تترجل ياسمن من السيارة،
ليضرب الهواء العليل البارد غرتها و يجعلها تتحرك،" هل علينا الحضور حقاََ؟؟"
تلتفت ياسمن نحو كارولاين ما ان تسمعها تتكلم،
لتراها تجلس بعبوس في السيارة،" هيا عزيزتي ارجوكي، لقد بقينا في المنزل لأكثر من يومين،
لن ينفعنا البكاء او الانطواء بأي شئ.."" لن اتمكن من متابعة الاستاذ ياسمن، صدقيني لا فائدة من الحضور اصلاََ "
تعترض مجدداََ، و تقاطع محاولة الصغيرة لرفع معنوياتها
لتعود ياسمن للسيارة و تبتسم لكارولاين بحب و تفهم،
هي تعلم بأن كل هذا الحديث هو تمثيلية لما تخافه حقاََ،
و هو خوفها من لقاء ذلك الوغد بالصدفة في المدرسة" لم يبقَ سوى اسبوع و بعدها ستبدأ عطلة اعياد الميلاد،
سوف تحصلين على كل وقت الفراغ الذي تريدينه،
و يمكنكِ عندها الذهاب لأي منتجع تحبين،او يمكنكِ السفر حتى "
تتكلم ثم تمسك بكفها بلطف،
" يمكننا ان نقضي هذا الاسبوع محبوسين في المنزل، نشفق على انفسنا،
بينما انتي لم تفعلي اي شئ خاطئ،او يمكنكِ المجئ معي للمدرسة و نحاول ان ننشغل بالحياة "
تنظر كارولاين لياسمن بيأس،
تتأكد بأنها لن تقنعها بأي شئ لو مهما حاولتلتستند على كفها و تنزل من السيارة ببطئ،
" هل هذا ما كنتي تفعلينه عندما كنتي تتعرضين للإعتداء من زوج والدتكِ؟ "
تتسائل بإنزعاج و هي ليست مقتنعة من ما تفعله،
لكن ياسمن تعقد حاجبيها بتفاجؤ، و تستاء من كلامها، حياتها البائسة ليست نقطة حوار عابرة يمكن لأي احد ان يستفسر عنها متى ما شاء
لكن،
هي من فتحت الموضوع منذ البداية و الآن عليها ان تتقبل الحوار بشأنه،" حسناََ، لقد كانت لدي صديقة احبها في مدرستي السابقة،
و قد كانت تفعل كل ما افعله لكِ الآن..."تقول و تترك كف كارولاين، تتذكر تيسا و تفهم بأن لا احد يمكنه ان يعوضها،
ثم تضع يديها في جيبي معطفها الفرو، و تطرح زفيراََ ثقيلاََ، يصنع غيمة بخار امام فمها، تجذب انظار صديقتها العجولة في الحديث
" تجبرني على الخروج من تعاستي بين الحين و الآخر"
تحدق قليلاََ في الفراغ و تسير بصمت بينما تنظر لها الفتاة و تشعر بسوء ما نطقت به،
" انا اعتذر.. "
تنطق كارولاين،
لكن لا تسمع الرد، بل تجد عقدة صغيرة تتوسط حاجبي الفأرة
أنت تقرأ
رغبات تايلور
Romanceاذا كنت تقاوم مغادرة هذه الحياة فقط لكي تحمي عائلتك، تتمسك بأبسط الأشياء التافهة و تعتبرها المنقذ و لكن مالذي سوف تفعله عندما تنتهي قوتك، و عندما تتلاشى آخر قطرة من شجاعتك المصطنعة، ماالذي ستفعله اذا خسرت كل شئ، و اختفى كل من كنت تعيش لأجلهم، عندها...