في ليلة صيفية دافئة، جلس صديقان مقربان، رامي وياسر، حول نار المخيم المتوهجة. كانت رحلة التخييم هذه فكرة رامي، الذي أراد الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية وقضاء بعض الوقت مع صديقه المفضل. لكن ما بدأ كمحادثة عادية، تحول إلى شيء أكثر عمقاً وإثارة.
رامي، بشعره الأسود المتمرد وعينيه العسليتين اللامعتين، كان معروفاً بجرأته وشخصيته المرحة. أما ياسر، فكان أكثر هدوءاً وخجلاً، بعينيه الزرقاوين اللتين تحملان نظرة حكيمة.
"تذكر تلك المرة التي ذهبنا فيها إلى الحفلة التنكرية؟" بدأ رامي الحديث، وابتسامة عابثة على شفتيه. "لقد كنت أنت بطلاً ذلك اليوم، يا ياسر. كيف استطعت الحصول على رقم تلك الفتاة الجميلة؟"
ضحك ياسر بخجل، وهو يتذكر تلك الليلة. "كانت مجرد محادثة عابرة، لم أكن أتوقع أن تنجح خطتي."
رامي، الذي كان فضولياً بطبعه، أراد معرفة المزيد. "وهل تطورت الأمور بينكما؟ أخبرني، فأنا صديقك المقرب، ويمكنك الثقة بي."
شعر ياسر بالارتباك، فهو لم يكن معتاداً على مشاركة تفاصيل حياته الشخصية. لكن شيئاً ما في نظرات رامي جعله يستسلم لرغبته في الفضفضة. "حسناً، لقد خرجنا في بضع مواعيد، لكن الأمور لم تسر كما كنت أتمنى. لم أشعر بالراحة معها."
اتسعت عينا رامي باهتمام. "حقاً؟ لكنك لم تخبرني بذلك من قبل. لماذا لم تشعر بالراحة؟"
تنهد ياسر، ونظر إلى النار المشتعلة أمامه. "لا أعلم، ربما لأنني لم أجد فيها ما كنت أبحث عنه. لم أشعر بالانجذاب الحقيقي."
شعر رامي برغبة مفاجئة في مواساة صديقه. "أخبرني، ما الذي تبحث عنه في فتاة أحلامك؟"
بدأ ياسر يصف الفتاة المثالية في نظره، وهي صورة لفتاة جميلة وذكية، تشاركه اهتماماته وتحترم شخصيته الهادئة. وبينما كان يتحدث، لاحظ رامي شيئاً غريباً في داخله، شعوراً لم يستطع تفسيره في البداية.
"أنت رومانسي، يا ياسر. لم أكن أعلم أنك تهتم بهذه الأمور." قال رامي، وصوته خافت بعض الشيء.
رفع ياسر حاجبيه بدهشة. "أنا؟ رومانسي؟ هذه مفاجأة حتى بالنسبة لي!"
ضحك الصديقان، لكن رامي شعر بأن هناك شيئاً ما يتغير بداخله، كأن مشاعره تجاه ياسر بدأت تأخذ منحنى جديداً.
