وَحْدَهُمِ الحَاصِدُون؛ الحَاصِدُونَ مُبْكِرَاً
عَبْرَ حُقُولِ الشَعِيْر سَمِعُوْا أُغْنِية
يتردد صداها بهيجاً واضحاً،
من النهر الملتف
مُتجهاً إلى كاميلوت.- ألفريد تنيسون -
حملتنا أمواج البحر الهائجة لأربع أيام بلياليها ، كنا مجرد ذرة غبار هائمة بين غضب المحيط الذي كان يود أن يلفظنا عن سطحه مشمئزاً من العفن الذي نما فوق خشب السفينة الرطب ، من البراندي الرديء ، من حقد الفرسان و شراستهم ..
لذا عندما خطوت خطوتي الأولى على أرض كورنوال الصخرية شعرت كأنني انهيت رحلة نحو الجحيم ، الا أن كورنوال لم تكن تشبه الجحيم بشيء ، كانت سهولها تمتد حتى نهاية الأفق و نسيم الشاطئ يزورها بين الحين و الآخر ليتكسر و يتبدد عند جبالها الحادة ..
استمرت مسيرتنا بين ممرات كورنوال و اسكاڤالون الجبلية لما يقارب الثلاثة ايام و قبل أن تدرك عيناي حقيقة ما ترى كنا نقف أمام بوابة كاميلوت ، و لم أكن اعلم عند هذة اللحظة انني لم و ان أرى مدينة اجمل من كاميلوت ..
تقدمنا الفرسان على خيولهم و تبعناهم بإنتظام عندما فتحت البوابة لتكشف أمامنا طرقات المدينة التي تم رص الحجارة عليها بدقة ، و ما ان خطونا داخل الأسوار حتى انعكس ضوء الشمس فوق معدن الدروع لتبدوا و كأنها تضيء ببهاء و بهجة ..
توقف الناس عن اشغالهم و رأينا العيون تتلصص نحونا من خلف الأبواب و كف الأطفال عن اللعب و وقفت الفتيات ذوات الشعور الطويلة يتطلعن بإنبهار بتبختر خيل الفرسان عندما سار موكبنا متخطياً المحال و الأكواخ الخشبية متجهين نحو كاميلوت ..
الجدران الرمادية الضخمة لقلعة كاميلوت وقفت بشموخ فوق اعلى نقطة من المدينة ، عند جرف تحيط به غابات لوغريس ، بدت القلعة كأنها سراب أو حلم و كلما اقتربنا منه إزداد ضخامة ، حينها سمعت يوغان يتمتم بتعجب : من المحال ان تكون هذة القلعة خلقت على يد البشر ..
فتحت بوابات القلعة ببطء ثم دخلنا منها الى باب القصر حيث كان أول رواق واسع يظهر دواخل القصر ، نظرت الى اقصى الرواق و لصخب الأقدام التي كنا نسمعها تجري بين ممرات القصر ..
بعد عدة ثواني من ترقب الفرسان نزل صبي بسرعة يقفز فوق الدرجات بحماس متوجه نحونا ، كان يقارب سني الى حد ما ، بشعر ذهبي تناثر حوله و بمرح أضاء رواق القصر و جعلني انسى تماماً تعب الأيام السبع الماضية ، شعرت بأنني لم امشي خطوة بعيداً عن بريتاني ، كان هو أجمل من بريتاني و أجمل من كاميلوت نفسها ..
أنت تقرأ
كاميلوت
Fantasyعلى ضفتي النهر تستلقي ، حقول الشعير والذرة الممتدة تلك التي تكسو القفر ، وتقابل السماء ، وعبر الحقل يمر طريق عبره الكثيرون أولئك الذين اتجهوا إلى كاميلوت.