يَفتحُ ذَلكَ الفَتىَ عُيونهُ بِتعبٍ... جَلسَ عَلىَ سَريرهُ بِهدوءٍ مُحاولاً مُقاومةِ التّعبِ الّذيّ أَنهكَ جَسدهُ النّحيلِ.. بَعدَ فَترةٍ مِنْ قِيامهِ بِروتينهِ اليوميّ.. نَزلَ السّلالمْ بِهدوءٍ.. وَلكنْ لِسوءِ حَظهِ.. اصطدمَ بِأبيهِ عَنْ طَريقِ الخطأ.. غَضبَ الأبْ وَكانَ عَلىَ وَشكِ ضَربهِ.. فَجأةً صَوتٌ بَاردٌ أَوقفهُ.. شَابٌ ذُو قامةٍ.. بُنيّ الشّعرِ.. عُيونٌ عَسليةٌ دَاكنةٌ.. ذُو بَشرةٍ بيضاءَ.. يَقفُ أَمامَ أَخيهِ الصّغيرِ الّذيّ يَبكيّ بِصمتٍ خَوفاً مِن وَالدهِ..
"تَوقفْ عَن إِزعاجهِ.."
قَالَ هَذا وَسَحبَ أَخيهِ إِلىَ خَارجْ المَنزلِ.. نَظرَ إِليهِ بِبرودٍ.. رَبتَ عَلىَ كَتفهِ وَأَوصلهُ لِكُليتهِ..
~~~~~
"مُذهل.. ضَحيةٌ ضَعيفةٌ"
ضَحكَ ذَلكَ الشّابْ بِخبثٍ وَذهبَ..
الآن.. يَجلسُ ذَلكَ الفتىَ بِهدوءٍ يَتناولُ طَعامهُ.. بَينما يَحيطُ بِهِ مَجموعةٌ مِن الفتيانِ الّذيّن يَتنمروا عليهِ..
"بَارك جِيمينْ غَريبُ الأطوارِ.."
ضَحكَ الجَميعُ عليهِ.. فَجأةً صَرخَ جِيمينْ بِألمٍ مُمسكاً بِجهةِ قلبهِ بِقوةٍ.. سَقطَ أَرضاً وَهوَ يُمسكُ بِقوةٍ أَكبرْ.. يَنظرُ حَولهُ بِعيونهِ النّصفِ مُغلقةٍ.. قَطراتٌ مِن الدّماءِ إِنسكبتِ مِن أَنفهِ.. قَلبَ عَينيهِ وأُغمىَ عَليهِ.. صَرختِ إحدىَ الفتياتِ والّتيّ تُدعىَ إِليانا تَركضُ نَحوهُ بِفزعٍ.. إِتصلتْ بِأخيهِ وَ تمَ نَقلهُ للمُستفشىَ..
~~~~~
"جِيمينْ صَغيريّ هَذا أَنل جَاكْ"
فَتحَ جِيمينْ عُيونهُ.. نَظرَ لِجاكْ بِعيونٍ دَامعةٍ.. إبتسمَ جَاكْ بِلطفٍ.. أَمسكَ بِيدهٍ وَ أُومأَ بِرأسهِ.. تَحدثَ جَاك وَجيمينْ لِفترةٍ ثُمَّ خَرجا مِن المُستشفىَ..
يَدخلُ جَاكْ لِغرفةِ أَخيهِ لِيجدهُ يَدرسْ.. أَوراقٌ عَلىَ الأرضِ.. مُحاضراتٌ فِي كُلِّ مَكانٍ.. فَوضى تَعمُّ الغُرفةَ.. تَنهدَ جَاكْ وَ نظَفَ الغُرفةْ.. جَلسَ بِجانبهِ وَ رتبَ أَوراقهُ..
"شُكراً"
قَالَ بِصوتٍ مُنخفضٍ... نَظرَ جَاكْ لِجيمينْ بِقلقٍ.. رَبتَ عَلى رَأسهِ ونَهضَ مِن مَكانهِ.. بَعدَ مُدةٍ.. فَتحَ البابَ وَوضعَ الطّعامَ أَمامهُ.. بَدأَ بِإطعامهِ وَالتّحدث إِليهِ... أِنهىَ جِيمينْ طَعامهُ.. نَهضَ جَاكْ وَذهبَ لِغرفتهِ.. جَلسَ جِيمينْ يُفكرْ بِحادثةْ اليومِ..
"هَل تُفكر بِيّ أَيّها الصّغيرُ؟"
صَوتٌ ضَربَ مَسامعَ جِيمينْ.. تَوّسعتْ عُيونُ جِيمينْ بِفزعٍ.. فَجأةً ظَهرَ رَجلٌ طُويلٌ ذُو عُيونٍ مُختلفةِ اللّون تُشبهُ القطط... بَشرةٌ بِيضاءَ كَالثلجِ.. شَعرٌ أَسودٌ دَاكنٌ..
شَهقَ جِيمينْ بِفزعٍ.. إِقتربَ مِنهُ ذَلكَ الرّجلْ..
"مَ..مَن أَنتَ؟"
سَألَ جِيمينْ بِصوتٍ مُرتجفٍ.. نظرَ ذَلكَ الرّجل لجِيمينْ بِعيونٍ شَرسةٍ..
"مِينْ يُونغيّ... شَيطانٌ مِن العالمِ السّفليّ"
End of part one
🎀🎀
