Chapter | II.

91 11 25
                                    


﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌

هبت الرِيَاحَ العَلِيلة بخِفَة يَدفعُ نَسِيمُها العَطِر أوراق الشَّجرِ الهامدة إلى محطات مُبهمة بَعِيدةً كُلَّ البُعدِ عَن محل نشأتها الأصلي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

هبت الرِيَاحَ العَلِيلة بخِفَة يَدفعُ نَسِيمُها العَطِر أوراق الشَّجرِ الهامدة إلى محطات مُبهمة بَعِيدةً كُلَّ البُعدِ عَن محل نشأتها الأصلي

تماماً كما تُجبرنا الظروف عَلى مَدارِ أَيَّامِ الحَياة عَلَى تَركِ كُلِّ شَيْءٍ وَرائنا و البدء مِن جَدِيد فِي مَكَانٍ مُختلِف وَ غَير مَألُوف

منذ سنواتٍ قَلِيلة مَاضِية لَم يَكُن بوسع وويونغ أَنْ يَتخيل مُطلقاً بأنَّهُ سَيجلِسُ فِي حَدِيقَةٍ عَامَةٍ فِي قَلْبِ سئول بَعِيداً لِلغَاية عَن مَسقِطِ رَأْسِهِ فِي دَايغُو

بعد وفاة والده إضطرّ وويونغ وَ عَائِلته إلى هَجرٍ دَايَغُو الإِقَامَةَ فِي سيول عِوضاً عَن ذلِك تَارِكين خَلَفهُم
جَمِيع ذكرياتهم المحترقة

تجمد قَلبُ وَالِدة وويونغ الدافئ ليضحى مُتبلِداً متحجراً مِن كُلّ شُعور بَعد أن وقع حُبّ حَيَاتِها ضَحِيَّة لحادثِ سَيرٍ وَحشِيّ بدَا الأمرُ كَما لَو أَنْ وويونغ لَم يَفقِد وَالِدهُ فَحسب بَل وَالِدتهُ أيضاً فِي تِلك الليلة الصيفية من يُوليو

شحِب مِن دربٍ أفكَارِه عِندما حَظت فَراشةً هَشَة عَلى الجَهاز اللَّوحِيَ الخَاصَ بِه تُرفرِف بجناحيها الزرقاوين مُطالِبةً الصَبِيّ بمَنحِها إنتِبَاهَهُ الكَامِل

تلألت بَسمةٌ صَغِيرة عَلى وَجهِه بينما أَخَذت عيناه تُحدّق بالمَخلُوقِ الرّقِيق مُنبهراً فِي جَوفِه بالسّحرِ
الذي أنعمت به السَّمَاء عَلى تِلك الفراشة البديعة

راقب الصبي بإهتمام الفراشة و هي تهبط عليه ليزداد وسع إبتسامته وَ ضَيائها يَشعُر بالحَماسِ وَ
الشرورِ يَملئان معدته

أَحَبَّ وويونغ الطبيعة وَ كُلَّ تَفاصِيها التي وهبتها
للبشر الجاحدين

لوح الصّبِيّ بِإِنَّجَاهِ الفَراشةِ المُنسحِبة الآن يُبقي أبصاره مُثبتةٌ عَنها حَتَّى الحِين الذِي لَم تعد بِهِ مَرئِيَةً فِي مرمى ابصاره

𝐎𝐏𝐏𝐎𝐒𝐈𝐓𝐄 𝐏𝐎𝐋𝐄𝐒 || 𝐰𝐨𝐨𝐬𝐚𝐧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن