مع النبي صلى الله عليه وسلم

جُريج العابد

روى البخاري ومسلم في صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان جريج رجلا عابدا ، فتاخذ صومعة ، فكان فيها فأتته امه وهو يصلي ، فقالت : يا جريج
فقال : يا رب ! أمي و صلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفتُ
فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت : ياجريج
فقال: أي رب! امي وصلاتي، فأقبل على صلاته
فقالت: اللهم لاتُمتْهُ حتى ينظر إلى وجوه المومساتِ فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته
وكانت امرأة بغي يًتمثلُ بحسنها، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه فتعرضت له ، فلم يلتفت إليها
فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها
فوقع عليها فحملت
فلما ولدت قالت : هو من جُريج
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه
فقال ماشأنكم؟
قالوا : زنيت بهذه البغيِّ ، فولدت منك
قال : أين الصبي؟
فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى اصلي ، فصلى
فلما انصرف أتى الصبي ، فطعن في بطنه وقال ؛ ياغلام،من أبوك
قال : فلان الراعي!
فأقبلوه على جريج يقبلونه ويتمسحون به
وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب
قال لا ، أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا! 

الدرس الأول:

القدر موكل بالمنطق !
فلا تدعوا على أولادكم فتوافق ساعة استجابة
وقد رأى عمر رضي الله عنه شيخا كبيرا يده مشلولة
فسأله : مالذي أصاب يدك ؟
قال: دعا علي ابي في الجاهلية أن تشل فشلة
فقال عمر: هذا دعاء الأباء في الجاهلية فكيف في الإسلام؟!
تعالوا نعود أنفسنا على الدعاء《 ل》 بدل العشاء《على》
إذا كسرت بنت صحنا قلنا   كسر الله قلبك!
كذا لو وافقت هذه الدعوة ساعة استجابة
ايساوي الصحن قلبا ؟!
لماذا لا نقول : أصلحك الله
اذا تشاجر اخ واخته
قالت الام في لحظة غضب:انتقم الله منكما
ماذا لو وافقت ساعة استجابة ؟ فأينا يطيق انتقام الله ؟!
ماذا لو قلنا : أصلح الله قلبيكما ؟!
تعالوا نستبدل : 《عمى يعميك 》، بشرح الله صدرك و 《يغضب الله عليك》 بيهديك الله
تعالوا نصلح ألسنتنا قبل آن نفسد بها أولادنا! 

الدرس الثاني :

ود الزاني لو كل الناس زنوا
وودت المسترجلة لو أن كل النساء استرجلن
وود السارق لو كل الناس سرقوا
هكذا هم أهل الباطل دوما يزعجهم صلاح اهل الحق
فلأمين صفعة عملية على وجه اللص
و العفيف ضربة قاسمة على ظهر الزاني
و الموظف الشريف ضربة موجعة في ضمير الموظف المترشي
أهل الحق يذكرون أهل الباطل بنقصهم
لهذا يريدون أن يكونوا مثلهم !
عُصاة بني إسرائيل أزعجهم صلاح جُريج العابد
فأرسلوا له بغيا كي يصير مثلهم
ومشركو العالم يومذاك أزعجهم توحيد ابراهيم عليه السلام
فرموه في النار لأنه رفض أن يكون مثلهم
الشواذ من قوم لوط عليه السلام أزعجهم أنه سوي
فقالوا :¤{أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون}¤!

الدرس الثالث :

المؤمن إذا نزلت به نازلة فزعَ إلى الصلاة !
لأنه يعرف ان كل مشاكل الأرض حلها في السماء
هذا جريج وقد اجتمعت عليه المصائب
تهمة الزنة ،وولد من غير صلبه يريدون نسبته إليه
فقال : دعوني أصلي
بركعتين ابطلة السماؤ مؤامرة الأرض
وشهد الرضيع ببراءة النقي التقي
خبيب بن عدي رضي الله عنه  أسرته قريش
ولما أرادوا قتله قال لهم : دعوني أصلي
كان يعرف ان أجمل ما يختم  المرء به حياته الصلاة
وهذا سيد الناس صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة
قال لبلال :أرحنا بها يابلال
وشتان بين من يتعامل مع الصلاة بمنطق أرحنا بها
وبين من يتعامل معها بمنطق أرحنا منها !

الدرس الرابع :

لا تصدق تهمة بلا دليل!
فشأن الناس دوما أن يفتري بعضهم على بعض
فلا تخض في ذمة رجل لم تشهد خيانته
ولا تخض في عرض امرأة لأن فلانا قال
كفى بالمرءٍ إثما أن يحدث بكل  ماسمع !
الإنسان سمعة ، وهدر سمعة انسان كهدر دمه
وحتى لو ثبتت عندك تهمة
تذكر أن الله ستير يحي الستر
فلا تذكر عيوب إنسان ليس لذكرها حاجة تُرجى
بالمقابل لو سئلت من باب النصيحة
فمن الغش أن لا تبوح بما تعرف
الستر شيء وان تكون سببا في ابتلاء عفيفة بفاجر
او عفيف بفاجرة شيء آخر! 

الدرس الخامس:

كن مع الله يكن معك
خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة خلسة تحت جنح الظلام
ثم عاد ودخلها قي وضح النهار من أبوابها الأربعة!
وخرج منه عزيز مصر
وفتية الكهف فروا بدينهم إلى الجبل
فأناملهم الله مطاردين ثم بعثهم وعلى دينهم أهل مدينتهم!
الناس أعجز من أن يلحقوا ضررا لم يأذن به الله
فالذي لا يرزق نفسه أعجز من أن يرزق غيره
والذي لايملك موته أعجز من أن تطلب منه  الحياة
فعلق قلبك بالله !