استيقظ علي باكرا وتهجز بلبس احسن ما لديه من ثياب، واتجه نحو افضل مقهى في المدينة قبالة البحر، هناك التقى بأصدقائه الذين كانوا على موعد معه، جلسوا وبدؤوا يتمازحون ويتناقشون، حتى لمح علي فتاة شقراء جميلة، ترتدي ثيابا رسمية أنيقة، لكنها كانت تبدو حزينة و على شبر من أن تبدأ في البكاء، كانت تتحدث على الهاتف، استطاع علي أن يسمع أنها كانت على علاقة مع شاب حقير لكنه خدعها و سرق منها 15 ألف جنيه، بدأ يتساؤل علي عما إذا كان ينبغي أن يقوم ويواسيها أم لا داعي لذلك! ثم قرر اخيرا أنه من الافضل تركها فهي لن تكون في حالة تسمح لها بالتعرف على شخص وهي في هذه المحنة.
جاء المساء وعاد علي إلى بيته، وكان علي يفضل التحدث مع ابيه بدلا من أمه، لأنها كانت أكثر حساسية وخوفا على ابنها ، وذلك يجعلها تقيده اكثر وتواجهه بالحقائق دائما حتى لا يقع فيما يكون صادما بالنسبة له!
غير علي ثيابه، و دخل غرفته ثم دخل عليه والده.
-الأب: ايه علي مالذي حصل ؟ تبدو قلقا ولست مرتاحا كثيرا!
- علي: في الحقيقة، لست على ما يرام يا أبي، لقد رأيت فتاة جميلة جدا في المقهى و وودت أن أتعرف عليها، لكنها كانت في حالة حزينة جدا ولم أرغب في إزعاجها!
-الأب: يا له من حظ سيئ! أتمنى أن تلتقي يها مجددا في أقرب وقت وأن تكون قد حلت مشكلتها.
وفي الصباح التالي، قرر علي أن يتجه مجددا إلى المقهى لوحده لعله يلتقي بتلك الفتاة التي أخذت تفكيره طوال ليلة البارحة، كانت الأجواء ممتعة جدا، بداية فصل الربيع والجو معتدل، الخضورة بدأت تعم المكان، والبحر هادئ لكنه احيانا يهيج بموجات خفيفة على الحجر العملاق حيث يقعد الصيادون، فجأة لمح علي تلك الفتاة وهي قادمة نحو المقهى وخاصة المقعد المجاور له، هي لا تعرفه! لكن يبدو أن القدر سيجمعهما هذه المرة، كانت الفتاة تريد قهوة باردة مع قطعة كيك شوكولاتة ، استدار علي نحوها وهو خجل قليلا؛
-علي: آسف آنستي، لقد سمعتك البارحة تتحدثين عن أحدهم وقد سرق منك بالحيلة 15 ألفا، وقد رغبت حقا بمساعدتك.
-الفتاة: مرحبا ، أنا علياء، شكرا على كلامك، في الحقيقة نعم، أنا كنت على علاقة مع أحدهم واسمه آدم و قد فعل بي ما تعرف وأنا في أمس الحاجة لذلك المال ولست أعرف ما أفعله الآن!
-علي: آدم؟؟ في الحقيقة آدم صديقي! ليس بصديقي المقرب أعني، لكنني أعرفه، لا تقلقي، سأتحدث معه ، وأعدك أنه سيعيد إليك المال، لا تقلقي، ولكن يجب أن آخذ رقمك حتى أستطيع البقاء على تواصل معك وأخبرك بكل جديد.
-علياء: في الحقيقة، لا أعرف كيف اشكرك ولكنني سعيدة جدا، خذ هذا رقمي 0732456698.
عاد علي الى منزله ولم يكن سعيدا كثيرا لأنه وأخيرا عندما التقى بفتاة أحلامه اضطر أن يكذب عليها لأنه لا يعرف لا آدم ولا غيره، ولكنه أراد أن يبقى على اتصال معها ولم يجد حلا غير هذا الحل!
وبما أنه كان يدخر بعض الأموال، قرر أنه سيدفع لها المبلغ بالتقسيط من ماله الخاص، و قرر أن يبدأ ذلك من صباح يوم غد،
في اليوم التالي، أخذ علي 2000 جنيه من حصالته التي كان يدخر فيها المال واتصل بعلياء وطلب منها أن يلتقيا في نفس المقهى.
وبعد خمسة وأربعين دقيقة، كان الاثنان في نفس المقهى،
-علي: في الحقيقة اتصلت البارحة بآدم، ووبخته وخاصمته على ما فعله، وقد اعتذر كثيرا، قلت له أنه يجب عليه أن يعيد لك المال بأي طريقة وأنه إن لم يفعل فسنشتكي به للشرطة، وقد أخذت منه 2000 جنيه الآن و وعدني أنه سيعيد المبلغ كاملا لكنه يحتاج الى بعض الوقت لأنه اشترى ببعضه .
-علياء لمعت عيناها من السعادة: أنت من أحسن الناس الذين عرفتهم و جمعني بهم القدر، أنا سعيدة جدا وأشكرك كثيرا كثيرا يا علي!
-علي: لا بأس هذا واجبي.
و استمر علي وعلياء مع بعضهما يتحدثان و يتمازحان لكن علي لم يكن مرتاحا كثيرا، ماذا لو لم يستطع توفير المبلغ كاملا؟ ماذا لو عرفت علياء بكذبته و بأنه لا يعرف لا آدم هذا ولا غيره؟ ماذا لو عرفت أنه يدفع لخا من ماله الخاص؟ لم يكن علي من اولئك الذين يكذبون ويستطيعون البقاء مرتاحين وكأن شيئا لم يكن.
أنت تقرأ
اسف على الإزعاج
Humorأطلقت على هذا الجزء عنوان اللقاء الأول لأنه أول لقاء لعلي مع الفتاة التي سيحبها ويتعلق بها، أتمنى أن يعجبكم!