CURSED 1

21 4 3
                                    

Hello..

يقولون أن عيناك ما هى إلا مرأة لما داخلك
و لكنى ضد تلك المقولة تماماً
فلقد كانت عيناى مليئة بالنجوم اللامعة بينما قلبى محطم
و تجلس روحى بين ركام هذا القلب

"إيزابيل"
اخفضت بصرى انظر لتلك الفتاة التى تقف أمامى
عيناها الخضراء الواسعة تلمع بالدموع
و فمها مقوس و  انفها المزين بالنمش قد انكمش بخفة
دنوت بطولى لأصل إلى طولها القصير الذى بالكاد وصل لفخذى
"ماذا بكِ، ستيلا؟"
سألتها بصوت رقيق امسح دموعها عن وجنتها
"لقد رفض ايثان ان ألعب معهم بالكرة"
اشارت ستيلا بإصبعها الصغير إلى ايثان الصغير
استقمت ارسم إبتسامة على ثغرى بينما أتجه إلى حيث يلعب الصغار سوياً
توقفوا عن اللعب بمجرد ان رأونى قربهم و الفضول يغلب على ملامحهم
"اقتربوا يا أطفال ،سأروى لكم قصة جديدة"
صاح الجميع يركضون ليجلسوا أرضاً و لا يستطيعون اخفاء حماسهم و فضولهم
ابتسمت اجلس أمامهم على الأرض أيضاً
و كما اعتدت و قد اعتادوا هم أيضاً
بدأت قصتى بتقديم نفسى
"مرحباً، ادعى ايزابيل و عمرى 20 عام ، نشأت هنا كما الحال معكم و عشت سنواتى كلها بهذا الميتم و الآن أنا أعمل به كمعلمة لكم"
ضم الصغار كفوفهم يصفقون بحرارة
فهم معتادون على سماع تقديمى
و لكنى أود تقديم ذاتى لكم بشكل اعمق لعقولكم
أنا ايزابيل
حقيقةً انا أيضاً لا أعرف ماضيّ بالشكل اللائق الذى قد أقدمه
كل ما اعرفه هو أن قبل خمسة عشر عاماً
أمتلك دائماً تلك الذاكرة
دائماً ما تراود ذهنى خلال نومى ليلاً
و لا تتركنى بحالى
امرأة بوجه شاحب و أعين متسعة تمسك بى بين ذراعيها و تركض دون توقف
كما لو أن أحداً يلاحقها
حتى وصلت إلى ذلك الميناء بمنتصف شهر يناير
وقفت تحدق بالمياه المجمدة أسفلها
و أتذكر شعورى حينها
كيف كان يعلو صدرى و يهبط هلعاً
و كيف شعرت بالبرودة و احتجت للأرتماء بحضن تلك المرأة
و أيضاً كيف نظرت إلى قبل ان تبتسم و تقول
"هيا بنا، ايزابيل هذا العالم لا يستحقنا"
و بعدها اصطدمت المياه الباردة و المتجمدة
بجسدى الصغير الهزيل
كان هذا ما اتذكره
قبل ان استيقظ و اجد نفسى هنا بهذا الميتم
و منذ حينها لقد نشأت بهذا الميتم القديم
و اطلقوا على لقب شمس الميتم
فرغم كآبة المكان و ظروف حياتى التى دفعتنى لتناول الخبز المحمص و البطاطا طوال عمرى
لقد كنت امرح و القى النكات و اتعلم شئ جديد كل يوم
و بعد ان اتممت عامى الثامن عشر
بدون أى طلبات و عروض للتبنى
لقد قررت العمل كمعلمة للصغار الذين بالميتم
مقابل غرفة صغيرة و طعام دافئ
"اليوم ستكون قصتنا حقيقية و هى قصة صديقة لى"
زادت حماسة الصغار
و صبوا جم تركيزهم علىّ
حمحمت بدرامية وأنا امتثل دور الراوى الحكيم
ازيل خصلات شعرى البنية ارجعها للخلف
"كانت هناك فتاة صغيرة وحيدة تماماً ، كانت تشبه زهرة الليلى تملك شعراً ابيض كاللؤلؤ و أعين زرقاء كلون السماء الصافية"
اردفت بينما اضع نغمة موسيقية لكل كلمة لجذب انتباههم
و قد نجحت بهذا
البعض لمعت عيناه بإعجاب و البعض قوس حاجبيه بغرابة
"لا تتعجبوا يا اصدقائي ، فلقد كانت الفتاة مميزة كما نحن جميعاً . كل شخص منا يملك شيئاً مميزاً للغاية.
و لكن بعض الاشخاص لا يدركون هذا."
توقفت ازفر الهواء بخفة قبل ان أكمل
"و بيوم مشرق ركضت زهرة الليلى للخارج كى تلهو مع اصدقائها.
و لكن هناك ظهر شخص آخر شخص قبيح ليس قبيح الوجه بل قبيح القلب
لقد دفع الزهرة بعيداً قائلاً عنها أنها مسخ و لا يمكننا اللعب مع المسوخ"
شهق الصغار جميعهم إلا ستيلا
نظرت إلى الصغيرة بأعين محبة و إبتسامة لطيفة
تلك الفتاة حقا جميلة
شعرها الاحمر و النمش على وجهها. و عيناها الخضراء جعلتها تبدو لطيفة و جميلة
و لكن ليس جميع الأطفال بهذا العمر يستطيعون تقبل مميزات و اختلافات الآخرين

CURSED ∆ لُعنتُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن