في عالم مليء بالأسرار والخطر والأكاذيب، كانت إيلينا تعتقد أن حياتها مع رينزو مثالية-زوج محب، منزل هادئ، ومستقبل مليء بالوعود. لكن عندما تكتشف أن زوجها هو زعيم عائلة دي لوكا الإجرامية، تنهار كل ما كانت تعرفه. حياتها الهادئة تتحول فجأة إلى دوامة من ال...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الفصل الثالث: شبح الماضي 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹
مرت أيام قليلة منذ أن تركها رينزو في تلك الليلة الباردة. كانت إيلينا تعيش في حالة من الإنكار والصراع الداخلي. كل شيء حولها بدا كأنه حقيقة مقلوبة. كانت تظن أن حياتها كانت بسيطة، مليئة بالحب والأمان. ولكن الآن، بعد أن اكتشفت الحقيقة، باتت تشعر بأن كل شيء هش، مهدد بالانهيار في أي لحظة.
كانت تجلس في غرفة المعيشة، تحمل بين يديها صورة لهما من حفل زفافهما. عيناها تتفحصان ملامحه في الصورة، باحثة عن أي إشارة خفية، أي تلميح لم تكن قد لاحظته من قبل. لكن رينزو في تلك الصورة بدا كما عرفته دومًا-محبًا، حنونًا، مخلصًا. فكيف لرجل مثل هذا أن يعيش حياة مليئة بالأسرار والخطر؟
رن الهاتف فجأة، قطع سيل أفكارها، فقفزت من مكانها لترد.
"ألو؟" جاء صوتها مرتجفًا بعض الشيء.
"إيلينا؟" كان الصوت على الطرف الآخر صوتًا مألوفًا، لكنه ليس صوت رينزو. كان صوت كارلو، اليد اليمنى لرينزو.
"كارلو؟ ماذا حدث؟" سألت بقلق.
"رينزو في خطر." كانت الكلمات بسيطة، لكنها سقطت عليها كالصاعقة.
"ماذا؟ ماذا تقصد؟" انقبض قلبها وهي تنتظر أن يكمل.
"هناك مشكلة مع إحدى العائلات المنافسة. كانوا يراقبون تحركاته منذ فترة، والآن وجدوا نقطة ضعف. يجب أن تأتي فورًا إلى الموقع الذي سأرسله لك. لا تضيعي الوقت."
انتهت المكالمة بسرعة، وكأنها كانت جزءًا من كابوس لم تستطع الاستيقاظ منه. تجمدت للحظة، قلبها يخفق بجنون. ثم أسرعت إلى باب المنزل، أخذت معطفها وخرجت.
بينما كانت تقود سيارتها عبر شوارع المدينة المضاءة بأضواء الشوارع الخافتة، كانت أفكارها متشابكة. هل هذا فخ؟ هل كان كارلو يكذب عليها؟ ولكن رغم كل الشكوك، كانت تعلم أنها لا تستطيع البقاء ساكنة. كان عليها التحرك.
وصلت إلى العنوان الذي أرسله كارلو، وهو مخزن قديم على أطراف المدينة، بعيدًا عن أعين الناس. كانت الأجواء غريبة وموحشة، وكأن المكان نفسه يحمل سرًا خطيرًا.
خرجت من السيارة بخطوات حذرة، وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تتجه نحو الباب الأمامي. فجأة، انفتح الباب بصوت صرير عالٍ، وظهر كارلو، وجهه مرهق وملامحه صارمة.
"كارلو، أين رينزو؟" سألت دون مقدمات.
أشار لها بالدخول، وقال بصوت منخفض: "تعالي، يجب أن تتحدثي معه."
دخلت إيلينا المخزن، ووجدت رينزو جالسًا على كرسي قديم في زاوية الغرفة، يداخله التعب والإرهاق. كان وجهه شاحبًا، وملامحه متوترة. على الرغم من ذلك، عندما رآها، بدت عيناه تحملان شيئًا من الارتياح.
"إيلينا..." قال بصوت مبحوح، وكأنه لم يكن يتوقع أن يراها هنا.
"ما الذي يحدث، رينزو؟" كانت كلماتها مليئة بالقلق والغضب في آن واحد. "كارلو قال إنك في خطر."
وقف رينزو ببطء، وأخذ خطوة نحوها. "أنا بخير الآن. لكن الأمور تتعقد بسرعة. العائلات الأخرى بدأت تشك في كل شيء، وبدأوا يتساءلون عنك."
"عنّي؟" اتسعت عيناها بصدمة. "لماذا أنا؟"
تبادل رينزو نظرات سريعة مع كارلو قبل أن يجيب. "لقد علموا أنكِ كنتِ بعيدة عن هذا العالم طوال هذه السنوات. وهذا يجعلهم يتساءلون عن دورك. يعتقدون أنكِ نقطة ضعفي."
"وأنت؟ هل تعتقد ذلك؟" سألت بحدة، محاولة أن تحافظ على رباطة جأشها.
هز رأسه بقوة. "لا، إيلينا. أنتِ لستِ نقطة ضعفي. أنتِ قوتي الوحيدة في هذا العالم الفاسد. لكنهم لن يتوقفوا حتى يحصلوا على ما يريدونه. ولهذا..." صمت لثوانٍ، وكأنه يحاول أن يجد الشجاعة ليكمل. "ولهذا يجب أن تختبئي لفترة."
تجمدت إيلينا في مكانها. "تختبئ؟ إلى أين؟"
"هناك مكان آمن خارج المدينة، بعيد عن الجميع. ستبقين هناك حتى نتمكن من حل هذه الأزمة." كان صوته هادئًا، لكن نظراته كانت تحمل ألمًا لا يمكن إخفاؤه.
"لا يمكنني أن أعيش هاربة طوال حياتي، رينزو!" انفجرت بصوت عالٍ. "هذا ليس ما اتفقت عليه. لا أستطيع أن أعيش في خوف دائم!"
تقدم نحوها ووضع يده على كتفها برفق. "أنا أعرف، وأنا أكره هذا بقدر ما تكرهينه. لكنني أقسم لكِ، سأجد طريقة لإنهاء هذا. كل ما أريده هو حمايتك."
نظرت إليه بعينيها المليئتين بالغضب والحزن في آنٍ واحد. "لماذا لم تخبرني بالحقيقة من البداية؟ لو كنت صريحًا معي، ربما كان بإمكاني فهم ذلك."
تنهد رينزو وأشاح بنظره عنها للحظة. "لأنني أردت أن أخلق عالمًا آخر لكِ. عالمًا خالياً من الفوضى التي أعيشها. لكن يبدو أنني فشلت."
تبادلا النظرات لفترة من الزمن، قبل أن تنخفض إيلينا بنظرها. كانت تعلم أن حياتهما لن تكون أبدًا كما كانت من قبل، وأنه لا مهرب من هذا العالم المظلم.
"متى سأذهب إلى هذا المكان الآمن؟" سألت بصوت خافت، وكأنها تقبلت الواقع أخيرًا.
"الليلة. كارلو سيرافقك. وسأبقى هنا لأتأكد من أن الأمور لا تخرج عن السيطرة."
أومأت إيلينا، وبدأت تجمع أفكارها. كانت تعرف أنها تخطو الآن إلى عالم لا يشبه أي شيء عرفته من قبل-عالم مليء بالظلال والأسرار والخطر الداهم.
لكنها كانت تعلم شيئًا واحدًا على الأقل: مهما كان هذا العالم مخيفًا، فإنها لن تدعه يسلبها قوتها. 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 صوت 🔪🙂 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 🌹 800 كلمة 😁
