white Russian snake

"الإليادة"

في عالم يسوده الضباب والغموض، حيث تتراقص الظلال بين الحقيقة والخيال، كانت ماريا تتجسد كإلهة قادرة على تحدي الصعاب، مثل أثينا، إلهة الحكمة والحرب في الأساطير اليونانية. منذ نشأتها، عانت من الأوهام والأمراض النفسية التي كانت تسعى لاحتجازها في أسرها، لكنها كالألهة العظيمة، لم تستسلم للضغوط التي كانت تثقل كاهلها.

في أعماق نفسها، كانت تخوض معركة شرسة ضد قوى لا تراها الأعين. فكما كان لأثينا درع قوي يحميها في خضم المعارك، كانت ماريا تمتلك درعًا غير مرئي يتمثل في إرادتها التي لا تقهر. فكلما حاولت تلك القوى أن تسحبها إلى أعماق اليأس، كانت ترفع رأسها عالياً، وتواجهها بنظرة حادة مثل حد السيف، وتقول في نفسها: "لن تأخذني هذه الظلال بعيدًا، سأقف هنا، وأقاوم!"

كالأقزام الذين حفروا في أعماق الأرض ليخرجوا الذهب، كانت ماريا تغوص في أعماق مشاعرها، باحثة عن القوة التي تعيش في طيات نفسها. وتمامًا كما استخدمت أثينا حكمتها لخلق الاستراتيجيات، كانت ماريا تبتكر طرقًا جديدة للتعامل مع معاناتها، مصممة على تحويل الضعف إلى قوة، والضياع إلى اكتشاف.

في كل مرة كانت تشعر فيها بأن الأرض تهتز تحت قدميها، كانت تجد في داخلها القوة لتعيد بناء عالمها، وكأنها تصنع أسطورة جديدة. فمع كل صراع، كانت ترسم مسارًا جديدًا لحياتها، مؤمنة بأنها قادرة على تحويل الألم إلى جمال، والخوف إلى شجاعة.

وهكذا، مثل أثينا التي أظهرت قوة غير عادية في مواجهة التحديات، كانت ماريا تنسج حكايتها الخاصة، حكاية الصمود والتحدي، حيث لم تكن مجرد ضحية للظروف، بل بطلة في رواية فريدة من نوعها، تتلألأ فيها الأمل والإرادة.

.
.
.
.
.
.

في غرفة مظلمة، حيث تكتمل الأجواء بمزيج من الراحة والانتظار، كانت الأرائك المريحة تنتشر حول الشاشة الضخمة، التي تعرض مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة. عمت هالة من الإثارة المكان، وكأن الهواء نفسه كان مشحونًا بالتوتر والتوقعات.

جلست ماريا، مرتديةً قميص ريال مدريد الأبيض الذي يضيء في ظلام الغرفة، مع سروال منزلي قطني يجسد البساطة والراحة. احتضنها أريس بجانبها، يرتدي نفس القميص، مما أضفى لمسة من الانتماء والألفة على اللحظة. كان احتضان أريس دافئًا، كأنما يسعى لحماية شغفها وحماسها قبل انطلاق المباراة.

في ركن آخر من الغرفة، جلس ليودينيس بقميص برشلونة، بينما كانت نينا تجلس بحضنه، مرتديةً نفس الألوان، تعكس أجواء المنافسة الودية التي سادت بينهم. الضحكات تتعالى، وكلماتهم تتداخل في أجواء من الفرح، مما أضفى حياة على تلك اللحظة الفريدة.