( مرت عدة أيام على تلك الحادثة ... و كما توقع ألويس .. فقد انتشر الخبر بسرعة حتى ملأ المملكة كلها !!!! و في أحد الأيام كانت ليلي تعمل بجد في محل الحدادة .. تضرب الحديد ثم تسخنه ... و من بعيد ... )
...... : اووووووي ليلي !!!!!!!!
( انجذب نظر ليلي ناحية الصوت ... و ابتسم وجهها و احمرت وجنتاها !!! جرت ناحيتها فتاة قصيرة بعض الشيء ذات شعر قصير بني و على ظهرها حقيبة و تبعها شابان واحد بشعر أشقر و عينان زرقاوتان و الآخر بشعر و عينين بنيتان اقتربا أيضاً من ليلي !!!! حضنت الفتاتان بعضهما بقوة !!! )
ليلي : جوليا !!! ستيفين !! جوش !! لقد عدتم !!!! اشتقت إليكم كثيراً يا رفاق !!!
جوليا : و أنا ايضاً اشتقت لك كثيراً ليلي !! مر وقت طويل ...
ليلي : ما أخباركم ؟؟؟!
ستيفين ( ذو الشعر الأشقر ) : بخير !!
جوش ( ذو الشعر البني ) : لقد عدنا للتو !! أصرت جوليا على القدوم إليك ما ان نصل ...
( كان جوش و ستيفين و جوليا يعملون عند تاجرة .. يوصلون البضائع و يبيعون و يشترون .. )
ليلي : اذاً كيف أبليتم هذه المرة ؟؟
جوليا : مممم ... لم نبع بالسعر الذي توقعناه لكن لا زالت صفقة ناجحة بالنسبة لنا ..
جوش : ناجحة لكن لساني جف بسببها !!! استغرقت وقتاً طويلاً في اقناع المشتري !!!!
( ضرب ستيفين كتف جوش )
ستيفين : هذا ما نتوقعه من سيد الإقناع !!!!
جوليا : أوصلنا النقود إلى السيدة ماري ( التاجرة التي يعملون عندها ) قبل قليل ..
ليلي : هكذا اذاً ... عموماً اذهبوا كي ترتاحوا فلابد من أن الطريق كان متعباً ..
جوش : نعم !! لكن .. عندما أرى الأمور هنا على هذه الحال .. أشعر بأني اريد السفر على الفور !!
ستيفين : في الممالك الأخرى .. الوضع ليس كما نعيشه !!! ليسوا اغنياء لكنهم على الأقل لا يقلقون بشأن لقمة يومهم كما نقلق نحن !! و الضرائب ليست بغلاء ضرائبنا !!! بالإضافة إلى ان التجارة هناك سهلة .. أما هنا فلحسن الحظ السيدة ماري من النبيلات !!!! لذا يمكنها تدبر الأمور !!!! فحتى لو وصلنا نحن الثلاثة إلى مرحلة يمكننا فيها فتح تجارتنا الخاصة فلن نستطيع !!! التراخيص و التدقيق شديد جداً !!! و تحتاج الكثير من المال !!
جوليا : التجارة هنا للناس الذين ولدوا تجاراً أو أغنياء !!! فمقدر لهم ذلك منذ ولادتهم !!!
ليلي : لا تقلقوا !!! انا متأكدة من أن الأوضاع ستتغير يوماً ما !!!!
( همس جوش اليهم )
جوش : كيف و نحن يحكمنا هؤلاء !!!!!! مستحيل !!
ليلي : لا لا !!! هناك أمل فقبل عدة أيام ...
( اخبرتهم ليلي بقصتها مع الأمير ألويس .. و انتهى بهم الوضع بأفواه مفتوحة ووجوه مصدومة و مندهشة !!! )
ستيفين : هل تمزحين ؟؟؟؟ الأمير يفعل هذا !!!!
جوليا : هل كنت حقاً واعية يومها ؟؟ ربما كنت مريضة قليلاً !!!!
جوش : دعكم من الأمير !!!! ليلي يا حمقاء كيف تردين هكذا !!!!؟؟؟؟ ماذا ان اخذوك او فعلوا بك أمراً ما !!!!!
جوليا : نعم يا بلهاء !!!!! ألم تفكري بأمك ؟؟؟
ستيفين : غبية و متهورة !!!!
ليلي : لا أعلم اخذتني الأحداث !! عموماً مرت على خير !!!!!
جوليا : لا لم تمر !!! ألا تعلمين ماذا يفعلون بمن يجادل النبلاء ؟؟؟؟ و هذه المرة تجادلت مع أمير !! لحسن الحظ أنك نجوت ... بل إنها معجزة !!! كان من الممكن أن يقتلوك !!
جوش : جوليا معها حق !! يجب أن تسيطري على تهورك و انفعالاتك !!
ليلي : لم يكن الأمر بيدي !!! فقد كانت حياة طفل على المحك فلم أستطع تمالك نفس !!
سيتفين : عموماً ... أنا حقاً مندهش !! الأمير بنفسه يمرر ماقلته بل و يعتذر !!! حتى لو كنت انا مكانه لم أكن لأرضى أبداً !!
ليلي : لذا أقول لكم تفاءلوا !!! فهو يبدو أفضل من أبيه كثيراً !!! فهو مبتسم و متفهم و متواضع !!! لم يكن ابداً متكبراً او غاضباً !!!
جوليا : همممم ... لا أعلم !! أمر صعب التصديق !! لكنه يبعث الأمل .. لو سمعته من أحد لكنت ضحكت و كذبته !! لكن إذا انت كنت قد قلته فسأصدق حقاً .. ربما لدينا أمل .. لكنه الأمير الأصغر !!!! فغالباً لن يحكم ..
ليلي : ربما يؤثر على أخيه ... أو أنه مثله !! ما أدرانا ؟؟ في الواقع انا أشعر بالذنب كوني عاملته بهذه الطريقة .. انا حقاً أريد الاعتذار منه .. لكن اعتقد اني لن أقابله مرة أخرى !!
جوش : لم أرتح للأمر بعد !!
ليلي : اااه تتحدث مثل العم جون !! هو أيضاً قال المثل !! لم لا تتفاءلون ؟؟؟
جوش : بالمناسبة .. أين هو ؟؟
ليلي : قال أن لديه عملاً فسأتولى أنا عمل اليوم كله !!
جوليا : عموماً .. سأرجع الى المنزل و آخذ قسطاً من الراحة !! هيا يا ستيفين !! هيا يا جوش !!
ستيفين و جوش : حسناً !!
( ملاحظة : جوليا زوجة ستيفين لكنهما يبدوان كصديقين أمام الناس ... اما المشاعر الجياشة فتظهر عندما يكونان وحدهما ... و هي أيضاً اخت جوش و الذي يعيش معهما !! )
ليلي : حسناً !! أراكم لاحقاً !!
الجميع : الى اللقاء !!
( ذهب أصدقاء ليلي .. و مع ذهابهم بدأ الغروب .. و بدأت الشمس تغيب شيئاً فشيئاً ... أغلقت ليلي المحل ثم جلست تنتظر العم جون .. مر وقت طويل .. غابت الشمس و حل الظلام ... و جلست ليلي وحدها .. في مكان مظلم .. موحش .. و مخيف !! اما في القصر وفي غرفة مكتب ألويس وقف سيدريك أمام الأمير الجالس ... كان ينظر إليه بدهشة !!! بينما أميرنا يبتسم بخبث !!! اسند ظهره على الكرسي .. و بدأت شفتاه بالنطق !! )
ألويس : اذاً .. ما رأيك ؟؟
سيدريك : مولاي !!!!! أنا ... لا أعلم ماذا أقول !!
ألويس : هل الأمر معقد لهذه الدرجة ؟؟؟
سيدريك : نعم قليلاً لكنه .. مثالي و متقن !!! كيف خطرت ببالك !؟؟؟؟
ألويس : أنت الهمتني !!
سيدريك : انا ؟؟؟ كيف ؟؟؟
ألويس : سأخبرك بعد أن ننجح .. و الآن !! نفذ !!
( انحنى سيدريك احتراماً لسيده ... )
سيدريك : طبعاً مولاي الأمير !!!
( و مع انتهاء كلمته ضربت صاعقة قوية انذرت ببدأ هطول المطر !!! ولا تزال ليلي موجودة أمام الباب ... خشت أن تقلق أمها عليها ... و عندما وقفت للذهاب جاء العم جون مسرعاً من المطر !! )
العم جون : آسف !! أعلم انتظرت طويلاً !!!
ليلي : لا بأس ... عموماً .. علي الذهاب !! اخشى ان تقلق والدتي علي كثيراً و تخرج هي الأخرى !! الى اللقاء !!
العم جون : الى اللقاء ...
( مشت ليلي في المطر بعدما ودعت عمها .. و بعد مدة .. رأت طيفاً يدخل إحدى الأزقة !!! و لم تلتقط منه سوى شعره المربوط !! ثم ترددت.. هل تدخل ام لا !!! و بعد تردد دفعها فضولها !!! و حين نظرت في الزقاق .. وجدت أنه سيدريك !!!! )
ليلي : ( إنه ذلك الرجل الذي كان مع الأمير ألويس !!! ترى ماذا يفعل في هذا المكان ؟؟ اااه فتح له باب !! )
( فتح باب أمام سيدريك و أدخله رجل ثم نظر خارجاً يميناً و شمالاً ليتأكد ان لا احد ينظر !! في هذه اللحظة اختبأت ليلي خلف الحائط إلى ان زال الخطر !! )
ليلي : يا الهي .. ماذا افعل ؟؟ لقد دخل !! لكن .. امي ستقلق ان لم اذهب !! ااااه ماذا افعل !!؟؟؟
( لكن فضول ليلي غلبها هذه المرة ايضاً !! و اقتربت شيئاً فشيئاً من الباب !! و لأن الباب كان خشبياً استطاعت سماع الصوت بوضوح ... )
رجل : هل تأكدت من ان لا احد يتبعك ؟؟
سيدريك : نعم !!
رجل : اوي انت !! هل نظرت خلفه ؟؟
الرجل الذي نظر بعد دخول سيدريك : نعم !! لا يوجد احد !!
رجل : اذاً .. ماذا تريد ؟؟
سيدريك : تريدون رأس احد الأمراء ؟؟ أليس كذلك ؟؟
( هنا اندهشت ليلي و ارتعشت خوفاً !!!! و صمت البقية من الصدمة !! )
رجل : ماذا تقصد ؟؟
سيدريك : تعلم تماماً ماذا أقصد !! انا ايضاً مللت من هذا !! كل يوم أعامله كأنه الملك لأنه يطلب مني ذلك !!! حتى أنه يريد الاستيلاء على الحكم بعد والده !!! و يخطط أمراً ما لأخيه !! انه مخادع و ماكر !! بدأت اخشاه !! اخشى ان يكون عنقي عشاءه القادم !! اي غلطة لا تغتفر !! انه وحش !! وحش !!!!! ان خالفه احد عقابه الموت !!!
رجل : هووووو .. يبدو انك عانيت الكثير !!
سيدريك : ان لم اكن قد عانيت لما كنت قدمت ولا طلبت المساعدة منكم !! ارجوكم افعلوا شيئاً !!! سأخبركم بأي شيء تحتاجونه !!
رجل : و ما ضماننا من أنك لا تكذب ؟؟
سيدريك : اطلبوا ما تريدون !! فلم يعد يهمني شيء بعد الآن سوى التخلص منه !!!!
رجل : همم .. اذاً ماذا نأخذ منك كضمان ؟؟ هذه مشكلتنا !!!
سيدريك : اي شيء !!
رجل : الديك عائلة ؟؟
سيدريك : لا ..
رجل : مال ؟؟
سيدريك : مبلغ بسيط ..
رجل : ارض ..
سيدريك : ... ليس لدي !!
رجل : كيف اذاً ؟؟؟
سيدريك : لا اعلم !!!! لا اعلم ...
( انزل سيدريك رأسه و ضغط على يديه بقوة ثم عض على أسنانه !!!!! كان مغتاضاً !!! و صبره نافذ !! )
رجل : مممم .. في هذه الحالة ..
سيدريك : ارجوك لا تقل لي انك سترفض !!!!!
رجل : اعطني شيئاً كي لا ارفض !!!!!!
( فكر سيدريك قليلاً ... ثم ادخل يده في ثيابه و اخرج قلادة كبيرة حمراء اللون !!! لونها كلون الدم تماماً !!!! )
سيدريك : ليس لدي سواها !! انها كل ما املك !!!
( اخذها الرجل من يده و بدأ بتفحصها !! فلمعت عيناه بانعكاسها !!!! و ابتسم .. )
رجل : اعتبر الأمر اتفاقاً !!
سيدريك ( مبتسم ) : حقاً ؟؟؟؟
رجل : نعم !! لكن اخبرني كيف نصل إليه ؟؟
سيدريك : بعد ايام سيغادر الأميران معاً إلى المملكة المجاورة تلبية لدعوة ملكها و بالنيابة عن ابيهما !!! ستضربان هكذا عصفورين بحجر واحد !!!
رجل : اوي انت ( نظر الى الرجل الآخر ) هل هذا صحيح ؟؟
الرجل ٢ : نعم !!! متأكد من ذلك !!
رجل : سأتأكد من كلامك في الغد !! و ان صح قولك فاعتبر الأمر قد تم .. و ان لم يصح فقلادتك ملكي و حياتك ايضاً .. سارسل لك مكان اللقاء القادم ..
سيدريك : حسناً !!! شكراً لك !!!! شكراً جزيلاً لك !!
رجل : و الآن اخرج كما جئت .. ولا تجعل احداً يعرف بهذا الأمر .. كن حذراً !!
( جلست ليلي مندهشة مما سمعت !!!! فهي الآن عرفت سراً عن خادم الأمير !!!! و هو سر خطير !! فازدادت رغبتها في لقائه !!!!! ابتعدت مسرعة عن المكان حتى لا يعرف احد بشأنها و أكملت طريقها إلى المنزل ... كانت والدتها فاتحة باب المنزل و مغطية رأسها تنظر يميناً و شمالاً !! جرت ليلي ناحيتها بسرعة ثم دخلت المنزل مختبئة من الأمطار !!!!! )
آنا : اين كنت ؟؟؟؟؟؟ تأخرت كثيراً !!! اتعلمين كم قلقت عليك ؟؟؟؟
ليلي : امي ارجوك قبل كل شيء اريد اي شيء ساخن و اريد ان اجفف نفسي و اغير ثيابي !! أشعر بالبرد و التعب !!!
آنا : ح-حسناً !!
( خلعت ليلي ثيابها و جففت نفسها .. ثم ارتدت ثياباً ثقيلة قليلاً و تغطت ببطانية !!! ثم جلست في غرفة الجلوس مع والدتها .. كان المكان مملوءاً بالاوعية المبعثرة على الأرض !! ذلك لأن سطح المنزل الشبه مهدوم ينفذ الماء !!!! )
ليلي : ااه علي ان اصلح السقف مرة أخرى !!!
آنا : دعك من السقف الآن !!! اخبريني عن سبب تأخيرك !!!
( أخبرت ليلي والدتها بأن العم تأخر .. و لم تذكر موضوع سيدريك !!! )
آنا : اااه منك يا جون !! سأتحدث معه و أخبره بألا يجعلك تتأخرين لهذه المدة ..
ليلي : عموماً ... طاب مساؤك .. سأذهب للنوم الآن !!!
آنا : طاب مساؤك ..
( دخلت ليلي الى غرفتها التي لم تختلف عن غرفة الجلوس في انفاذ الماء !!! لكنها اعتادت على صوت سقوط القطرات المزعج المتتابع .. استلقت على سريرها الصغير ذو الصرير العالي الذي يبدو أنه سيتفكك في أي لحظة .. و نظرت إلى السقف و هي تقكر بما سمعت من سيدريك !!! و هي تشعر بالحزن و القلق تجاه الأمير الطيب المزيف الذي نسجه خيالها و صدقه عقلها و تفاءلت به !!! و أثناء تفكيرها بمقابلته .. نامت على صوت قطرات المطر .. و صرير السرير .. و حتى أصوات البرق و الرعد !!!! )
أنت تقرأ
القدر
Исторические романыسنقفز بالزمن الى الوراء .. إلى قرون في الماضي و تحديداً في العصور الوسطى !! تلك الفترة التي بدأت فيها أوروبا بازدهارها و كتابة تاريخها و صنع حضارتها - ذلك إن صح اطلاق مصطلح "حضارة" عليها - و منها أخذ الفلكلور الأوروبي قصصه و تراثه و تقاليده و مراسيم...