2

32 2 0
                                    

لسنا بحاجةٍ إلى أن نشرح ما يجتاحُ قلوبنا وما يشغل بالنا لأحد، الاحتفاظ بها لأنفسنا أفضل من أن يتم عرضها على ناقدين وناصحين يفرضون آراءهم عليها فيُحكمون السيطرة علينا....

جالساً على كرسي المكتب، يتصفح حاسوبه بينما يحتسي كوب قهوة كان قد أعدّه مُسبقاً بعد انتهائه من الاستحمام، أعاد جسده إلى الخلف بغية تمديد أطرافه بعد تلك الجلسة الطويلة:

"لم أجلس هكذا منذ زمن، كنت أحتاج لهذه الإجازة فعلاً"

أعاد جسده للأمام، أطفأ الحاسوب وأغلقه معيداً إياه للحقيبة، نهض من الكرسي ليَخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه:

"ألا تنوي الخروج وإعداد بعض الطعام!"

تمتم بينه وبين نفسه وهو يحدق بباب غرفة رينا، المنزل هادئ بالشكل الذي يجعلك تعتقد أن لا أحد يسكن أرجائه حتى مخلوقات العالم الآخر، ربما هذا السبب الذي يجعله جميلاً وجاذباً، حيث تجد خلوتك به بعيداً عن ضجيج العالم....

توجه إلى المطبخ ليقف عند الباب يحدق في تفاصيله:

"هل يجب عليّ انتظارها أو محاولة صنع طبقٍ ما"

تمتم بهذا ليتنهد بعدها ويعود أدراجه متجهاً إلى الكنبة، أخرج هاتفه وقام بإجراء اتصال لا تتجاوز مدته الدقيقتين، قام بها بطلب بيتزا حجم متوسط ومشروب غازي لشخصين، أغلق الهاتف وعاد بظهره للكنبة يغمض عينيه....

عشر دقائق سُمعَ بعدها رنين جرس المنزل، نهض من مكانه متجهاً نحو الباب، ليفتحه ويستلم الطلبية ثم دفع ثمنها وأغلق الباب خلفه ليعود لمكانه، جلس على الأريكة وقام بفتح علبة البيتزا:

"وأخيراً"

قام بسحب القطعة الأولى وبدأ بالتهامها، عدم تناول وجبة فطوره وجلوسه أمام حاسبه لساعات جعل من معدته تُناجيه ليطعمها، أخذ رشفة من العصير وأخذ يُكمل تناول وجبته بهدوء....

فُتح باب تلك الغرفة لتخرج رينا وتحدق باتجاه جاك، الذي بدوره رفع نظره اتجاهها وأخذا يناظران بعضهما بصمت:

"أترغبين في مشاركتي؟"

قالها بعد أن يأس من ذلك التحديق عديم الفائدة....

لكنها أبعدت نظرها عنه وتجاهلته متجهة نحو المطبخ دون أن تنبس بكلمة....

التفت بجذعه يحدق بها بينما يقوم بهضم ذلك الطعام بفمه، قامت بفتح الثلاجة لتخرج منها تلك الشعيرية التي يبدو عليها أنه قد تم تحضيرها البارحة....

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Psychological assistant | مُعالِج نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن