أيامٌ منسية

6 0 0
                                    

المخبأ السري

كانت تاليا في السادسة من عمرها عندما اكتشفت هي وأدريان مخبأهما السري لأول مرة. لقد كانت مجرد زاوية صغيرة في غرفتها، تحت كومة من البطانيات والحيوانات المحنطة، لكنها كانت بالنسبة لهم بمثابة حصن. لقد أمضوا ساعات لا حصر لها هناك، يتحدثون عن مغامراتهم، ويخططون لرحلات استكشافية إلى أراضٍ بعيدة، ويتخيلون أنهم مستكشفون شجعان في مهمة ما. كان لدى أدريان دائمًا فكرة جديدة، وقصة جديدة ليرويها، وكانت تاليا متمسكة بكل كلمة. لقد ابتكروا سيناريوهات متقنة، مثل قتال التنانين، وإنقاذ المخلوقات السحرية، واكتشاف الكنوز المخفية. في ذلك المخبأ، كان أدريان صديقها المقرب وشريكها في المغامرة، وقاما معًا ببناء عالم حيث كل شيء ممكن.

حديقة الأحلام

في أحد أيام الصيف، قامت تاليا وأدريان بزراعة حديقة صغيرة معًا. كان والدا تاليا مشغولين، وكان الفناء الخلفي عبارة عن قطعة قماش بيضاء تنتظر التغيير. اقترح أدريان أن يزرعوا زهورًا تتفتح فقط في الليل، بألوان لم يراها أحد من قبل. أحبت تاليا الفكرة. لقد أمضوا فترات بعد الظهر في الحفر والغرس والحلم بأسماء زهورهم. وكانت "Lunar Blossoms" و"Starpetals" من بين الأفلام المفضلة لديهم. على الرغم من أن الزهور لم تنمو أبدًا، إلا أن الحديقة أصبحت مكانًا تجلس فيه تاليا وتتحدث مع أدريان بعد فترة طويلة من غروب الشمس، وتشاركها أفكارها وأحلامها تحت سماء الشفق. لقد كان ملاذهم، المكان الذي ازدهر فيه الخيال بشكل مشرق مثل النجوم.

هدية عيد الميلاد السحرية

في عيد ميلاد تاليا الثامن، قدم لها أدريان هدية. لقد كان صندوقًا خشبيًا صغيرًا منحوتًا بشكل معقد، وهو شيء لم تره من قبل. لقد قدم لها والدا تاليا هدايا أخرى، لكن هذه الهدية بدت مختلفة. كان داخل الصندوق خريطة صغيرة مرسومة باليد لمكان اخترعاه معًا - مملكة تسمى "إلدوريا"، مكتملة بالغابات والقلاع والمخلوقات الغامضة. أخبرها أدريان أنها خريطة لمكانهم المفضل، وهو عالم يمكنهم أن يكونوا فيه دائمًا معًا. تألقت عيون تاليا بالإثارة. لقد اعتزت بالخريطة والصندوق، وأبقتهما مخبأتين في درج خاص لسنوات. لقد كان بمثابة تذكير بالمغامرات التي شاركوها والسحر الذي صنعوه معًا.

المكتبة المفقودة

عندما كانت تاليا في العاشرة من عمرها، قدمها أدريان إلى "المكتبة المفقودة"، وهو مكان سحري تخيلوه كملاذ للقصص والأسرار المنسية. كانت مكتبة ذات أرفف لا نهاية لها مليئة بالكتب التي لم تُكتب من قبل، وحكايات لا يعرفها سواهم. كان أدريان يقودها عبر الممرات، ويلتقط القصص ويقرأها بصوت عالٍ. كانت المكتبة المفقودة ملجأً من العالم، حيث تستطيع تاليا الهروب من همومها وتفقد نفسها في عوالم خيالية. مع تقدم تاليا في السن، قضت وقتًا أقل في المكتبة المفقودة، لكنها غالبًا ما كانت تعود إليها في ذهنها عندما تحتاج إلى الراحة أو الإلهام. ظلت المكتبة، رغم أنها غير مرئية للآخرين، جزءًا عزيزًا من خيالها.

نزهة الوداع

ومع اقتراب تاليا من عيد ميلادها الثاني عشر، كانت العلامات واضحة: لقد كانت تكبر، وبدأ أدريان في التلاشي. بعد ظهر أحد الأيام، قاموا بنزهة في مكانهم المفضل في الفناء الخلفي - وهو المكان الذي قضوا فيه الكثير من اللحظات المبهجة. شارك أدريان وتاليا وجبة بسيطة من الحلوى الخيالية واستذكرا مغامراتهما. يمكن أن تشعر تاليا بالتغيير، والمسافة المتزايدة بينهما. تحدث أدريان بهدوء، وأخبرها أنه سيكون دائمًا جزءًا منها، حتى لو لم تعد قادرة على رؤيته بعد الآن. لقد كان وداعًا حلوًا ومرًا، حيث وعد أدريان بالبقاء في قلبها، ووعدت تاليا بتذكر السحر الذي شاركوه. بعد ذلك اليوم، أصبح حضور أدريان أكثر عابرة، لكن ذكرى نزهتهم الأخيرة بقيت مع تاليا، وهي قطعة عزيزة من طفولتها.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 08, 2024 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الرقص مع أحلام اليقظهWhere stories live. Discover now