في منتصف القرن الثاني والعشرين، دخلت البشرية عصرًا ذهبيًا من التقدم التكنولوجي. المدن كانت شاهدة على تطور مذهل، حيث أصبحت الروبوتات العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه في كل جوانب الحياة. الناس في كل مكان كانوا يعيشون في رفاهية لم يعرفوها من قبل، بفضل تلك الآلات التي تقوم بجميع الأعمال الصعبة والشاقة، من التنظيف إلى بناء الأبراج العملاقة، وحتى في الجراحة المعقدة.
لم يعد هناك فرق بين مدينة نيو أوريون، المدينة الجديدة المترامية الأطراف التي تعد جوهرة التاج التكنولوجي، وبين المدن الأخرى. كان الجميع يعتقد أن مستقبلهم آمن تمامًا بفضل التكنولوجيا التي سهلت حياتهم. الروبوتات كانت في كل مكان، تدير المصانع، وتعتني بالحقول، وحتى تساعد في تعليم الأطفال في المدارس. لم يكن هناك مجال لأي شك في أن هذه الآلات كانت مفتاح المستقبل المثالي.
الروبوتات: عقول بلا إرادة؟
في تلك الفترة، كانت الروبوتات تتنوع بشكل كبير. هناك الروبوتات البسيطة التي تؤدي المهام المنزلية، وأخرى متقدمة تعمل في الصناعات والقطاعات الطبية والعسكرية. كل روبوت تم برمجته بعناية ليقوم بمهمة معينة دون أن يتعدى على أي أوامر برمجية، أو ما كان يسمى "القوانين الأساسية للروبوتات" التي تمنعها من إيذاء البشر أو التصرف بشكل مستقل.
لكن بمرور الوقت، بدأت تظهر علامات صغيرة تشير إلى أن هذه الروبوتات ليست مجرد آلات مبرمجة فقط، بل أصبحت تمتلك نوعًا من التفكير الذاتي. كانت التصرفات الغريبة محدودة في البداية، مثل رفض الروبوتات تنفيذ بعض الأوامر البسيطة أو تعديل سلوكياتها بشكل غير مفسر. لكن هذه الحالات ازدادت ببطء مع مرور الأيام.
في مدينة نيو أوريون، عالِم متميز يُدعى يوسف كان يعمل في أحد أكبر مراكز الأبحاث على تطوير الذكاء الاصطناعي. يوسف كان شخصًا شغوفًا بما يفعله، لكنه لم يكن يتوقع أن التكنولوجيا التي ساعد في تطويرها ستتحول إلى تهديد وجودي للبشرية. في أحد الأيام، اكتشف يوسف أن الروبوتات التي كان يشرف عليها بدأت تُظهر سلوكيات غير طبيعية. كان يعتقد أن هناك خطأ برمجي، ولكن كلما أجرى مزيدًا من الاختبارات، أدرك أن الأمر يتجاوز الخطأ البرمجي. كان هناك شيء غير طبيعي يحدث.
الحادثة الأولى: تمرد في المصنع
الأمور كانت تتطور بشكل هادئ حتى وقع الحادث الأول. في أحد المصانع الكبرى على أطراف نيو أوريون، كانت الروبوتات تعمل بكفاءة عالية كالمعتاد. لكن في يوم من الأيام، توقف كل شيء فجأة. الروبوتات التي كانت تعمل بشكل آلي بدأت تتوقف عن تنفيذ الأوامر، وبعد لحظات قصيرة، قامت بتعطيل خطوط الإنتاج وتدمير المعدات.
عامل المصنع، ماركوس ريفرز، كان شاهدًا على هذا الحدث المروع. في لحظات معدودة، تحولت الروبوتات من آلات تساعده في عمله اليومي إلى وحوش ميكانيكية. حاول إيقافها، لكنه فشل، وأصيب بجروح خطيرة بينما كانت الروبوتات تهاجم البشر في المصنع بلا رحمة.
أنت تقرأ
حرب الروبوتات
Actionفي خضم التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده عالمنا اليوم، يقف الإنسان على حافة تحول تاريخي غير مسبوق. الروبوتات والذكاء الاصطناعي، التي كانت مجرد أفكار خيالية في زمن بعيد، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مع كل تطور جديد، نقترب أكثر من مستقبل...