قوس المطر

الفصل الثالث: قارة الزرعة و الحيوانات (زهرة بيروفي) 3085 عام

في عام 2900 نزل الناس من المريخ على الأرض بعد حرب دموية نووية ادت الى محو جميع مظاهر الحياة و بدا الناس ببناء مستعمرات للسكن لقد كانت الأرض مقسمة الى اربعة قارات ، قارة صالحة للزراعة و تربية الحيوانات و قارة اخرى تكثر فيها جميع مواد تصنيع و اخرى جمعت الاذكياء و أخراها كانت قارة منفية . في سنة 3085 استقر كل جزء من الناس في قارة معينة ، في قارة الزراعة كانت فيه فصل ربيع و شتاء و الصيف و الخريف كانت المنازل مبنية من الخشب و محاطة بمزارع و المنزل في وسط المزرعة. كانت العوائل تربي كافة الحيوانات تحيط هذه القارة  أشجار ب انواعها كان هناك نهر يفصل جزئي من مدينة بجسر حديدي جسر الامنيات كان الجانب الايسر مختص في تربية الحيوانات و الايمن مختص في الزراعة لقد وضع الملك قانون ٩٠٪؜ له وعشرة للمزارعين و المربين لقد اجبر الناس على امتهان مهنة واحدة الزراعة او تربية الحيوانات والتجارة بهم لمنع ان يكون الشخص غني لقد كانت العائلة هي التي تحدد مستقبل طفلها, اذا ولدة في جانب الايسر يكون مربي للحيوانات و اذا ولد في الايمن يكون مزارعا. كان الطريق في القارة من الحصى و التراب على رغم من توفر التكنلوجيا, الطرقات تملئها الازهار الملونة و السماء صافية وزرقاء كانت نسمات الهواء منعشة تحي الميت و رائحة الاجواء طيبة الى شعورك بالسلام الداخلي . صعد الملك ذو الجسد المليء بالدهون و لبسه عباءة ذهبية و تاج من الالماس الى شرفة قصره محدثاً الناس تحته.
_نحن في شهر الحصاد ، شهر التسوق العالمي ، شهر حضور كل زعماء القارات و شعبهم وحاشيتهم.
وضع الملك كف يده اليمنى على كتفه الايسر قائلاً: انتم جزء من قوة اقتصاداً
وقبل ان يكمل شخص ذو هندام شخصية غنية و يحمل كتاباً صرخ بأعلى صوته: دعنا نمارس باقي المهن اذا كان كلامك صحيح.
اجاب الملك قائلاً: نحن نفعل التوازن في العالم الذي اجتاحوا الحروب الاهلية في اسلافنا السابقين نحن نضع لكل قارة حدودها ليعم السلام.
استدار الملك ودخل الى داخل الغرفة مخاطبا حارسه الشخصي: العلم يولد المعرفة و المعرفة تعطي الحقيقة و الحقيقة تجلب الثورة و الثورة تقتل الملوك.
اجاب الحارس: امرك سيادة الملك.
اشارة الحارس بيده نحو الجنود مخاطباً اياهم بحركة من يده يأمرهم لتباعه, ذهبوا الى الرجل الذي اعترض على الملك . في منتصف الليل بعد ان خلى الشارع و ارتفع صوت البوم في القمر البدر طرق الحارس الشخصي الباب طالبًا إذن الدخول دخل الى الملك سجد امامه قائل: سيادة العادل الناهي عن الظلم ، الرجل في الزنزانة ما هي أوامرك.
_انفيه الى قارة زهرة شقائق النعمان القارة المنفية, وضع في جسر الأمنيات ملابسه وفوقهم سترة. ذهب الحارس بعد ان ارسل رجل الكتاب الى قارة المنفية و علق اغراضه على الجسر و كتب تحتها بورقة علقها على عمود المنتصف لجسر الامنيات (خائن يطلب إراقة الدماء في ثورة لا يوجد تحتها سوى الجثث) .
في الصباح التالي و قف جمع من الناس على أطراف الطريق كان الطريق مزين ب انواع الازهار و الوان الزينة بالونات و اناس الذكور منهم مشيك بلبس البنطالون الطويل متوسط عرض الاطراف و قميص مع سترة فوقه و حذاء طويل و الوان ملابس متنوعة. النساء منهم ترتدي الثوب المطرزات ب الوان مختلفة من الازهار و بعضها فواكه, وفساتينهم منفتح كالزهرة من فوق و منغلق كالزهرة النائمة من تحت, من فوق يغطي كل جسدها حتى رقبتها و ترتدي بعض النساء قبعات قش ملونة و اخريات شعرها متموج ضاهر للعيون و اخريات قبعات تتصل مع الفستان واضعة على راسها. مر المبعوثين من باقي القارات بعربات خشبية يجره الحصان و فرق الغنائية و الموسيقية تعزف لهم و الناس تحييهم بتحيتهم الخالصة واضعين كف يدهم اليمنى على كتفهم الايسر دليل على الاتحاد و الشكر على السلام الدائم مئة عام.
قال طفل صغير لوالدته: لماذا يتعبون الحيوانات و لا يستخدمون الطائرات او السيارات؟
انحنت الام الى ولدها و ازاحة خصلة الشعر من وجهه مجيبة: ابني كل شيء من صنع الأنسان يفسد أرضنا, هل تحب ان ترى كلبك مريض او بقرتنا؟
اجاب الطفل بهز راسه يمين و يساراً.. لا
فتحت ساحة الكبيرة لعرض الناس منتجاتهم المحدودة من الحيوانات و الخضار و الفواكه و مقايضة مع امور اخرى ثانوية من أدوات الزراعة او تربية الحيوانات او كتب.
لقد  كان كامي في سن السادسة يلبس بنطالاً و قميص نصف ذراعه ظاهرة يلعب مع كلبه في الباحة الخلفية وسط الحشائش المصفرة قليلاً في السماء ذات غيوم اصفى من لبن الجمال يرمي غصن صغير يركض الكلب وراه يلهث و ينبح ويحضره له بين اسنانه يقفز الكلب الى حضن كامي ويرمي الغصن في الارض واضع الكلب يده على صدر كامي. فقد كامي توازنه و سقط على الحشائش والكلب فوق يلعق خديه ولعابه يملئ جزء من خديه, شعر كامي بدغدغة في خده جعلته ينفجر ضاحكًا واضع يده على رقبة الكلب و يحتضنه بقوة سمع والدته تناديه كامي تعال الى هنا.
ركض الى والدته و الكلب يجري وينبح خلفه يدور حوله و يسرع ثم ينتظره دخل كامي الى مكان الصغير المصنوع من الخشب و الأعلاف الموضوعة في زاوية و القش المنتشر في ارضية الحضيرة كانت والدته تحلب البقرة في دلو من الحديد طلبت منه ان يساعدها في حمله ازالة والدته قطعة من الحشائش من شعره . وضع يده اليمنى الصغيرة مع يد امه الناعمة الكبيرة لحمل الدلو. لم يكن شيء يذكر من المساعدة ولكن دائماً تطلب منه ذلك لتعلمه الاعتماد الكلي على نفسه لقد كانت والدته تنضف الحظيرة و تترك القليل من الأوساخ و تطلب منه ان ينضف الباقي كانت امه المدرسة في حياته و في تعليم ما هو ضروري له ليساعده في الزراعة و الحصاد و البيع وكل شيء تجعله يضع بصمته.
جاء احد الجنود في يوم من الأيام إلى منزلهم رأى كامي يلعب مع الكلب كعادته.
قال: ايه الفتى اين والدتك
نظر كامي الى الشخص ذو الخوذة الحديدة و الذي يحمل سلاح في يده اشار له الى الحظيرة
ذهب الجندي الى الحظيرة قال مخاطب الام : دخلكم المادي اصبح اكثر من المطلوب وانتم الان شخصين فقط عكس الماضي كنتم ثلاثة اشخاص علينا مصادرة هذه البقرة.
لم تجب الام اي كلمة واستمرت في حلب البقرة.
اكمل قائلاً : اذا لم تحققي ما طلب منك سوف اتصرف بقوة.
لم تجب الام واستمرت في الصمت.
سحب الجندي سلاحه و اطلق الرصاصة نهض الكلب من قيلولته ناظر الى الحضيرة وهو ينبح سمع كامي الصوت الغريب ايضاً ركض مع الكلب الى امه صدم جسده بالجندي امام البوابة نظر كامي الى عينه الباردين و اكمل طريقه لقد رأى امه ملقيا على راس البقرة هزه ولكن لم تستجيب. الدماء تغطي ملابسها البيضاء نظر الى عيني امه لقد كانت تبكي بحرقة على البقرة التي تم قتلها. استعادة الأم وعيها بصوت بكاء ابنها و هزه, احتضنته واخرجته من الحضيرة .
قالت له: لا تبكي بني ان بقرتنا مريضة.
اجاب وهو يمسح دموعه بكلتا يديه: لو كان ابي هنا لإنقاذ بقرتنا لوسي.
مسحت الام شعره وقبلت خده قائلة: اباك ذهب ولن يعود ابداً ، لقد تركك انت لتكون رجل المنزل
الشي الذي لا تستطيع فعله لإنقاذ لوسي لا احد يستطيع فعله حتى لو كان اباك.
طلبت منهُ الرحيل و اكمل لعبه مع كلبه باندا. عادة الى الداخل و لفت البقرة في قماش طويل غطى كل جسد البقرة و احضرت سيارة الفلاحة ذات العجلات الخلفية الكبيرة في الخلف اكبر من حجم ولدها كامي و عجلات الامامية الصغيرة في ارتفاع ابنها مكشوفة فوق السائق. ربطت البقرة بحبل سميك وضعت الطرف الاخر من الحبل في سيارة الفلاحة وجرت البقرة بعيداً عن المزرعة لدفنها. لوحت لابنها وهي تقود طالبة منه ان لا يتحرك من مكانه. عندما عادة من جنازة لوسي طلب كامي ان يكمل باقي العمل كالعادة ولكن رفضت رفض كلي. حملت دلو من الماء و الكرك و بعض التراب الذي احضرته من البرية نظفت الدماء و الحضيرة بقوة الى ان تصلبت اكتافها. وضعت التراب المبلل قليلاً فوق الدماء و انتظرت نصف ساعة الى ان جف التراب و استخدمه الكرك لازلت الطين الملتصق بالدماء.
لقد عاش كامي كل طفولته مع والدته يتعلم في الزراعة ، وضعته امه في المدرسة لأعطاه ما حرمت منه و ليتعلم ليصبح كامي رجل أعظم.