(حلم) part 2

5 0 0
                                    

كانت فيروز تتجول بين الخدم و تمرح معهم و والدها مشغول بي مشاكل الشركه و يحاول ان يجد حل لي هذا الصراع الذي سوفا يقوم قريبا و هو قلق جدا بشان فيروز وهو يعرف ان هذه الايام لم تمر علي خير

بينما كانت فيروز تحلم بي مغامره خاصه بها
فيروز لي احد الحراس المارين بجانبها: هل تستطيع ان تذهب معي لي التجول
الحارس: اسف سيدتي انا هنا لي حمايتك فقط
فيروز بتكشير: "آه، دائمًا نفس الجواب. حمايتي، حمايتي! ألا يمكنني أن أستمتع ولو ليوم واحد بدون هذه الحماية المبالغ فيها؟"

استدارت لتخرج من الغرفة وهي غارقة في أفكارها، تتخيل نفسها في مغامرة مشوقة، بعيدًا عن القصر والقيود التي فرضها والدها. مغامرة تجوب بها العالم بدون حراسة أو مراقبة، تواجه فيها المخاطر وتكتشف أماكن جديدة.

بينما هي في تلك الأحلام، مر بجانبها رجل غامض لم تره من قبل بين الخدم. كان يرتدي زيًا أسود وعينيه تراقبانها من بعيد، لكنها لم تلحظ وجوده.

في أحد الزوايا البعيدة من القصر، دخلت إلى غرفة صغيرة حيث كانت دائمًا تختبئ للهروب من رتابة حياتها. وقفت أمام النافذة الكبيرة التي تطل على الحديقة وقررت في نفسها: "لو لم يستطع أحد مساعدتي في الخروج، سأقوم بذلك بنفسي."

وفجأة، سمعت صوتًا خلفها: "أنتِ حقًا تتوقين لمغامرة، أليس كذلك؟
استدارت فيروز بسرعة، لتجد أمامها الرجل الغامض الذي رأته قبل قليل. نظرت إليه بدهشة، فهي لم تره من قبل في القصر. وبنبرة حازمة سألت: "من أنت؟ وكيف دخلت هنا؟"

ابتسم الرجل بابتسامة باردة وقال: "اسمي نيفار... وأنتِ تعلمين جيدًا أنني لست مجرد رجل عادي يتجول هنا."

تراجعت فيروز خطوة للخلف، شعرت بشيء غريب يحيط به، شيء يُثير فضولها وخوفها في آن واحد. "ماذا تريد؟ وكيف تعرفني؟"

اقترب نيفار ببطء وقال بهدوء: "أنا لا أهتم بما يحدث في هذا القصر، ولا بالقواعد التي تحاصرك. ولكنني أعلم أنكِ تبحثين عن مغامرة، وأعتقد أنني الشخص المناسب لإعطائك إياها."

نظرت إليه فيروز بريبة: "لماذا؟ لماذا تهتم بي؟"

ضحك نيفار قليلاً وقال: "لأن مغامرتك تتقاطع مع أهدافي. لدي مشاكل مع أعداء والدك، وأنتِ قد تكونين المفتاح الذي أحتاجه. بالإضافة إلى ذلك..." صمت لبرهة، ثم أضاف بنبرة أكثر جدية: "أعلم أنك تملكين روحًا جامحة لا يمكن ترويضها هنا. أنتِ تبحثين عن الحرية، أليس كذلك؟"

فيروز كانت مترددة، لكنها لم تستطع إنكار أن كلامه أثار شيئًا بداخلها. هذه المغامرة التي كانت تحلم بها، هذا الرجل الغامض قد يكون بوابتها للخروج من حياتها المملة. لكنها لم تكن تثق به بعد.

"وما المطلوب مني؟" سألت بحذر.

اقترب نيفار أكثر وقال بنبرة مليئة بالغموض: "كل ما عليكِ فعله هو أن تتبعي قلبك... وسأكون هناك لأريك الطريق."

فجأة، سمعت فيروز صوتاً بعيداً ينادي باسمها. فتحت عينيها ببطء لتجد نفسها ما زالت في غرفتها، تستلقي على فراشها. حدقت في السقف لبرهة وهي تحاول استيعاب ما حدث. كانت أنفاسها سريعة وقلبها ينبض بقوة، وكأنها عاشت تلك المغامرة الحقيقية.

همست لنفسها: "كان... مجرد حلم؟"

نهضت من فراشها وهي ما زالت متأثرة بما رأته. ذاك الرجل الغامض، نيفار، وكلماته الغريبة عن المغامرة والحرية... كان كل شيء يبدو حقيقيًا لدرجة أنها شعرت بأنها كانت على وشك الهروب فعلاً.

لكنها تذكرت نفسها سريعاً، وأدركت أن كل ذلك كان مجرد خيال، مغامرة في عقلها فقط. نظرت من نافذتها، فرأت الخدم يعملون بهدوء كالمعتاد. عادت لتلك الحياة الرتيبة التي تعرفها، حيث لا يوجد نيفار ولا مغامرات خطيرة.

أخذت نفساً عميقاً ثم قالت بابتسامة خفيفة: "حتى لو كان مجرد حلم، كان رائعًا... ربما يومًا ما سأعيش تلك المغامرة."

ثم وقفت لتبدأ يومها، ولكن شعوراً غريباً بداخلها كان يخبرها أن هذا الحلم قد يكون إشارة لما هو قادم.

بعدما استيقظت فيروز من الحلم، قررت أن تتحدث مع والدها. خرجت من غرفتها متجهة نحو مكتبه، حيث كان يجلس دائماً مشغولاً بأوراق الشركة والمشاكل التي تتزايد يومًا بعد يوم. عندما دخلت، وجدته يجلس أمام مكتبه وعلامات القلق تظهر على وجهه.

"أبي..." قالت فيروز بنبرة هادئة.

رفع والدها رأسه ونظر إليها بابتسامة متعبة: "فيروز، ماذا هناك؟"

جلست أمامه وقالت: "كنت أفكر في... الحرية، وفي العالم خارج أسوار هذا القصر. أشعر أحيانًا أنني حبيسة هنا."

ابتسم والدها قليلاً، وأخذ نفسًا عميقًا ثم قال: "أفهم شعوركِ يا فيروز، وأعلم أنني ربما أكون قاسيًا عليكِ أحيانًا بحمايتي المفرطة، لكن العالم في الخارج ليس آمناً كما تتخيلين. هناك الكثير من المخاطر، والأعداء الذين قد يستخدمونكِ ضدي. لا أستطيع المخاطرة بكِ."

فيروز نظرت إلى الأرض وقالت: "لكنني أشعر أنني مستعدة. يمكنني أن أواجه تلك المخاطر، ربما بطرق لا تتخيلها."

والدها ابتسم بتفهم، لكنه هز رأسه قائلاً: "يوماً ما، يا فيروز. يوماً ما ستجدين طريقكِ. ولكن حتى ذلك الحين، عليّ أن أحميكِ."

**

في المساء، بعدما عادت فيروز إلى غرفتها ووضعت رأسها على الوسادة، كان نفس الحلم الغريب يعود ليطاردها. نفس الرجل، نيفار، بنفس الابتسامة الغامضة.

هذه المرة كان يقف بعيداً في ظلال الغرفة، يراقبها وهي تستلقي. ببرود قال: "حتى لو كان حلماً، فإن المغامرة بدأت بالفعل."

نظرت إليه فيروز بدهشة: "أنت... هل كنتَ حقيقياً؟"

اقترب منها نيفار، وعينيه تلمعان في الظلام: "لن تعرفي حتى تكتشفي بنفسك. العالم الذي تتوقين إليه، والحرية التي تبحثين عنها... لن تأتي بدون مخاطرة."

ثم ابتسم تلك الابتسامة الغامضة قبل أن يختفي في الظلام.

استيقظت فيروز مجدداً وهي تشعر بأن هذا الحلم ليس مجرد خيال. كان هناك شيء غامض يدور حولها، ونيفار قد لا يكون مجرد شخصية في عقلها.








لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كنتي ضحيتي فأصبحت ضحيتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن