زاهية مثل الزهر تلفت لها أعناق قوم و قبايل .

٦

فقدت السيطره ما تقدر تتحكم بإرتجافها صرخت ببكاء: ي قوة قلبك ي قوة كيف تقدر تقوله كذا كيف !
خيبات من نحب لا تنسى انحنت بطولها نحو الارض تحس الدنيا من حولها تميد بها
تسمع صوت الجهاز الي دقاته تزيدي بشكل هيستيري و صوت خطوات ابوها الي تدل على رحوله
لفت حولها بجنون تكرر اسم واحد : ملهم ملهم
دخلت امها عليها بعد ما سمعت صوت بكائها
لفت لها : امي ملهم
انتشلت دلال جوالها تتصل على ملهم الي كان يسوق و وجهته بيت عمه و كالعاده جاي يشيك على سند بحكم انه في الايام الجايه ما بيجي
دلال : ملهم تعال حاله سند مب طبيعيه
ملهم بذهول : جاي جاي
رمشت بغير استيعاب تقرب من سند الي بدأ يرمش بخفه يحاول يفتح عيونه و يتقبل الضوء المسلط على انظاره
فتح عيونه ينقلها من السقف ل ضي الي منظرها مهلوك
بكائها الي يصاحبه نوبات انعدام تنفسها
مسدت على صدرها بتكرار تحاول تزيح الثقل المنصوب على اضلع صدرها وكانها جبال قربت تمسك يده تتأتئ بكلامها من ذهول الموقف : س سند!
لفت ل امها تاخذ اكبر قدر من الاكسجين: امي ماء
فهمت دلال عليها تركض لطاوله تنتشل قاروره الماء تناولها ضي الي قربت تجلس على طرف السرير و دمعها لا زال يهل في وجنتيها
مسدت على شعره تتنفس بصعوبه
دخل ملهم يسارع بخطواته نحو السرير يمرر انظاره بين سند و الاجهزه الطبيه الي حوله
شربته ضي الماء تعدل وضعيه جلوسه
ابعدت خطوه لان ملهم تقدم بإندفاع يسأل سند : تقدر تتكلم
هز راسه بالنفي بعد ما حس بحلقه الجاف الي اشبه بصحراء قاحله لف بانظاره نحو الماء قربت ضي تجلس جنبه ترفع جسده لها يستند ظهره على صدرها فتحت قاروره الماء تشربه بهدوء
بينما ملهم مرر انظاره يشيك على صحه مؤشراته الحيويه
تنهد ملهم بتشتت و ضياع و كله تسأول
حط بانظاره على ضي : ضي تعالي برا ابيك بكلمه
هزت راسها بالأيجاب تسدح سند على السرير الي سرعان ما اسدل جفونه بتعب
طلعت خلف ملهم الي ضام كفوفه ببعض
تنهد : حاله الصحي متحسن بس نفسياً؟ أساله وش يتذكر و وش يحس !
ضي مسدت على جبينها بتعب : ما اعرف كلي ضياع سطوري الي ما بحت بهن احرفها مبعثره كلي ضياع ما اقدر ارتب الي بداخلي
رجعت تكرر كلمتها كلي ضياع لانه الشعور الوحيد الي تحس فيه حالياً هو الضياع لا عقلها معها ولا روحها
تحس نفسها بلا روح و لا فكر
تحس بي بقلب يتوسطها ينبض يدل على وجودها في الحياه ! لا اكثر ولا اقل
ملهم بلع ريقه يعطيها جرعه امل بينما هو الي فاقد الامل : خطوه بخطوه الوقت كفيل بالشفاء
تنهدت ترجع للغرفه و خلفها ملهم
جلس ملهم جنبه : سند !
سند جمع شتات احرفه يبوح بعدها : نعم
غمضت عيونها تشد على قبضه يدها و الابتسامه بانت على محيا وجهها الباكي
ابتسم ملهم يمد يده يمسد على شعره : وش تحس؟
: ابا ارقد
تقدمت ضي : ما اشتقت لي !
سيل من النظرات صار بينها و بين سند الي عقد حواجبه يغمض عيونه بألم من توالت الذكريات في راسه دفعه واحده بدون سابق انذار بكى ينفي براسه من الالم الي توسط اعماق راسه
قربت منه و دمعتها على طرف جفنها تقوي نفسها ما تبكي لأجل سند يستمد قوته منها
حاوطته بإيدينها تحضنه وهي اللي تحتاج للحضن و الاحتواء
بكى سند على صدرها بينما يردد بكلمه عصفت كل مشاعرها : ماما
شدت عليه بقوه : يا عيوني انت
بكى و هدى بين احضانها
مر الوقت وهو بين احضانها استشعرت توازن انفاسه دليلاً على نومه لحفته تطلع من الغرفه و خلفها امها و ملهم
ملهم حط انظاره على الساعه الي تحاوط رسغه: انا تاخرت ان بغيتو شي ار صار شي اتصلت علي
اومأت له براسها بهدوء
دخلت غرفتها تقفل الباب خلفها ك إشاره انها ما تبي حد يلحقها و غايتها الوحيده مواجهه عقلها و افكارها و الهروب من واقعها تتمنى تنام نومه طبيعيه تتمنى ما يصيبها ارق تتمنى يصيبها نعاس طبيعي بدون ما تضطر تاخذ حبوب منومه
اتخذت زاويه الغرفه مجلساً لها ملامح وجهها ما توحي على ولا شي لكن عقلها يوحي على كل شي الاضطرابات و الاقوال الي تعيشها بصمتها توديها للهلاك
ضربت راسها بتكرار محاوله منها لأجل توقف الاصوات الي تبدر من شخصيتها الضعيفه و توقعاتها المفرطه بينما شخصيتها القويه تمد لها اقوى الكلمات تسمتع للأقوال بدون فعل يبدر منها
: قام سند و اموره بخير هذا اهم شي
: بس بكره وش بتقولين له
:بتيسر صدقيني
:واجهيه اليوم قبل باكر
: بس هو طفل ما يتحمل