الهدوء ما قبل العاصفة"1"

230 27 3
                                    


أترك مضجعي، والمسألة لا تتعلق بالحاجة للنوم، بل بالتنقل إلى مرحلة جديدة من حياتي. كل خطوة أثق بها، فهي مسار نحو شيء أعظم، شيء كان يتشكل في الظلال منذ سنوات.

أمسك بمسدسي، أرتديه في يدي وكأنني أتأكد من سلطتي، من قدرتي على السيطرة. الهواء في الغرفة خانق، متوتر، يحمل بين طياته رائحة الدم التي تركت بصمتها على أرضية المكتب. خطواتي ثابتة، أعينهم تراقبني، خائفة من كل خطوة أخطوها.

"سي... سيدي، امنحني فرصة للشرح."

كلماته كانت ضعيفة، مهزوزة، لكن الرصاصة التي أطلقتها كانت حاسمة. كان الموت هو الإجابة الوحيدة التي يستحقها. الرصاصة اخترقت رأسه، في لحظة، عادت الحياة إلى مسارها الطبيعي. الجثة أمامي، بدمائها التي غسلت كل شيء، تروي قصة من لا يفهمون قواعد اللعبة.

أضع قدمي على رأسه، كأنني أؤكد له، وللآخرين، أنه لا عودة هنا. لا مجال للخطأ.

"هذه الجثة، مثلًا، لكل من يجرؤ على خيانة الثقة."

أسمع تحركهم خلفي، لكن لا أحد يجرؤ على الرد. أصواتهم تتلاشى مع الجثة، التي كان من المفترض أن تكون درسًا لمن يظن أن بإمكانهم اللعب مع القوانين التي وضعتها.

"أرمي هذا العفن للخنازير."

"حاضر سيدي."

أتركهم ينفذون الأوامر في صمت، لكنني أعلم أن المرة القادمة لن يكون الأمر بهذا البساطة. أما أنا، فلا شيء يمكن أن يوقفني الآن. أعود إلى مكتبي، كما لو أن شيئًا لم يحدث، كأنني في عالم آخر. أسمع صوت كرسي المكتب وهو يصر تحت جسدي، ثم أتراجع إلى الخلف قليلاً.

النبيذ في يدي يرقص ببطء في الكأس، والضوء الباهت ينساب عبر النوافذ الزجاجية ليضفي على الغرفة هالة من الغموض. السيجارة بين شفتيّ تخرج دخانها في دوائر صغيرة، أستمتع باللحظة، بالهدوء الذي يعم المكان بعد العاصفة.

"سيدي، جمعت لك كل ما يخص..."

يتوقف الصوت، وأنا أرفع عينيّ إلى الملف على الطاولة. أبدأ بقراءته بتأنٍّ، مع ابتسامة تكاد تكون غير مرئية على شفتيّ.

ألفت الملف، أدير بضع الصفحات وأنا أفكر في الحكاية التي بين يدي. شيئًا ما في التفاصيل يثير فضولي، يجعلني أستشعر أنها ليست مجرد حالة أخرى، بل لعبة أكبر بكثير من ذلك. تتداخل أفكاري بين الهمسات التي تراودني، وبين صوتهم في الغرفة الذي يبدو وكأنهم ينتظرون مني الخطوة التالية.

أضع الملف جانبًا، وأقرر أن الوقت قد حان للخروج. في الخارج، حيث الهواء مختلف، حيث الأشياء تكتسب طعمًا آخر. السيارة تنتظرني، أسرع، ولكنني لا أفرط في التفكير. هناك شيء كبير يلوح في الأفق.....

الفضول يدفعكم للتعرف من انا صحيح؟  حسنا شخص بسيط يدعى فيرناندو ماثيو.. أكبر زعيم في العالم السفلي للمافيا في إيطاليا. اسمي كافٍ ليجعل كل من يسمعه يرتجف، سواء كان في عالم الجريمة أو في عالم الأعمال. في الظلام، أنا القوة التي لا تُقهر، الرجل الذي يدير أكبر شبكات تجارة الأسلحة في أوروبا، حيث أبيع الأسلحة الأكثر دموية، وأتلاعب بكل من يجرؤ على التحدي.

قيود تحت اللهب || Restrictions under the flame حيث تعيش القصص. اكتشف الآن