الفصل الثاني

7 3 0
                                    



استلقت ايمي على اريكتها الجلدية التي تتوسط بهوها المتواضع ,ثم نظرت الى الصور المعلقة على الجدار الخشبي واحست بتوعك يصيب معدتها.

فمجرد التفكير في انتقالها الى مكان بعيد عن الديار يؤرق عقلها, ويصيبها احيانا بحالات انهيار شديدة, وكالمعتاد, عندما تشعر بالفراغ تحمل هاتفها كم فعلت الان وتنقر ارقام شخصها المفضل, انتظرت لثوان املا في ان تسمع ذلك الصوت عبر سماعتها, ولم يخب ظنها ابدا

"ايمي؟ "

اغلقت جفونها براحة وهي تطلق نفسا متقطعا, ثم همست بفظاظة

"ا لن تقضي عطلة هذه السنة بجواري؟"

استمعت الى ضحكات صديقتها الخفيفة ليزداد غيظ ايمي, لكن الاخرى تحدثت بهدوء

"ارى انك لا زلت تحفظين جدول عملي جيدا"

ابتسمت ايمي بلطف وهي تجيب

" لا اعتقد ذلك يا صغيرة ,لكن عمتي موجودة في الخدمة "

اشاحت ايمي الهاتف عن اذنها قليلا حين ارتفع صوت صديقتها التي اتضح ان علاقتهما اقرب من الصداقة حتى

"ماذاا؟ هل تقولين ان امي هي من تخبرك بجدولي ايتها الغشاشة الصغيرة, وانا من ظننتك تهتمين لامري الى اقصى حد"

انفجرت ايمي ضاحكة على تخيلات فتاتها الغبية, وارتمت بين وسائد الاريكة مجددا تفكر في كم هي محظوظة لتولد بين احضان عائلة لطيفة.

احبت انسجامها العميق بكل شخص يحمل جينات من جيناتها, و وقوف الجميع الى صفها في اوقات الشدة العسيرة, لكن ورغم كل هذا وذاك .. هناك عنصر ناقص , لا زال يربكها ويسرق اطمئنانها .

تنفست بعمق لتزيل البؤس عنها , ثم قفزت بقوة لتلامس اقدامها الارض الباردة. فصرخت دون وعي وهي تبحث عن حذائها المنزلي

"بارد بااارد "

رفعت خصلاتها الى الاعلى واتجهت نحو المطبخ, ربما هذا الطقس الشتوي لا يناسبه سوى حساء خضار ساخن...



flash back



تمشت ايمي بين اروقة المدرسة والغضب ياكل عقلها, كيف لولد بائس مثله ان يحرجها امام جميع اصدقائها دفعة واحدة, نفخت وجنتيها بضيق ثم اطلقت كل الهواء حين رات صديقتها المقربة اغاتا تتحرك نحوها بخطوات مترددة , بسطت ايمي ذراعها الى الامام كعلامة لتتوقف اغاتا ثم تحدثت بغطرسة

"لا تحاولي التحدث معي ابدا لانني لست بمزاج يسمح لي بذلك"

اومات اغاتا بفهم ثم رحلت . وبقيت ايمي تتمشى بخطوات سريعة الى ان وجدت نفسها خارج جدران المدرسة, فزادت من سرعتها لتتضاعف الى اضعاف كتعبير عن غضبها الذي لا زال ينال منها الى الان

when you know you knowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن