10 | يملكُ إبنـة ؟

3.1K 180 26
                                    


.
.
.

سيد الكيميـاء

بين ذراعيه، انصهر كل جدار بنيته حول قلبي، وكأن العالم بأسره لم يعد له وجود سوى هنا، بيننا "

اقتربت تاسيلي من الطفلة الصغيرة بخطوات مترددة ، استدارت الأخيرة نحوها بعينيها و كأنما البراءة نفسها تجسدت في هيئة بشرية

وجهها الصغير يفيض بالتساؤل، وعندما تكلمت، خرج صوتها كهمسٍ في ليلٍ هادئ :

"سيدتي... من أنت؟ هل أتيتِ من أجل أبي؟ أين أبي جيون ؟"

تجمدت الأخرى و كأنما الأرض أصبحَت تهوِي بها ، طفلة هنا تخبرها أن جونغكُوك والدها و تسألها عنه .. تسللت كلمات الطفلة إلى أعماقها كسهام مسمومة من مفاجأة وصدمة ، طعنت أفكارها وهزت ثباتها

كانت تظن أنها تعرف هذا الرجل ، ظنته كتابًا مفتوحًا أمامها، إلا أن ما أمامها كشف عن صفحة لم تقرأها، صفحة لم تكن تدري بوجودها

سألتها بتردد ترغب بأن تنفي ما يحدث الان ، ربما هناك خطأ ما و جونغكُوك لا يملك ابنة

" أنتِ .. من تكونين ؟"

" سُورا .. "

شدّت على يدها بقوّة تكبح الغضب ، لأنها ليست من النوع الذي يحزنُ بالبُأس و الأسى بل أنها من النوع الذي يشتعل بنار قوية ، تحرق كل شيء

حاولت أن تتكلم ، لكن صوتها خرج مترددًا، هشًا، كأنما الحيرة والدهشة قد سلبتا قدرتها على السيطرة على كلماتها

"أنا... تاسيلي "

همست بصعوبة، وهي تحاول جمع شتات نفسها، ولكن عيناها اللتين كانتا تمتلئان بقوة وثقة في كل مرة، بدتا الآن مليئتين بالحيرة و الضعف الان

"أنتِ... ابنة جيون ؟ جونغكوك .. البروفيسُور ؟ "

بقيت سورا  تنظر إليها بعيون مفتوحة وفضول بريء، غير واعية بما تثيره كلماتها من عاصفة داخل تاسيلي لكن ما إن نطقت اسم والدها هي هزت رأسها فوراً

" أنا هنا وحدي معَ أمّي ..من تكُونين يا خَالة؟"

كررت من جديد ، وكأن براءتها تزداد كلما ازداد ارتباك تاسيلي و عندما ذكرت أنها رفقة والدتها قد اهتزت الأرض أسفلها

هي تقصد ، أن زوجته و إبنته هُنا ...جونغكُوك لديه امرأة !

تسائلت كم من الأسرار ما زالت مختبئة خلف هدوئه المتقن، خلف نظراته التي بدت لها دائمًا صافية ولكنها الآن تظهر كمرآة لعالم مخفي

سـيّـدُ الخِـيـمـيّـاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن