الفصل الأول

11 4 0
                                    

لا شيء مميز في الحب ، يمكننا جميعا أن نجد شخصا يوافقنا ، يحترمنا ، ويهتم لأمرنا .
لكن... هل يمكن للجميع أن يصبر على جنونك واضطراباتك ؟

هنا تختلف الأوضاع ، و يصبح الحب ليس فقط مشاعر ، بل صراع يجب الفوز فيه مهما كان الثمن .


***

روسيا

عاصمة الثلوج و العواصف ، حيث يبحث الجميع عن الدفئ ، كانت بطلتنا تتمشى بين الأزقة مستمتعة بالكريستال القارس الذي يداعب وجهها ، لأنه الشيء الوحيد الذي يظهر من جسدها .
شهر يناير الذي يبعث في قلبك حاجة في قضاء يومك تحت الغطاء و أنت تشاهد مسلسلك المفضل؟
تسه ! هراء !
كيف لك أن تحلم بالراحة بينما أنت تعمل ؟
و هل صدقت أن بطلتنا حقا مستمتعة بالثلج الذي يهطل فوق رأسها ؟
تلك لم تكن ابتسامة على ثغرها ، بل تكشر أنفها لتتفادى الكريستالات العالقة عليه.

توقفت وهي تنظر الى المبنى الكبير باشمئزاز ، انه يوم عادي كغيره من الأيام ، يجب عليها أن تسلم أوراق الطلاب للمدير ، و أن تراقب واجباتهم ، وأن تستعد لحفل نهاية الاسبوع من أجل تحسين نفسية الطلاب

و هي ؟ من يهتم لتحسين نفسيتها ؟
ضربت الأرض الصلبة بحذائها الثقيل ثم تمتمت " ليتني لا زلت طالبة مثلهم !"

لمست القلادة التي تعانق رقبتها بلطف وقد أحست بالحنين لأيام المراهقة .
لم تكن مثالية بذلك الشكل ، لكنها على الأقل جمعت ما يكفي من الذكريات كي تشتاق إليها.

" يا ترى أين أنت الآن ؟ و ما الذي أصبحت عليه"

تنهدت بهدوء و خطت الى الداخل تلقي التحية على زملائها في العمل .
وصلت الى الفصل لتزيل معطفها و ترتدي وزرتها البيضاء ، في انتظار أن يلتحق الطلاب بأقسامهم .

وأثناء شرودها الذي دام لثوان ، عادت لتغرق في ذكرياتها ...

Flash back

" إيمي ! إيمي أمسكي هذه !"
ارتفعت قليلا بجسدها لتمسك الورقة التي تحمل شكل كرة ، فبدأ جميع من في الفصل بالتصفيق لها بحرارة و هي تضحك بتفاخر .

كان الجميع ينتظر فرصة خروج الأستاذ لتعم الفوضى في كل مكان ، و لم تسلم إيمي من الشغب أيضا .

عندما صمت الجميع ، و التفتوا نحو الباب ينظرون إليها ، ظنت أن الاستاذ قد عاد ، فاعتدلت في جلستها ملقية نظرة الى الأمام ، لكنها لم ترى سوى ولدا في السابعة عشر من عمره ، يرمق الجميع باستغراب شديد ، و قد أحست بهالته الكئيبة تستحوذ عليها .

فقام بقطع الصمت و هو يسأل بصوت ثقيل وهادئ
" هذا فصل العلوم ؟"

أومأت إيمي بقوة ليتمتم بجيد و يأخذ خطوات الى الداخل ، ظلت تناظره وتساؤلات عديدة تملأ عقلها ، جلس خلفها مباشرة و رمقها ببرود ، تقاسيم وجهه لم تكن مشجعة أبدا للسؤال .
لكن إيمي لم تكترث لذلك ، وضعت راحة يدها أسفل خدها و سألت بثقة " ما اسمك يا فتى ؟"

" وما شأنك؟"
انفجر الجميع ضاحكا لكن يا للعار ! هي لم تسمع سؤاله ، فصوته هادئ جدا و حروفه لا يمكنك فهمها جيدا .

" ماذا قلت؟"
سألته مجددا بحيرة ، لكنه قلب عينيه بسخرية مجيبا " قل..." ثم دخل الاستاذ مجددا ، و لم يستطع إعادة إحراجها .

ابتسمت له بلطف و التفتت تعود الى كتبها و أقلامها المبعثرة

End flash back

" يا إلهي ! لقد كان ذلك محرجا ! كيف لم تخبرني صديقتي بما قاله في وقتها ؟"

انتبهت أخيرا للطلاب الذين يناظرونها باستغراب ، فابتسمت بخجل و استقامت تتحدث بصوت طبيعي ، كما لو أنها لم تحدث نفسها قبل قليل .

" اذا ما هو العذر هذه المرة لتأخركم عن الدرس"
البعض ابتسم يكتم ضحكته ، و البعض حشر وجهه في الكتب ليخفي آثار الابتسامات الفاضحة ، أما طالبتها المميزة ، قفزت لتجيبها " كنت تبتسمين بشرود كمراهقة وجدت حب حياتها ، فلم نستطع قطع أحلام اليقظة خاصتك "

و بعدها مباشرة ، عمت قهقهات الجميع بين أركان الفصل ، و شعرت إيمي بالحمرة تطغى على وجهها ، مسحت أنفها بإبهامها ثم بسطت ذراعيها تحركها بخفة

" جيد جيد ، يمكنكم التوقف الآن ولنعد الى درسنا !"

التفت تمسح اللوح الذي كان فارغا من الأساس ، لكنها تحاول جاهدة عدم النظر الى وجوه هذه الوحوش الصغيرة..

"  إلهي! متى ستنتهي رحلة إحراجي ؟حتى الطلاب لم اسلم منهم"

when you know you knowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن