسرت احد.
غرق كامي في احلامه و هو يتذكر والدته وهو صغير
لقد كان مشاغب كان دائماً يكتب على الجدران ويحطم الاغراض كان مشاغب جداً كانت امه دائماً تضحك وتقول له بطلي الصغير لأتفعل هذا وتحتضنه وهي تضحك .
تبسم كامي وهو يبكي في الوقت ذاته: شكراً لكي امي مرة اخرى احبك.
ألتفت الى قبر ايمي آها يا اجمل شخص يا منقذي شكراً لكِ اعدك يا ايمي سوف استمر في العيش سوف احقق حلمك.
الحقد والغضب تملئ عيناه.
اعطى كامي ظهره للقبرين مودعاً: امي ايمي كونا معي وباركاني في كل خطوة اخطيها.
شعر كامي بيد امه و ايمي من خلفه تدفعه الى الامام، تبسم ورحل.
***
هدىً القصف و الحرب و صراخ الناس وفي القلعة ظهر ثلاثة اشخاص يرتدون عباءة الاول على اليسار عباءة ذات اللون الاحمر تغطي كل جسده و يرتدي قناع اسود مشطب بالون رصاصي مكان عيناه تحيط به رسومات دموع حمر و رسم مكان الفم ابيض و يسيل لون احمر على شكل لعاب. في الوسط يرتدي شخص عباءة تغطي كل جسده لونها ابيض و قناع مرسوم عليه زهرة حمراء. و الشخص على اليمين يرتدي عباءة لونها أزرق و قناع مرسوم عليه دوائر متداخلة غير واضحة. ظهر صوت من خلفهم في ظلام حالك لا يرى من هذا الشخص سوى قدميه واحدة فوقة اخرى قال الرجل في الظلام: انتم تحت قيادة منظمة زنك
اموالكم و حيواناتكم و زراعتكم كل شي يرسل الينا و نحن سوف نوزع لكم ما يكفي يومكم ، لا يوجد احتفالات و لا ممارسة ديانات و لا تجمعات ومن يخالف مصيره الموت.
أنت تقرأ
قوس المطر
Fantasyمهما وجدت البشرية على الارض لن يوجد سلام ابداً. في عالم من الفنتازيا و الخيال تتقلص الكرة الارضية الى اربع قارات تحمل اسماء زهور في علاقة حب و صداقة نقية و تضحية هناك يكون صراع ابطالنا.