الرسالة التاسعة والستون
17 سبتمبر 2024
عزيزي يا صاحب الظل الطويل
عساك بخير يا رجلي الحبيب.
أعلم جيدا أنني أتهاون في كتابة الرسائل إليك، لكنني أقسم لك أنني أفكر فيك طوال الوقت، ألا يُعدُّ هذا كافيا أحيانا؟ أم أن عليَّ الإلتزام بكتابة الرسائل إليك بشكل منتظم حتى ترضى؟
ألا "فليتك ترضى والأنام غضاب".
(العبارة المحددة ليست لي يا عزيزي، لكنني اقتبستها لأجلك حتى ترضى) إنها عجز بيت مأخوذ من قصيدة عنوانها "فَلَيْتَكَ تَحْلُو"، نظمها الشاعر أبي فراس الحمداني.
دعني أدوِّن لك أبياتا منها:
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
هل رضيت الآن؟!
آمل أنك فعلت يا صاحب الظل الطويل، واعذر تقصيري لأنني لا أجد الوقت الكافي لفعل كل شيء أريد فعله. أعتقد أنني بحاجة إلى أكثر من أربعة وعشرين ساعة في اليوم!!
حسنا... إن سبب انشغالي وعدم قدرتي على كتابة الرسائل إليك بشكل منتظم، هو أنني أكتشف شغفا جديدا!!
لست أدري كيف بدأ الأمر بالضبط، لكنه أصبح فجأة شيئا واقعيا أحبه وأقوم به وأستمتع كثيرا بإنجازه.
يبدو أنني غريبة الأطوار لدرجة أن أمشي في طريق جديد بالنسبة لي، وأسلم نفسي كليا لحدسي، وأمضي خلف فكرة راودتني وأنا نصف نائمة!!
لا تتعجب من الأمر... دائما ما أخبرك أنني لست شخصا طبيعيا!!
لكن أتدري؟
إن هذا السبيل يروق لي بشدة، حتى وإن وجدت نفسي فيه فجأة بسبب هوامات مجنونة خطرت على عقلي بينما كان يتأرجح بين النوم واليقظة.
أجدني في هذا الدرب أكتشف طاقة كامنة في داخلي لم أكن أوليها أي اهتمام، كما أنني أشعر فيه أنني أنمو وأكبر وأتقدم، وأراني في هذه الفترة أشبه فراشة خرجت للتو من شرنقتها ومضت تكتشف العالم من حولها، وتجرب الخيارات اللامحدودة المتاحة أمامها.
أنا أضع لمساتي على شيء ما على ما يبدو، أنا أمنح لنفسي وللآخرين بهذه الخطوة أثرا جميلا!!
لا يسعني الآن أن أقدم لك تفاصيلا كثيرة عن هذا الأمر، أشعر أنني بحاجة إلى إخبارك عنه حين نلتقي ذات يوم، لكنني أريدك رغم هذا أن تبارك خطواتي دائما يا حبيبي حتى وإن كنت لا تعرف عنها شيئا، لأن هذا يعني لي الكثير لو تعلم.
أحبك.
قبلاتي.
ملاحظة:
أنت لا تزورني في الأحلام منذ مدة يا صاحب الظل الطويل، إلى أين مضيت يا رجل؟ هل ابتلعك عالم كوابيس ولم تجد بعد طريق العودة إلى مواطن أحلامي؟!
زرني... لقد اشتقت!!
أنت تقرأ
عزيزي يا صاحب الظل الطويل 69
Romantikهذه رسائلي التي أكتبها إلى صاحب الظل الطويل خاصتي... رجلي الذي لا أعرف عنه شيئا، وأعلم يقينا أنه يبحث عني في مكان ما كما أبحث عنه، وأؤمن بشدة أننا يوما ما سنلتقي ونكون لبعضنا كل شيء وإلى الأبد.