مـا وراء الحقيـقة

214 17 106
                                    

تَقِف"ميْس" تستمع إلى حديث زوجةِ أبيــها من طعنٍ في شرفِها وإهانتها، تحدثت "ميْس" بعدما أهانت زوجة أبيــها والدتها المتوفية:

- يا طنط لو سمحتِ متجيبيش سيرة ماما، أنا مش عارفه حضرتك ليه بتكرهيني وبتكرهي ماما٠

أردفت زوجة أبيــها بحقد:

- عشان أمــك كــانت عارفه إني بحب أبوكِ وراحت اتجوزته، وعشان دايمًا كانوا يقارنوني بيها شايفة زينب عملت ايه اعملي زيها، هي أحسن منك، شايفة زينب بقت ايه ابقي زيها، كل حاجه زينب زينب، أنا بكرها وبكرهك أنتِ كمان، حتى بعد ما ماتت مش سايباني في حالي وأبوكِ لسه بيحبها٠

سقطت دموع "ميس"؛ فهي لا تصدق هذا الكلام عن والدتها، أكملت زوجة أبيـــها والتي تُسمى"زينات" بغضبٍ وحقد أكبر:

- أنتِ لازم تخرجي من حياتي؛ عشان أعيش مبسوطة٠

ردَّت "ميْس" بعدم فهم ما تقصده:

- أنتِ قصدك ايه؟

تحدثت"زينات" بخبث:

- هتعرفي.

وقفت"زينات" تصرخ بأعلى صوتها من شرفة المنزل البسيـط:

- يالهوي الحقوني يناس، بنت جوزي اللي بعتبرها زي بنتي بالظبط، مسكتها وهي بتهرب وبتكلم واحد وتقوله انا جاية عشان نتجوز.

وضعت"ميْس" يديها على فمها؛ من هوْل ما تقوله زوجة أبيــها في حقها، ألم تكتفي بقولِ هذا الكلام أمام والدها؟

*********************

دخل"محمد" الحارة الشعبية، فإذا به يسمع كلام زوجته على ابنته، وسمع تمتمت الناس على ابنته،
صعد بســرعة إلى منزله، وطرق الباب دقات متتالية دخل بسرعة وأغلق الباب بعدما فتحته له زوجته، صرخ في وجهها بغضب:

- ايه اللي أنتِ بتقوليه ده عن بنتي! أنتِ عارفه أنتِ بتقولي ايه؟

عقَّبت"زينات" بضيق من دفاعه عنها:

- ايه اللي انا بقوله! ما هي دي الحقيقة، وأنت عارف ده ولا نسيت يا محمد؟

أكمل هو الآخر بكلامٍ قاسي؛ مما جعل الدموع تنهمر من عيون "ميس":

- لا ما نسيتش، بس أنا قلت لك هتصرف في الموضوع ده يبقى ليه تقولي كده قدام الناس٠

ابتلعت"ميْس" ريقها من كلام والدها كيف؟ أيعقل هذا؟ كيف صدَّق كلامها؟ انتبهت لحديث زوجة أبيــها وهي تقول:

- إتصرف دلوقتي أنا ابني جاي الاسبوع الجاي ومش عايزاه يجي يلقيها في البيت٠

نظر لها أبيــها بقلة حيلة وتحدث بحزن:

- حقك عليا يا بنتي بس انا...

أوقفته عندما تحدثت هي:

- أنت بجد يا بابا هتعمل كده هترميني! حاول أن يُفهمها ما يقصده ولكنها أوقفته:

مـا وراء الحقيـقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن