البداية
*الشخصية الرئييسية*
*زيد، ٢٧ عاما في ٢٠٢٣
من فلسطين/ غزة***********************
٩ مايو ٢٠٢٣
"شهاب!! ما هذا الصوت!؟"
أصوات الطائرات والصواريخ تكاد ان تفقدهم السمع
"شهاب اين انت؟!" وبين تلك الأصوات والقلق وأصوات المباني التي تهدم، لا يجد زيد اخاه في المنزل، "أمي!!! أين انتِ؟؟" "زيد!! ساعدني يابُني"..."أمي؟ أين انتِ!!".. "زيد تعالـ..." الأم تصمت فجأه مع صوت انفجار جديد، "أمي؟؟ أمي هل انتِ بخير!!"...يذهب زيد ليتفقد أمه، وبين أصوات الطائرات والمباني التي تكاد ان تقع يسرع زيد في خطواته ويمشي بحذر، ولما دخل الغرفة رأي ما لم يتمنى أبدا ان يراه..."أمي..."وكأنه فقد نصف عمره، وكأنه طعن وقتل وفقد من يحمل قلبه، ويجلس على ركبتيه من الحزن ويبكي "أمي...أمي لا تذهبِ، أمي ارجوكِ...لا تتركيني.." لقد ماتت والدته من القصف، ماتت من الصخور والأشياء التي وقعت فوقها وجعلتها لا تتحرك..
ويقول زيد بصوت خافت حزين "سأنتقم...سأنتقم لكِ يا
أمي..."وبدون مقدمات، المبنى يبدأ في التساقط، المبنى على وشك الأنهيار!! زيد مرتبك ولا يعرف كيف يتصرف، "ماذا أفعل!! أمي!! ياليتكِ معي فأختبئ في أحضانك مثل الطفل الصغير" لا يعرف زيد كيف يتصرف، ويسقط المبنى...وزيد يفقد الوعي...
**********************
١٠ مارس ٢٠٢٦
يستيقظ زيد ليجد نفسه في مستشفى..مستشفى شبه مدمره، والانوار مطفأه، لا تسمع فيها صوتاً، على وقت العصر والاجواء خافته، لا كهرباء، فقط نور الشمس "أين انا.." يفتح زيد عيناه ببطئ ويتفقد المكان بعيناه، "هل انا في المشفى؟ ما أتى بي الي هنا؟ ماذا حدث ليلة أمس؟ ..." والأسئلة تملئ عقله، يحاول زيد النهوض، ويجد الأدوات الطبيه مبعثره، ويجد على الأرض جثة دكتور!!!
"يارب..أنجني" ينهض زيد من على السرير ويتفقد الغرفه وكل ما يراه أدوات طبيه، دماء، جثه... يأخذ زيد أداه طبيه حاده ويخرج بها ليدافع عن نفسه من أي خطر..ويخرج خارج الغرفة فيجد الجثث مبعثره والمستشفى في حالة فوضى، وكأن كان فيها صراع.
يبحث زيد عن المخرج...يحاول التماسك ويمشي بين تلك الجثث المبعثره، خائف وضعيف ويشعر بالانهيار ولا يستطيع نسيان أخر شيء يتذكره، "ها هو باب المخرج" لكن هناك شيء يمنع زيد من فتح الباب..ويحاول مراراً وتكراراً لكن بلا فائدة.
يبحث زيد عن أي شيء في المستشفى قد ينفعه، مثل طعام او سلاح...ينظر إلى الجثث بحزن وشفقه عليهم ولأنهم ماتو بطريقة بشعه منهم من طعن ومنهم من فقد رأسه او أحد ذراعيه، وبينما ينظر للجث وجد جثة جندي، "لعلي أجد سلاح معه.." يمد زيد يده بحذر ويتفقد الجثه، ولا يجد سوى اوراق ومفاتيح ومسدس صغير، يفتح زيد الورق، وكان المكتوب:
"اليوم الـ٣٦ من محاولتي في النجاه، انا جندي وعلي ان أواجه الاعداء، لكني فقدت زملائي وأهلي وزوجتي واطفالي في تلك الحرب، لقد ضحيت بكل شيء أملكه لأجل بلدي، انا اكتب يومياتي لعل وعسى أن يجدها شخص، إن كنت قد وجدت هذه الرساله فاعلم انك قد نجوت بطريقة ما من شيء عظيم وقاتل، لقد قتلت ١٧ جندي صهيوني، نجوت عشرات المرات من الطائرات والدبابات، لكني لست ضعيفاً..فأنا فلسطيني، عربي، مسلم، و جندي! لا يمكن انا اخاف من بعض أشباه البشر الذين يحملون اسلحه، لا تهمني اسلحتهم وطائرتهم الفتاكه، سأقاتلهم حتى الموت، ولو كنت اقاتلهم بالحجاره وهم معهم السلاح، بلدي ثم بلدي، فلسطين في قلبي...يا من تقرأ تلك الرساله أدعو الله أن يرحمني ويرحم من مات شهيدا في تلك الحرب الوحشيه، واعتني بنفسك.
مع تحياتي لك، راشد الفارس، جندي فلسطيني"زيد يقرأ وقلبه يبكي، ويضع تلك الرسالة التي زادته إيمانا وإراده وجعلت الشغف للانتقام لديه يزداد، "اقسم انني سأنتقم لكِ يا أمي، ولوطني، ولشعبي.."
ينهض زيد ويحتفظ بالسلاح والورقه، وبعد دقائق من البحث وجد زيد باب خلفي آخر للخروج، ولحسن الحظ خرج زيد اخيرا من المستشفى، مستشفى وجد نفسه بها محطما حزينا مكسور القلب، وخرج منها بعزيمة وهدف لإنهاء تلك الحرب!!
ينظر زيد للمنظر الذي امامه، مباني منهاره وحطامها في كل مكان، سيارات مدمره وحال المدينه في فوضى، والشمس هي من تضيء المدينه نهاراً والقمر من يجملها ليلاً، بلا كهرباء ولا نور يمشي عليه سائر ليلاً.
يأخذ خطواته الأولى للبحث عن مأوى ينام به ويفكر به، ويمشي بحذر ومعه المسدس، لكن عقله لا يكف عن التفكير في عائلته وأمه، وما حدث منذ سنوات، ولا هو حتى يعرف كم من الوقت ظل بالمستشفى، لكن كل ما يعرفه هو..العزيمه، الحرب، الأنتصار..
يتبع
لا تنسوا ان تصوتوا الرواية اذا اعجبتكم ولأستمر في كتابة الفصول التاليه ♡
أنت تقرأ
حرب فلسطـين - أرض القدس
Historical Fictionفي رواية وثائقية مبنيه على احداث خياليه و بعض الاحداث التي حدثت على ارض الواقع ، في رحلة استثنائية إلى قلب فلسطـين، حيث ينسج بين خيوط الحقيقة والأمل قصة متكاملة عن أرض الأجداد وصراعها العادل. في هذا العمل المميز، يُقدّم القارئ إلى جوانب متعددة من اح...