توافد صوتُ كسرِ العِظَام و إرتداد القبضات على الجدران المهترئة
صاح الأفرَادُ وَ دَوى هتافهم عِندما وَجّه سان لكمةً قوِيَةً صوب فك خصمِه لِيَصدحَ فِي جُلّ أرجاء الحلبة المفعمة بحَماسِ مُطلَق صدى سحق الأسنان التي أضحت متناثرة على الأرض الآن
لم تكن مُباراةٌ عَادِلة لقَد كَان الجَمِيعِ عَلى دراية تامة بهَذِه الحَقِيقة - فِي هَذِه المَدِينة المُحصنة بأكملها لم يَكُن هُنالِك أي فَردِ يُمكن أن يقترِب حَتَّى مِن مُستَوى المهاراتِ القِتالِيَة التي يمتلكها سان
لكن ذلك لم يمنع أي شخصِ مِن الحُضورِ لإشبَاعِ ميولاتهم العُنفية مِن خلال مشاهدة المُلاكِم غَيرِ القَابِل لِلهَزِيمَة يَقُوم بضَرْبٍ خصومِه حَتَّى يُقارِبُوا لَفظ آخِر أَنفَاسِهم وَ فِي حَالاتِ شديدة الندرَة سَيُوافُون المَنِيّة على أرض الحَلبة تلك
سَقط جَسَدُ خَصمِه عَلى الأَرض وَ بَات مِن غَيرِ المُمكن الآن التعرف على الأخر مِن خِلال مَعالِم وَجهه التي دنست بالكامِل لكن مُجرّد حَقيقة أن الرَّجُلُ المَلقِيَ أرضاً لا يزال يتنفّس كانت تُشير إلى مدى رحمة سان تجاهه
أطلق الحكم صافرتهُ مُعلناً إنتهاء النزال لتندلع الجماهير فِي هُتافاتٍ صَاخبة و فرحة, قام الحكم برفع يَدِ سان لتوضيح هَوِيَة الفَائِرُ عَلَى الرُعْمِ مِن أَنَ الجَمِيعِ كَانُوا قَد توَقُعُوا النتيجة بالفعل
حامت أعين سان عَبر أرجَاءِ الحَلبة يُحَدّق بالأوجُهِ الجديدة و الأخرى المألوفة, لَم يَكُن أَي مِنها يُثِير فضوله حَتَّى
