البداية

4 0 0
                                    

- الرياض -
٠٠ : ١١ مُنتصف الليل

و في أول أيام يُقرع بها جرس معلنًا دخول اول ايام سنة 1997 و دخول الإنترنت المجهول إلى ارجاء مملـكتنا الحبيبة 
وفي احدى أرجاء المدينة الهادئة في حي اقل ما يُقال عنه هادئ لدرجة مريبه و يُطلق صوت فنان العرب محمد عبده من نافذة كبيرة في منزل شعبي قديم ذو نوافذ كبيرة مُطله على البدر الكبير المُكتمل في سماء العاصمة لينير ظُلمة المدينة في برد الشتاء
يُردد فنان العرب جملته الشهيرة
" أنا اول مِن عرف قلبك ... و أول من سمع نَبضك "
كانت تقف أصَـايل ذات الـ عشرون عام أمام النافذة وبيدها جريدة الأسبوع بـ عنوان بالخط الأسود الكبير العريض
الإنترنت في المملكة العربية السعودية ! وتحتار أي شريط تختاره بعد فنان العرب وكأنه لا مجال للأختيار تردف بتنهد وهي تُرجع الجريدة : مابعدك يامحمد عبده أحد
وقف خلفها طيف شخص تلمحه وأتسعت أبتسامتها من نطقت تلتفت له :
مُلهم !
أبتسم من بسمتها مُلهم ذا الـ خمس والعشرون عام يجلس بمستوى بطنها يمرر يده يردف :
كيف اللَيل ؟
بوزت أصَايل من كلامه رادفه : مُلهم ! كيف تعرف أنه ولد يمكن بنت
أبتسم مُلهم من دلعها إلي مو قاصدته مدرك انه من أطابعها ويلُوق ! يلوق لها ويروق له و كثيير رادف : بنت او ولد مايهم بسمّي بكري لا كان ولد لَيل ولا كانت بنت مُوج
عقدت حواجبها أصَايل بإستغراب من أصراره الدائم على هالأسماء :
مُلهم من يوم عرفتك مصر على هالأسماء لأول عناقيدنا حتى بالزواج كنت تقولي تصبّري يا أم اللَيل ! ليه هالأسماء
وقف مُلهم بأبتسامه ينظر لـ عيونها الي قادرة تجيب أسره :
ودك تعرفين أصَايلي ؟

- في طريق بين مدينتي الخبر الحبيبة والعاصمة الرياض -
2008

شمس المملكة الحـارة بين الصحـاري والرمال والجِمـال طريق يتوسـط منطقة نجد الحـبيبة يؤدي الى عاصمتها بين مئات السيارات الذاهبة والراحلة سيارة الـمُلهم وأصَايله يهتفون ويغنون تحت أناظر طفلتهم وَطن ذات الثماني سنوات و بكرهم لَيل ذا الاحدى عشر سنة
تردف وَطن بعد ضحكة مطوله بنبرة طفولية : بابا أيش كمان كمل كمل !
نطق مُلهم بعد تفكير طويل ليُكمل قصته بطريقة تُسعد طفلة : وقلت له لا تزعل وَطني ! ولا أضربك
مايفشل أنه يضحكها بكل مره تحزن وكان زعلها كثير كأي طفلة وهالمرة كانت تبغى اللعبة الي شافتها بالسوق التجاري
ليردف لَيل بعد سكوت طويل : يبه قلت لك جمعت عشان أشتريها لها !
تنهد مُلهم ليكمل موضوعه الي قاطعه لأجل يرضي وَطنه : لَيل قلت لك ما أنسى ، أعطيك فلوس عشان تشتري لروحك أكل تتركه عشان تشتري لوَطن وش مقصر عليها انا يا يبه أنت ؟
كشر لَيل يكمل منطوقه بنظرة للطريق من الشباك الخلفي بصوت خافت مسموع : بس كنت أبيها هدية مني ..
أبتسم مُلهم ينظر لـ لَيل من المراية الصغيرة الامامية يعدلها نحوه وينطق : تبشر على هالخشم بس لما تصير كبير ورجال تعطيها بـ فلوسك مو تبخل عليك بأكلك الحين يا يُبه
أبتسم بخفوت لَيل الي تعود على أبوه مايهون عليه زعلهم على أبسط ما يكون ، ليسمع صوت الفرامل القوية لينتهي بعدها بأفقاده للوعي في اوساط لحظة سعيدة كانت مثل النسمه و الحلم الجميل لتتحول الى كابوس أشبه بالظلام الدامس ..
أصوات سيارات الشرطة حولهم المنيرة بالالوان الاحمر والازرق ليسمع صدى العسكري البعيد الناطق بعد تنهيده مطوله
: أخفو جرايمهم كالعادة
ليردف بعده المحقق بتجاعيده الموضحه كُبر سنه والشعرات البيضاء المنتشره بين خصلاته السودا بضحكه استهزاء :
قل أنه تسترو عليهم كالعادة مو أخفوها
ليلتفتو للمسعف الراكض مسرعًا متجهه نحو مسرح الجريمه او مايظهر علنًا " الحادث " ..

- الخبر الحبيبة -

مُوج ذات الـ ثماني سنوات تخرج بركض من بين أسوار بيتهم البسيط لتردف بعدها وهي تنظر للخلف بنبره طفولية : ماما هيا !
لتخرج وراها غَرام ذات الـ سبع والعشرون سنة تردف بتنهيدة : ماما مُوج قلت لك بابا مستحيل يجي الحين بكرا يجي لك ياروحي
وقفت مُوج قدام أمها يبلل رمشها الصغير الدموع تردف وتدعس الارض بحركة طفولية : ابغاه يجي الحين الحين !
لينطق سَيف من خلف مُوج : ليه مستحيل ومن مزعل مُوجي ؟
التفتت مُوج للخلف بضحكة تركض تتوسط صدر أبوها تنطق : بابا !!
أبتسمت غَرام لسيف الي يهون عنده كل شي ألا بنته الصغيرة ليدخلو أسوار منزلهم البسيط لتحدث بعدها مأساه أخرى في أراضي المملكه .

أعظم من شوف قمرا بسمانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن