اليوم لم يحضر سيزار لتناول الطعام، كما أن فلوي لم تحضر أيضًا.
"أين أخي؟"
"لديه موعد."
موعد؟ كيف يمكن لشخصٍ يقضي كل يومه ممسكًا بالسيف دون فعل أي شيء آخر أن يكون لديه موعد؟
كان الوضع مشبوهًا للغاية. رغم أنني لم أكن قادرةً على فعل أي شيء حيال ذلك، إلا أنني تجاهل الأمر وعدت إلى غرفتي و أنا أرفع كتفي متيقنة أن الموعد كان مع فلوي.
بدلًا من ذلك، بدأت أفكر في شاي بعد الظهيرة الذي سأحضره بعد يومين مع الأميرة.
"لِمَ لا أشتري بعض الحلو اللذيذة؟"
لم أكن أفعل شيء سوى الحصول على الضيافة، ولكن إن كنت راغبةً في التقرب من شخصٍ ما، أليس من الأفضل تبادل الهدايا؟
"سيلفانا، ما هو أشهر محل حلوى في هذه المنطقة؟"
"هممم، لا أعرف جيدًا، ولكن سمعت أن هناك محلًا يُدعى سويتي بيكري قد أفتُتِحَ مؤخرًا، ويُقال أن الناس يطوقون لزيارته بعد تجربة حلواه."
"جيد. سأتوجه لهناك إذًا."
ما إن عزمت على شراء الحلوى حتى نهضت بسرعة، غير متكرثة بتحذيرات سيلفانا التي نصحتني بتزيين نفسي قليلًا قبل الخروج.
ركبت العربت و انطلقت نحو أكثر مناطق المدينة ازدحامًا.
بعد قليل، لاحظت ازدياد الأصوات وبدأت أسمع ضجيج الناس، وهذا ما جعلني أدرك أننا دخلنا السوق.
"آنستي، لقد وصلنا."
نزلت من العربة أمام محل الحلوى الشهير الذي يجمل لافتة كبيرة مكتوبٌ عليها <سويتي بيكري>.
كان المكان مكتظًا بالناس، عشاق جاءوا مع أحبائهم و أصدقاء جاءوا معًا، لكن جميعهم من النبلاء. ربما يعود ذلكَ لارتفاع الأسعار.
وقفتُ في الصف بدون تفكير، منتظرة دوري، عندما سمعتُ فجأة صخبًا من الأمام.
"أنتِ، أنتِ من سرقت أموالي، صحيح؟!"
"لا! لم أفعل! أقسم أنني لم أفعل!"
"إذن أين حقيبتي و أموالي التي كانت هنا؟"
كانت نبيلة ترتدي ملابسًا باهظة و مجوهرات فاخرة تصرخ على فتاة تبدو أصغر منها بكثير.
الفتاة كانت تهز رأسها بشدة محاولةً التبرير، لكن النبيلة لم تصغِ إليها.