الفصل الثالث : خيوط المؤامرة تتشابك

28 15 3
                                    

الفصل الثالث: خيوط المؤامرة تتشابك

الغضب سيطر عليه، وكانت كلماته تتردد في أرجاء الغرفة، "فاريا ستندمين... سأقتلك!" لم تكن تلك الكلمات غريبة عليّ، لكنه هذه المرة كان يبدو أكثر شراسة. بجانبه، كانت زوجته تبتسم بخبث، همست له بشيء، ثم قالت بصوت منخفض لكنه حاد: "أجل، كما كنت تفعل سابقاً."

بعد أن هربت، التقيت بعائلتي التي تبنتني في المكان الذي اتفقنا عليه. كان اللقاء مليئًا بالعواطف، لكن الوقت لم يكن مناسبًا للراحة. أخبرتهم بضرورة إيجاد مكان آمن أختبئ فيه. بعد بحث مضنٍ، وجدنا منزلًا بعيدًا عن الأنظار، منزلًا يبدو وكأنه نسي من الجميع. مكثت هناك لعدة أيام، محاطة بالهدوء الذي لم أشعر به منذ فترة طويلة، لكن عقلي كان يعج بالتخطيط.

بعد مرور ثلاثة أيام، أدركت أنني بحاجة إلى مساعدة قانونية. بدأت في البحث عن محامٍ يتمتع بالدهاء والشهرة، ولم أجد أفضل من "روفر سايكو فيتش". راسلته وشرحت له قصتي بكل تفاصيلها. فهم سريعاً أن المعركة القانونية ستكون مجرد واجهة لشيء أكبر.

التقينا في المحكمة للمرة الأولى. في كل مرة، كنت أقف هناك وأراقب والدي وزوجته، محاولين إخفاء شعورهم بالراحة. القاضي أصدر حكمه ضدي، خسرت القضية. لكن الخسارة كانت جزءًا من الخطة. أردت أن يشعر والدي وزوجته بالأمان، أن يعتقدوا بأنني لم أعد أشكل تهديدًا لهم.

ثلاث مرات خسرت أمام المحكمة، وكل مرة كنت أراقب كيف كانوا يسترخون أكثر. كانوا يظنون أن الخطر قد زال، وأن لا دليل يربطهم بأي شيء. لكنني كنت أعلم أن القضاء لم يكن وسيلتي للانتقام.

اتصلت بأختي، وبدأنا في تنفيذ الخطة الحقيقية. "يجب أن نسرب خبراً في مجلة كبيرة،" قلت لها. "الخبر سيكون عن روبيرتو مارفيس وزوجته الثانية، وكيف دفعا دية لرجل فقير توفي بسبب خطأ طبي. هذا الرجل، كان ضحية لزوجة أبي عندما كانت طبيبة." كان هذا الخبر بمثابة صدمة. المبلغ الذي سيضطر والدي لدفعه كان ضخمًا، وسيأتي في وقت غير مناسب أبدًا.

كانت شحنة من الأسلحة الثمينة والمواد في طريقها إليهم، وكان عليهم تأمين المال لدفع ثمنها. كنت أراقب من بعيد كيف بدأ والدي يفقد السيطرة. كان القلق يسيطر عليه، بينما كانت زوجته تقدم الحلول. "أعد فتح ملف تبييض الأموال. لديّ صديقة تستطيع مساعدتنا في التزوير. نبيع أسهم شركتك في الخارج، لكن نرفع السعر إلى خمسة أضعاف."

بالطبع، كان الخوف قد تسلل إلى أعماقهم. وفي تلك الأثناء، كانت زوجة أبي تتوجه للقاء عائلة الرجل الذي توفي بسبب خطأها الطبي. وصلت إلى المنزل، وكانت تتوقع لقاء شخص ضعيف يحتاج إلى دعمها. ولكن بدلاً من ذلك، فتحت الباب فتاة شابة في منتصف العشرينات.

"من أنت؟" سألتها زوجة أبي ببرود.

"أنا رونيا بارفي، ابنة الرجل الذي توفي بسبب خطأ طبي ارتكبته زوجة طبيبة باردة القلب." كانت كلمات رونيا مثل رصاصات حادة. نظرت إليها زوجة أبي، تحاول الرد بكلمات مقتضبة: "آه، مسكين، مات بسبب خطأ؟ كيف له أن يعيش عشرين سنة بعدها؟"

وريثة الخطيئة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن