Part 3

92 4 2
                                    


صباحا كان الاصدقاء الثلاثة جالسين بجانب بعضهم في الطائرة المتجهة إلي أستراليا
.
.
كان سفيان يشاهد فيلما علي جهاز الطائرة اللوحي وسليم ينظف نظارته الطبية و شهابنا المسكين متكئا علي نافذة الطائرة محدقا في هاتفه يمرر أصابعه في صوره مع أسرته يمر بين صورته مع أبيه عندما كان مسافرا مع والده في رحلة بحرية هو وأسرته وكان هو طيار هذه الطائرة وكان شهاب وقتها يشعر وقتها بالفخر لعمل أبيه الموقر ...كان يبتسم بحزن علي تلك الصورة متذكرا كل تفصيلة صغيرة في هذه الرحلة
.
.
ثم بعدها مر علي صورته مع أمه وهي كانت تحمله عندما كان طفلا رضيعا في عمر الشهرين وابتسم بدفئ مشتاقا لها ولضحكتها وجمالها السيدة عبير صاحبة أشهر مخبز في البلدة الذي يملك أشهي المخبوزات والحلوي
.
.

ثم بعدها مر علي صورته وهو طفلا ذو سنتين فقط جالسا علي كرسي بالمشفي  يحمل ماجد الرضيع يقبل جبينه الذي وضع منذ دقائق حيث كان يوم ولادته هو وميرا يومها وابتسم وهو متذكرا ماجد في كل مراحل نموه التي رآها شهاب بعينيه وتنهد بألم لا يفارق في باله أن أخوه الصغير الذي هو مجرد صورة مصغرة منه لم يعد علي قيد الحياة
.
.

ثم مر علي صورته مع ميرا التي التقطها قبل سفره لنادي فجر النصر منذ شهرين كان يحملها علي ظهره والاثنان موجهان نظرهما تجاه آلة التصوير وابتسم بحزن يتمني أن يراها بخير.. هي طرف الحبل الذي يتمسك بهما ويخشي أن تفلت من يديه هي الأخري
.
.
تنهد و وضع هاتفه في جيبه وحدق في نافذة الطائرة في الغيوم شاردا ذهنه في كل الأحداث التي حدث فجأة في ليلة وضحاها ثم أغلق عينيه يتوسل للنوم أن يظلم شباك أفكاره ويسحبه لعالم الاحلام لكي ينسي قليلا.
.
.
وضع سليم نظارته علي عينيه مرة أخرى ونظر إلي شهاب النائم الحزين و حزن عليه ثم وجه نظره لسفيان هامسا بصوت حزين منخفض كي لا يوقظ شهاب الذي نام أخيرا: أول مرة أراه هكذا ويؤلمني
تنهد سفيان ونظر لسليم: من سمعك؟ وأنا أيضا...الخبر لن يكون سهلا علي اي احد.. أتخيل الوجع الذي يتملك قلبه الآن...خبر صعب..لا أتمناه لأي أحد
تكلم سليم بحزن: عندما توفيت أختي الصغري كنت أشعر كأنني في كهف لا أستطيع الخروج منه...شهاب ألمه أصعب فقد ثلاثة من أفراد عائلته في مرة واحدة وأخته الصغري لا يعلم عن حالها شيئا
سفيان: ذكرتني بميرا ستتألم كثيرا...خصوصا عندما تدرك أن ماجد توفي... أخوها التوأم.... إن رأيتهما معا تبتسم من قوة علاقتهما... ماجد دائما يحب أن يتقمص دور الرجل الكبير القوي الذي يساعد أخته التوأم في كل خطوة ولا يحب ان يري عينيها علي وشك البكاء...وميرا لكونها الاخت الوحيدة تحب حصولها علي كل الاهتمام من اخويها..تحب أن تساعدهما وتخاف عليهما وحنونة جدا..كانت تجلب لشهاب أثناء تدريبنا قارورات مياه أكثر منا لخوفها عليه
تبسم سليم:  أتمني أن أساعد شهاب علي تخطيه كل هذا الالم..صعب..صعب لدرجة كبيرة لو كان أحدا ما مكانه لانتحر
تنهد سفيان: أتمني ذلك أنا الآخر
.
.
بعد وقت وصل شهاب وسليم وسفيان غرفتهما في الفندق وأخرج شهاب من حقيبته علبة هدايا ملفوفة و استدار ناحية صديقيه: هيا بنا لنذهب
سفيان: ما هذا الذي في يديك؟
شهاب: هذه هدية لميرا
.
.

توجهوا إلي المشفي وتقدم شهاب ناحية موظفة إستقبال المشفي: مرحبا كنت أريد أن أسأل علي غرفة ميرا أمير من فضلك؟
تبسمت الممرضة بعدما وجدت رقم غرفة ميرا علي الحاسوب: هل أنت قريب لها؟
هز شهاب رأسه بنعم: أجل أنا اخوها الكبير شهاب أمير
تبسمت الممرضة: غرفتها رقم 33 علي الجهة اليمني
تبسم شهاب: شكرا لك..هل لي أن أعرف كيف حالها؟
تكلمت الممرضة بنبرة حزن قليلة: للأسف إنها في غيبوبة لا نعلم متي سوف تستيقظ منها لكن جميع الأطباء والممرضات يعملون بجد من أجلها..ستكون بخير لا تقلق
تبسم شهاب بحزن: أشكرك
.
.

توجه شهاب تجاه الغرفة و سليم وسفيان نظرا لبعضهما بحزن علي شهاب المسكين و تبعاه
.
.

وصل شهاب لغرفة ميرا وفتح الباب ونظر للداخل و تألمت عيناه من منظر جسدها الصغير الهزيل تحت غطاء سرير المشفي وذراعها النحيل موصل بمغذي و وإصبعها موصل بجهاز نبضات القلب و موصل علي أنفها أنبوب تنفس صناعي...شعرها الجميل مفرود و ربطات شعرها الذهبية علي طاولة صغيرة بجانب السرير بثلاث خطوات
.
.

اقترب شهاب منها و دخل سفيان وسليم ورائه وجلسا علي كرسيين بجانب الباب
.
.

جلس شهاب بجانبها علي السرير و مرر أصابعه في خصلات شعرها شاهقا بألم و دموعه تنهار بلا توقف وحني رأسه وطبع قبلة حنونة طويلة علي جبهتها محاولا إعلامها أنه موجود و ينتظر روية عينيها البرتقاليتين الجميلتين في اقرب وقت ممكن
.
.

رفع رأسه قليلا مارا بعينيه علي ملامح وجهها المرهق الشاحب و مر بيديه علي وجنتها: حبيبتي..ارجوكي لا ترحلي أنتي الأخري.. أنتي اخر ما لدي وأغلي ما أملك و لن أكون بخير إن حدث أي شئ
.
.

جثي علي ركبتيه علي الأرض واضعا ذراعه علي السرير مسندا رأسه عليه ويده الاخره تمسك يده أخته الحبيبة مقبلا أناملها الرقيقة واضعا يده علي صدره ناحية قلبه محاولا إخبارها أنه بخير ثم ثقلت جفونه وأغمضت عينيه نائما من تعبه علي وضعه
.
.

تكلم سليم الذي كان يراقب بألم هو و سفيان صديقهما المتألم النائم علي طرف سرير شقيقته: أ نوقظه و نجعله ينام علي الأريكة؟ سيؤذي رقبته هكذا
تنهد سفيان: شهاب عنيد يا سليم..لن يبرح مكانه بجانب أخته البته

شهاب ونيزك هنا يا صغيرتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن