00:02

1 0 0
                                    

| 2ND OF DECEMBER |
الواحدةُ ليلًا، الطقسُ شديدُ البرودةِ، الأرضُ رطبةٌ من أثرِ المطر. الأجواءُ مناسبةٌ للجلوسِ في مكانٍ عالٍ ومشاهدةِ العالمِ من الأعلى، للتدخينِ والاستماعِ لأغنيةٍ جميلة، ثم مع نهايةِ الأغنيةِ والسيجارةِ، تقفزُ من الأعلى. صوتٌ ما يأمرُ بذلكَ طوالَ الوقتِ، لكنَّ يدايَ مشلولتانِ، لا قدرةَ لي على تحريكِهما.

مرَّ يومٌ أو ربما أكثرُ منذ تلكَ المرةِ التي سمعتُ بها جملتَهُ الهمسَة. عقاربُ الساعةِ أمامي تركضُ خلفَ بعضِها، لم يمسكْ أحدُها الآخرَ إلا منتصفَ الليل. كلُّ ما يمكنني سماعُهُ لمدةٍ تفوقُ العشرَ ساعاتٍ متواصلةٍ هو صوتُ ركضِ العقارب. صوتُهُما أصابني بالأرقِ، لم أستطعِ النومَ ولو دقيقة.

الثانيةُ بعد منتصفِ الليلِ، لا يمكنني تحملُ صوتِ العقاربِ مزيدًا. لم أتمكنْ من التحكمِ في نفسي؛ علمتُ أنني خرجتُ عن السيطرةِ منذ أن اضطربَ تنفسي. أصبحتُ أصرخُ كالمجانينَ وأبصقُ أبذأَ الألفاظِ وكأنني أرى ذلكَ العاهرَ أمامي وأخاطبُه.

داخلي يُدرِكُ تمامًا أنني هنا مجردُ رهينةٍ أو سجينةٍ ربما، لكنَّ خارجي قد تبلَّدَ منذ الصباح. كلُّ ما يشغلهُ هو النظرُ من النافذةِ وتأملُ العالم. كنتُ أتحركُ بهمجيةٍ حتى هوى الكرسي الخشبي وأنا معه إلى الأرض، واصطدمَ رأسي بالأرضِ الباردة.

بدأتُ أهدأُ قليلًا قبلَ أن أعودَ لتوتري بسببِ صوتِ البابِ الحديديِّ يفتح. كلُّ ما أبصرتهُ كان حذاءهُ النظيفَ ثم بنطالهُ الأسود، ولم تَطُل عينايَ أعلاه، فاكتفيتُ بذلك.

تقدمَ خطوةً خلفي ورفعَ الكرسي الخشبي عن الأرض. أشعرُ برأسي يدورُ وبالأرضِ أصبحتْ هلاميةً تحتَ أقدامي. ابتعدَ قليلًا، ثم دنى مني حتى قابلَ وجههُ أذني، وتحدثَ قائلًا:

"محاولةٌ فاشلةٌ لكتمِ صوتِ الساعةِ الذي يأكلُ خلايا عقلِك."

أنفاسي تتسارع، غاضبةً ربما، أريدُ تحطيمَ كلِّ ما تقعُ عليه عيناي.

"أتعلمين كم مرةً نظرتِ إلى الساعة؟ خمسٌ وعشرونَ مرةً."

قال لي وهو يُعيدُ توجيهَ الكرسي نحو النافذة.

التفتُّ لتلك الساعةِ مجددًا بعدَ أن تمكنَ مني صوتُها مجددًا.

"المرةُ السادسةُ والعشرون."


        | مُنّتَـهَـى |

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Hauntedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن