«سلبت دماغي الثقيل قدرته على الرد..»
7.5k.w
_______________نظرت اليه تحدق بعينيها الزرقاء نحوه، و الليله لم تأته سمراء صافيه نقيه كما هي عاده، بل جائت تحمل كتل الدماء في يديها، و الكثير من التشققات الباهته المسوده حول كتفها و بطنها بجلد الموتى البشع.
عاريه.. تقف وسط كهفٍ قديم، كانت السماء كعادتها صاخبه ماطره وعاصفه، تبلل الارض وتهبط عنيفاً ضدها، تلحق قطرات المطر قطع جليديه متفاوته في احجامها، تزيد صخب الجو خارجاً.
كان يرتدي معطفه، وقبعته تحيط رأسه، مع وشاح ابيض لا يقيه من البرد ولكنه يمنحه القليل من الدفء.
نظر للصخور المبتله و الزلقه اسفل اقدامهم، ولأول مره كان يتذكر كل شيء بوضوح في اي مشهد يعاد عليه.
هنا حيث حاصرهما المطر وبرد الشتاء ذات مره، وهنا ايضا قبل شفتيها الناعمتين لأول مره، يذكر ابتسامتها اللطيفه، و الدفئ الذي غمره من جسدها رغم برودة الجو.
ولكن هنا تبدل المشهد، لم تحمل في ملامحها اي اثر للسعاده، ولم تحمل عينيها البراءة، شعر اشقر انتصف خاصرتها، و شعر بالامتنان نحوه لتغطية بعض من اجزاء جثمانها المروعه.
و مع ذلك كانت خطواته متيبسه و عجز عن الحراك.
يفترض به ان يشعر بالحنين، ولكن دواخله تصرخ رعباً.
همست له بـ"يا حبيبي" ولكن صوتها لم يكن دافئاً، لم يكن لطيفاً، ولأول مره يعلم بأن صوتها يمكن ان يميته خوفاً، اقتربت نحوه تحاصر جسده بيداها، كان جسدها خاويا من اي روح، ولمستها خاويه من اي حنان.
إن كانت روحها ترقد فالنعيم اذا لما لا يرقد جسدها برفقتها ايضا؟ لما يسكن احلامه دوما؟ لما يستوطن كوابيسه هكذا.
تقدمت شفتاها الميتتان لتقبله.
و صرخ ناهضا من سريره بهلع، انفاسه مضطربه و عيناه دامعه، كما هي حاله دوما.
YOU ARE READING
༒ 𝔻𝕖𝕝𝕦𝕤𝕚𝕠𝕟𝕒𝕝 𝕞𝕚𝕟𝕕༒
Fanfiction«كانت كما لو انها دياراً واحلاماً بائته، ما كدت ابني عليها الامال يوما، كل ما رغبته هو انتشالك من الالم، احتضان روحك المرهفه، ولعلك حينئذّْ ترى، تراني اخيرا الى جوارك" «رواية مثلية...»