في هذه الحياة، كل إنسان يمشي في طريقه حاملًا في قلبه هدفًا يسعى لتحقيقه. هناك من يؤمن أن كل ما يحدث لنا هو نتيجة لاختياراتنا وتخطيطنا، وهناك من يؤمن بالصدف، تلك اللحظات التي تأتي بلا موعد، فتغير مجرى حياتنا دون أن نكون مستعدين لها. أما أنا؟ فأنا أؤمن بالاثنين معًا. أعتقد أن حياتنا هي مزيج دقيق بين الأهداف التي نضعها نصب أعيننا والصدف التي تقودنا إلى مسارات غير متوقعة. نعم، في حياتي، تلاقى الهدف والصدفة بطريقة لم أكن أتخيلها يومًا.
قد تتساءلون: كيف يمكن لهذين العنصرين المتناقضين أن يتحدا؟ كيف يمكن أن تكون الصدفة، التي هي بطبيعتها غير متوقعة، جزءًا من هدفك الشخصي الذي تخطط له منذ زمن؟ قد تبدو هذه معادلة مستحيلة، أشبه بمسألة رياضية لا حل لها، أو جملة معقدة يعجز النحاة عن إعرابها. لكن في حياتي، حدثت معجزة صغيرة جمعت بين الصدفة والهدف في قصة واحدة.
اسمحوا لي أن أروي لكم تلك الصدفة. لطالما سمعت أن هناك من يحلم بأشخاص لم يلتقِ بهم أبدًا في الواقع. كنت أظن أنها مجرد خيالات، حتى حدث لي ذلك. تخيلي أن تحلمي بشخص لم تعرفيه قط، لم تريه وجهًا لوجه ولا حتى صدفة في شارع مزدحم. لم تسمعي صوته، ولم تتبادلي معه كلمة واحدة. ورغم ذلك، كان حاضرًا في أحلامك بوضوح، وكأنه جزء من حياتك التي لم تكتشفيها بعد.
ثم، وبدون أي إنذار، تجدين صورته، في مكان لم تتوقعيه، ربما على جدار قديم، أو بين صفحات كتاب نسيه أحدهم. في تلك اللحظة، تدركين أن هناك شيئًا أكبر يحدث، شيئًا يفوق الصدفة العابرة. هنا يتحول حلمك إلى هدف. تبدأين بالسعي، ليس فقط لرؤية هذا الشخص، بل لجعله جزءًا من واقعك، لتحويل ما كان مجرد خيال في ذهنك إلى حقيقة تراها عيناك. قد يبدو الأمر غريبًا، بل وحتى مستحيلًا، لكن هذا هو جمال الحياة: حينما تتحول الصدف إلى أهداف، ويصبح الحلم دافعًا لخلق واقع جديد.
أنا أناغيم، شابة بيضاء البشرة، طويلة القامة، لست نحيفة ولا سمينة، بل أتمتع بجسد متوازن. شعري طويل بلون الكستناء، وهذا أكثر ما أحب في نفسي، وكل من حولي يثني عليّ بفضل هذه النعمة التي وهبني إياها الله. ولا أخفي عليكم، أنا أحب نفسي وأعتز بجمالي. لدي كل مقومات الجمال التي تجعل أي شخص يتمنى أن يكون معي: مظهري، قامتي، وحتى تعليمي. هذا العام، أستعد لاجتياز شهادة البكالوريا، ومنذ صغري كنت أحلم بالحصول عليها بمعدل ممتاز، وقد زاد هذا الهدف تأكيدًا بعد لحظة غيرت تفكيري بالكامل.
المهم، منذ صغري كنت عاشقة لقراءة الروايات، وخاصة تلك المنشورة على "واتباد". كانت حياتي كلها تدور حول المقارنة بين القصص التي أقرؤها وما قد يحدث لي في الواقع. وكما يحدث مع كل قارئ، كنت أتخيل أبطال الروايات التي أقرأها، وهكذا بدأت قصتي. كنت دائمًا أتخيل بطل القصة رجلًا طويل القامة، أسمر البشرة، بعينين خضراوين. لم أستطع أن أتخيل شخصًا آخر غير هذا الوصف. والأمر الغريب هو أنني بدأت أحلم به، ففي كل ليلة قبل أن أنام كانت صورته تتسلل إلى ذهني، ترافقني حتى بين عينيّ. حاولت أن أفهم ما يحدث لي، لكنني عجزت عن التفسير.
أنت تقرأ
أحببت شخصا لا يعرفني ( النسخة العربية "الفصحى")
Romanceمن حلم طفولي في صغرها الى هدف مصيري في كبرها هل ستلتقي القلوب مع بعضها ؟ أم ستُعَرقِل الظروف صدفتها رواية خيالية مأخوذة من قصة واقعية ، لا أسمح لأي أحد ان يستعمل منها أفكارا او يأخذها