Part 2

61 10 8
                                    


William pov//

لم يكن تلقين الدروس للطلبة أمرًا صعبًا، بل أشبه بالأمر الإعتيادي و الممتع حتّى، لكن رؤية صبي صغير يعاني وحيدًا لم يكن شيئًا ممتعًا البتة
و تحديدًا حينما ألحظ تعبه المرافق له على الدوام
حتّى تغيبه عن الدروس بشكلٍ متكررٍ بات ملحوظًا
و حينما أسأل رفاقه عنه يكتفون بالصمت و لا يجيبون، فكيف لهم أن يخبروا بأن رفيقهم مُذعن لوالده المختّل.
فهو والده بعد كل شيء

و قد علمت هذا بنفسي بعدما تحريتُ حوله، و لم أرد إحراجه بسؤاله مباشرةً
كان والده كأولئك الآباء السكراء الذين لا يلقون إهتمامًا لعائلتهم كما يجب
و بعضهم يفرغ غضبه على ابنه الذي لا يسعه فعل شيء أمامه
و لسوء الحظ أنه لم يكن سيئًا جدًا مع الغرباء، لذلك لم يتسنى لأحد أن يشتكيه للقانون، و كان هذا الجزء الأكثر جنونًا بالنسبة لي
لأنه حاول قتل ابنه بالليلة الماضية
و لم يتم زجّه للسجن و معاقبته و تحرير ابنه منه
لأن الصبي لا يستطيع الشكوى

فهو والده بعد كل شيء!
و هذه العبارة هي الأسوء على الإطلاق
لأنه والده تحديدًا، و ليس شخصًا غريبًا إخترق حياته، فلماذا يكون سيئًا جدًا مع ابنه، و يُبرر فعلته بأنه والده؟
أليس من المفترض أن يكون هو من يقيه من سوء العالم؟
لا أن يكون سوء العالم له!

و بكامل أسفي الشديد لك لم أكن ممن يحتملون سذاجة الآخرين
على الرغم من أنني وعدتك بأن أكفر عن ذنوبي السابقة
لأهدأ تدريجيًا، و لم أسمح لنفسي بالظهور كثيرًا،
أردتُ أن أختفي و أتلاشى إلى الأبد كأنني لم أكن
إن كان هذا السبيل الوحيد لبعث السلام بأجزائي المفككة
و إن كانت هذه الطريقة المُثلى لشكرك كما يجب
لكنني عدتُ لنقطة البداية مجددًا ..
أسيفهم عقلك العبقري ذلك؟ أم يلين قلبك لي، و تعفو عن شيءٍ آخر

لم أفكر كثيرًا بخطة معقدة فهذه ليست لندن التي يجتمع بها المجرمون، و ليس هنالك من سيبقى يقظًا ليلة الأحد سواي.
انتظرتك حتّى تغفو و تغط بالنوم، ثم خرجت، و قد تأخر الوقت كفاية لأعلم أن الصبي و والدته ليسا بالمنزل، فكل ليلة أحد يذهبان للصلاة بالكنيسة
فيبقى السكير وحيدًا بمنزله المظلم

طرقتُ الباب و لم يظهر لفتحه بل صرخ بأنه مفتوح بالفعل ظانًا من أنني ابنه المسكين
تعكّر مزاجه حال رؤيتي و تعكرت رؤياي من رؤية قوارير الشراب الملقية بكل ركن و زاوية
اتخذتُ من الكرسي قبالته مكانًا لي بينما تساءل حول من أكون
أخبرته بتواضع بأنني معلم ابنه، و أود التحدث عن مستواه الدراسي المنخفض بوضوح
لم يجبني إجابة تليق بكونه والده ثم تمتم بأنه لا يعلم بمَ يقوم به ابنه الفاشل خارج المنزل
و تلك الكلمة الأخيرة أثارت اشمئزازي كثيرًا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اضطِراب||شيرليامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن