فكأنني موج يلاطم نفسه ..
البحر صدري والفؤاد غريق________________
الفصل 03 :
_________________
Celia brokbey:
كم من مرة عانقت الألم كأنه صديق قديم، واحتضنت الخوف كأنه قدر لا مهرب منه.لم يكن الالم يوما مجرد شعور عابر، بل هو حالة تتلبس الروح وتستقر في أعماقها، يشبه نصلًا باردًا يغوص ببطء في الجسد.. لا يكتفي بطعنة، بل يتلذذ بتمزيق كل خيط من خيوط الأمل.
هنا، وأنا محبوسة في هذا الكوخ المهجور، أرى الألم في أوضح صوره، كأنه قدر لا مفر منه. الكوخ المهجور ليس مجرد مكان، بل هو سجن للأمل، وكل جدار فيه يسرد قصة معاناتي المستمرة.
كل لحظة تمرّ عليّ فيه كأنها خنجر ينهش جسدي الهزيل، ويزرع في روحي وحشة لا قرار لها.
ليس الألم جسديًا فقط، بل هو إحساس بوحشة لا نهاية لها، بانكسار يتسلل إلى الروح ولا ينفك عنها، كأنه يأبى الرحيل.
الألم الذي يتسلل إلى أعماقي كأنفاسٍ تختنق في صدر الليل، يترك داخلي فراغًا لا يسده إلا الصمت.
لقد أصبحت أسيرة لهذا الألم، أسيرة لعقاب لم أستحقه، ومجرد التفكير في النجاة يبدو لي رفاهية لا أملكها.
جسدي بات هزيلاً، يتخلى عني تدريجيًا، لا أستطيع تحريك عضلة واحدة، وكل نفس ألتقطه يخرج كأنه آخر ما أملك.
والدي لم يكتفِ بضربي حتى كسرتني قبضته، بل صادر جهازي التنفسي، وكأنه أراد أن يراني أختنق ببطء، أن أشعر بكل لحظة تمر وكأنها دهر من العذاب.
كم من الوقت مرّ وأنا على هذا الحال؟
لا أدري.
كل ما أعرفه أنني عاجزة...مقيدة بهذا الكوخ المظلم، لا أملك سوى شهقات مكبوتة أخشى أن تفضحني.
أتساءل بيني وبين نفسي: كيف استطعت أن أتحمل كل هذا؟ لقد كان دائمًا نصيبي أن أتحمل عقاب أخطاء لم أرتكبها، أن أكون الضحية، بينما اختي تفلت من العقاب. نفس السيناريو يتكرر، والدي يفرغ غضبه عليّ بلا رحمة، وأختي تقف في الظل بلا لوم.
عيني تعانق الأفق المظلم، وأفكاري غارقة في بحرٍ من الخوف، فلا أدري هل أغرق أولاً في الألم أم في الوحدة.
كانت ثيابي ممزقة، وجسدي محطماً، وشعري أشعث بفعل قبضته العنيفة.
أبي لا يضربني فقط، بل يزرع فيّ شتاءً لا ينتهي، وكأنني شجرة عارية تواجه عواصف لا هوادة فيها.
![](https://img.wattpad.com/cover/374907440-288-k600642.jpg)
أنت تقرأ
𝗧𝘄𝗼 𝗛𝗲𝗮𝗿𝘁 𝗜𝗻 𝗧𝗵𝗲 𝗢𝗿𝗯𝗶𝘁 𝗢𝗳 𝗶𝗹𝗹𝘂𝘀𝗶𝗼𝗻
Romanceأحيانًا... تكون أكثر القصص تعقيدًا هي تلك التي تبدأ بقرار يكتنفه الغموض... لم يكن الزواج بينهما مدفوعًا بدافع الحب، ولا بهدف توحيد الأسرتين، ولم يكن حتى زواجًا أُجبر عليه كلاهما. كان زواجًا غارقًا في غياهب السر كما شاءت تلك الجدة العجوز. للهروب من...