لسنا مخيّرين في أن نعيش الحياةَ التي نطمحُ لها، ولا يوجد في حياتنا محطّاتٌ نستريح بها من عقباتها، فالحياة الدنيا تحمل في أعماقها جُلّ الآلام والعقبات التي لن نستطع طوال سيرنا فيها أن نتجنبها، ربما لا أكون قد عشت طويلاً، ولكنَّ هذا ليس بسبب كي لا أتعرّض للعقبات بسرعة، في النّهاية نعلم فقط بأنَّ علينا أن نُحارب تلك العقبات حتَّى آخر نفسٍ من حياتنا....
نعيش حياتنا متألمين و رغم هذا الألم إلا أننا نحاول جاهدين عدم إخفاء ابتساماتنا وضحكاتنا، ولكن هذا لا يدوم طويلاً ولا يكون دائماً، لا بدَّ أن تتعرض أرواحنا الصبورة لمشكلات تعيقها، بسبب عدم وجود ما يجعلها تنفّس عن ما يختلجها....
في أمريكا وتحديداً مدينة لندن، سنتعايش مع فتاة ليست وحدها من تعاني هذا، لكننا سننقل ما تعاني منه وسنمر معها خلال فترة علاجها من اضطراب أصاب روحها البائسة، رينا بايدن البالغة من العمر ٢٢ سنة، يعلم والداها عن اضطرابها النفسي، فيحاولون مساعدتها على تخطي أزمتها كي لا تكون وصمة عار تتبع أسرتها أين ما ذهبوا...
انعزلت رينا في منزل بمفردها بعيداً عن أهلها، حيث لم تكن هي سيدة قرارها، بل تم تنفيذ الأمر بعد اتفاق والدتها مع والدها لنقلها لمنزل بمفردها، تعالج فيه اضطرابها، وكي تكون بعيدةً عن اجتماعاتهما وعن وسط اعمالهما....
تتواصل والدتها مع طبيب معروف في مجال عمله، يكون ابن صديق زوجها، جاك ميلتون البالغ من العمر ٣٠ عاماً، و رغم أخذه إجازة للابتعاد عن عمله فترة يريح بها باله، إلا أنه يستجيب لطلب السيدة بايدن، والتي تواصلت معه بشكل خاص خوفاً على سمعة زوجها وسمعتها في مجال عملهما...
تعرض على جاك ميلتون مبلغاً من المال شريطة أن يجلس مع ابنتها طوال إجازته التي تكون سنة كاملة في نفس المنزل حتى ينتهي من علاجها، ولو استغرق منه الأمر فوق إجازته فسوف تزيد له المبلغ، تم ذلك الاتفاق مع عدم علم أي فرد من أفراد الأسرتين....
مستلقية في سريرها تحدق باتجاه السقف، بذلك الفراغ المظلم، غرفة سوداء، ستائر سوداء كي تحجب أشعة الشمس عنها قدر الإمكان، بالإضافة لعدم وجود أضواء، هذا يدل إلى شيء واحد، هذا الشخص مكتئب....
لا يدل اللون الأسود للأشياء من حولنا للاكتئاب دائماً، الملابس السوداء لا تعني أن الشخص مكتئب، غرفة سوداء لا تعني أن الشخص مكتئب، تم ربط اللون الأسود بالاكتئاب كونه لون شديد الظلام، تنبعث منه هالة من الحزن، لكن لا ننسى أن الأسود في النهاية لون....
يفضل بعض الأشخاص ذلك اللون نظراً لرؤيتهم للهدوء والسكينة به، من لا يحبون اللون الأسود او من لا يفضلونه يقومون في الحال بربطه مع الاكتئاب، ولا ننكر ان هذا خاطئ، فنظراً لمن حولنا الآن فالأغلبية أصبح في بقعة تفضيل اللون الأسود لملابسهم ومقتنياتهم الخاصة، بالرغم من انهم غير كئيبين!....
أنت تقرأ
Psychological assistant | مُعالِج نفسي
Romance"جاك ميلتون، ومن الآن فصاعداً سأكون طبيبك وفي الوقت عينه ملازمكِ الدائم" "انتهيت؟.." ~~~~~~~~~~~ "تقبلي الأمر رينا، هذا لمصلحتكِ، أريد أن تعود ابنتي لسابق عهدها" "أعتذر لأنني كنت حملاً ثقيلاً عليكِ يا أمي" ~~~~~~~~~~~ "سأغادر الٱن، لا أعتقد أنكِ بح...