1.هل هو والدي؟

15 5 7
                                    

كان عمري 16 سنة بعدما بدأت أموري بالتدهور...تحديدا بعد عام من وفاة أمي...لم أتمكن من رؤيتها في آخر لحظات لها...أو هذا ما اعتقدت...قبل وفاتها ببضع ساعات فقط كنت بجانبها نتبادل أطراف الحديث كما أنني أتفكر أننا تخالفنا حول موضوع ما و لكن سرعان ما عاد الوضع إلى الهدوء لأذهب بعدها إلى بيت صديقي حيث اتفقنا أننا سوف نقضي بقية اليوم في مشاهدة الأفلام بما أنها إجازة..و لكن اتصال واحدا كان كفيلا بتدميري حرفيا...كان اتصالا من والدي يخبرني بصوت مرتجف" عد حالا...أمك...عزيزتي جوليان ماتت" كانت صدمة لي حتى أنني لم أستطع البكاء لمدة سنة كاملة حتى بدأت تلك الذكريات تهاجمني و بدأت أصاب بنوبات الهلع بطريقة متواصلة....أول ذكرى كانت تراودني عند بداية نوبة الهلع..مع انقطاع أول أنفاسي و تصلب عضلاتي، كنت أسمع ضحكات متواصلة و أحس بأيادي باردة على جسدي...كانت تلك الضحكات ضحكات أمي الهادئة التي شيئا فشيئا كانت تتحول إلى صراخ...صراخ مرعب...كانت تصرخ و أنا أسمعها و لكن لا أرى سوى الضباب، قطرات عرق على كل وجهي و ألم حاد في صدري بسبب عدم قدرتي على التنفس...ثم الظلام..نفس الحالة و نفس الذكرى...ثم... إغماء...أبي تربى في بيئة ريفية و يؤمن بالروحانيات كثيرا...كان يضن أن أمي لا تزال تتجول معنا في المنزل و أن روحها لا تزال بجوارنا حتى يتم معرفة سبب انتحارها و  بهذا سترتاح...في الآونة الأخيرة، كان أبي و هي كثيرا الشجار، و ذلك بسبب الشكوك التي تراود أبي بصفة متكررة حول أمي. كان يتهمها بالخيانة. حتى أنه في يوم عنفها أمامي و لم أستطع التحرك و لو قيد نملة. هل كنت جبانا؟ أنا أمر بكل ما أمر به الآن لأنني جبان لم أستطع الدفاع عنها...لم أستطع الدفاع عن أمي...هل يمكن أن يكون سبب انتحارها معاملة أبي لها؟ لكنها امرأة قوية و لن تفعل هذا...كما أن ذكرياتي التالية التي بدأت بالتطفل على  أجزاء دماغي كانت عندما بلغت سن ال18. كنت أرى أمي تمشي أمامي ثم إلى المطبخ كله أمام عيني...تجلس على الكرسي ثم تتعالى أصوات الضحكات...تختفي أمي فجأة ثم...إغماء...حالة أخرى من حالات الهلع...أنا الآن بعمر ال 25...و متأكد تماما أن أمي لم تمت منتحرة...بل كانت مقتولة. ذكرياتي بعدها كانت تتجسد في شخص يقوم بخنق أمي و هي جالسة على نفس الكرسي في المطبخ. ذاك المتواجد في جميع ذكرياتي...ذاك المكان الذي كرهت أن أنظر اتجاهه حتى...أمي غير قادرة على الحراك و لكن عينيها كانت متجهة نحوي....كانت تنظر في عيني مباشرة...نظرات حقد و كره شديد...نظرات مخيفة...ينقصني عنصر واحد في أحجيتي لأمسك بالمجرم و أنتقم لها...ذاك العنصر هو الشخص الذي يظهر بطريقة متواصلة يقوم بخنق أمي لتتعالى أصوات الضحكات الهستيرية. و لكن هذه المرة ضحكاته....أنا متأكد أنني شاهدت هذا المشهد في الواقع كما شاهدته مرارا و تكرارا في مخيلتي...ربما أصبت بفقدان ذاكرة مؤقت بسبب الصدمة...هذا ما قاله الطبيب...و الآن أنا أتعالج و ها أنا ذا أتذكر كل ما حصل...و لكن كيف لي أن أقنع والدي أو الشرطة بفتح قضية؟ قضية مقتل أمي...كنت برفقة صديقي إلى أن جاءني اتصال من والدي يخبرني فيه بخبر وفاة أمي. وجدها ملقاة في المطبخ...مختنقة.. بالإضافة إلى سائل أبيض كان قد خرج من فمها و أنفها...في المطبخ...في نفس المكان الذي رأيته في ذاكرتي...كانت مختنقة.. من قام بذلك هو الشخص من ذاكرتي أيضا...سائل أبيض...إنه مفعول السم..ذلك السم هو حتما ما تسبب لها في شلل في الحركة و عدم قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد ذلك الشخص المجهول من ذاكرتي..و لكن لما؟ لما لم يصدقني أحد رغم وضوح الذكريات التي أراها و تطابقها مع الواقع...لما؟ أبي كان يجب أن يصدقني..أنا ابنه و زوجته التي ماتت...لكنه لم يأبه بي أو بموتها أبدا بل كان يفكر في الزواج مجددا...ما جعلني أكرهه...ثم أحقد عليه...ثم أتهمه...كان يقوم بتعنيفها و يشك بها كثيرا....كان مهووسا بها و متملكا بدرجة مرضية...كما أنه فكر في الزواج مجددا بعد موتها بأقل من شهر...إنها فعلته...قتلها للتخلص منها...هذا ما أخبرت المحقق به و الذي حاول إقناعي بأنه لو أراد التخلص منها لطلقها و لم يكن ليخاطر بقتلها و لكني لم أقتنع...و في النهاية ككل مرة لم يستمع لي أحد بسبب تشخيصي باكتآب حاد و بسبب فقداني المؤقت للذاكرة و بسبب الهلوسات و نوبات الهلع...أصبحت متأكدا أنه والدي...هل أواجهه؟...أم أنتقم لأمي بما أنني أصبحت على معرفة مسبقة بما هو عليه الآن...
هل هو والدي؟.....هذا السؤال لكم لتجيبوا عليه ما رأيكم؟هل القاتل هو والده؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من قتل أمي؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن