تلبدتِ السماءُ بالغيومِ السوداء والرمادية،ودوي الرعد ينذرُ بقدومِ عاصفة قوية ستضربُ إنجلترا،البحارة ألجوا في بحرِ الشمال حيث تمايلتِ سفينتهم وسط الأمواجِ الهائجة، وبدأتِ حبال الأشرعة تتمزقُ، فهرعوا ليتشبثوا بها.
بيديهِ الخشنتين،ثبتَ القبطانُ دفة القيادة، فأرتفعتِ السفينة عاليًا وهبطت بقوة في موجةٍ هائلةٍ،مما أدى إلى تناثرِ المياه فوقَ الأرضية الخشبية للسفينةِ،أعادَ لف الدفة باتجاهِ ساحل نورث باي.
"لقد وصلنا!"صاحَ القبطانُ بصوتٍ عالٍ، مُعلنٌ وصولهم إلى الساحل،وبينما كانوا يتفقدونَ البضائع، أكدَ القبطان مجددًا بصوتهِ القوي: "تحققوا من البضائع فهي ثمينة!".
يقفُ ذلكَ الشخص المُتشحُ ببدلةٍ سوداء عسكرية مُخططة بذهبي على صدرهِ وظهره وأوسمةُ الشجاعة تتدلى على شريطٍ أحمر من الكتفِ الأيمن ينزلُ إلى جهةِ الخصر الأيسر، ورتبت 'المُشير' حطت على كتفيهِ بمظهرٍ مُهيب،ويشغلُ رأسهُ قبعة شبيها بقبعةِ القبطان لكن لها لونُ زيه.
ضغط على المنظارِ بيدهِ وهو يُراقبُ البحر الذي أمسى حالك السواد،ينتظرونَ مجموعة من المهربين على شاطئ نورث باي في مدينةِ سكاربورو.
تركَ المنظار يتدلى على صدرهِ ووضعَ يدهُ أسفل ذقنهِ،لم يكُن هَذا الشخص من خفرِ السواحلِ الإنجليزية بل قائدُ الوحدة 707 للاستخبارات البريطانية المدعو 'بزيرو فايف' ومُرافقينه.
ببطء توجهت السفينة نحو الشاطئ الرملي، وبمهارة ألقى البحارة المرساة لتثبيت السفينة بإحكام، بدأ البحارة يتسارعونَ في النزولِ إلى الميناء، حاملين معهم صناديق ضخمة تحملُ أسرارًا.
فجأة،توقفوا فزعًا عندما لاحظوا الأشخاص القادمين نحوهم بزي عسكري أسود،ولوحظت على وجوهِ البحارةِ أمارات الانزعاجِ والارتباك بسببِ هذا المشهد الغير مُتوقع.
تقدمَ المجموعة شاب ذو خصلات قمحية وعيون فيروزية،بتقاسيمٍ حادة قليلاً يتمسكُ بسلاحهِ،ويرمقهم شرزاً.
حركَ إصبعهُ للأسفلِ أشارت منهُ إلى انازلِ الصناديق التى حملوها على أكتافهم،فلم يجدوا بدّ إلا مِن فِعلها.
احاطوا الصناديق بمفكاتٍ وعندما تم فتحها لم يكن يوجدَ سوى أواني فخاريّة أما الصّناديق الأخرى فبعضها يحوي أطعمة وأقمشة.
كان قبطانُ السفينة يبتسمُ بتهكم واضح منهم لشكوكهم التى ليست في محلها،ثم قال: أحطتكم بأني لم اهرب شيئاً وليس سوى بضاعة والآن أفسحوا لنا المكان يا عديمي الفائدة!
إذاعَ صوتٌ صاخب انطلق من جهةِ الشّاطئ، وتقدمَ نحوهم مرتديًا بدلة زرقاء داكنة، وهو مُحاط بهالةٍ قاتمة، يليه عدد آخر من الجنود، "سيدني" قُم بتفتيشِ السفينة والمرساة، و أمُركَ بتفكيكها، وأكد "زيرو فايف" بأنها نفس السفينة بلا شك!
أنت تقرأ
مُستَنْقَعُ الذِكْرِيَاتِ
Fanfictionسيطرة المكانة على الشخص مُنذ ولادتهِ، سواء كان نبيلاً محسودًا أو فقيرًا ممقوتًا في العصر الفيكتوري،وبينما كانت بريطانيا إمبراطورية لا تغيبُ عنها الشمس، إلا أن الظلال تغلفت حول تشوهاتها الداخلية المُظلمة،تُغطي المأساة التي اختلجتها وتجذرت فيها مُنذ ا...