نَظرَ جِيمينْ لِيونغيّ بِغرابةٍ.. لَمْ يَنْطُقَ بِحرفٍ.. خَوفاً مِنْ المَنظرِ الّذيّ أَمامهُ.. شَهقَ عَندما إِقتربَ مِنهُ يُونغيّ.. لِيتراجعْ لِلخلفِ بِفزعٍ.. لِسوءِ حَظهِ ضَربَ ظَهرهُ بَخشبةِ السّريرِ.. نَظرَ مَرةً أُخرىَ لِيونغيّ.. عَيناهُ مُمتلأةٌ بِالدّموعِ.. ضَحكَ يُونغيّ بِخفةٍ..
"شَ..شَيطانْ؟؟"
رَجفةُ صَوتهِ جَعلتْ يُونغيّ يَضحكُ بِصوتٍ أَعلىَ.. مُستمتعٌ بِرؤيتهِ خَائفاً.. أمسكَ يُونغي يَدّ جِيمينْ.. لَيتأَوهَ جِيمينْ بِألمْ.. رَفعَ يَونغيّ حَاجباً لِردةِ فِعلهِ.. رَفع أَكمامهُ لُيصدمْ بِمنظرِ يَدّهِ.. عَلامةٌ زَرقاء بَنفسجيةٌ دَاكنةٌ دَليلٌ عَلىَ حِرقٍ..
"مَا هَذاْ؟؟"
سَألَ يُونغيّ بِصوتٍ حَازمٍ لَمْ يُجيبَ جِيمينْ عَلىَ سُؤالهِ.. تَنهدَ يُونغيّ.. نَظرَ لِلحظاتٍ لِوجهِ الأَصغر الّذيّ يَبكيّ بِصمتٍ.. نَهضَ يُونغيّ مِنْ مَكانهِ.. نَظرَ لِلخلفِ لِيجدْهُ يَتكوّرُ تَحتَ غِطائِهِ ذُو القِماشِ الرّقيق.. نَظرَ يُونغيّ لِلخارجْ..
"لَماذا لَا تُدفئْ نَفسكَ؟؟"
نَظرَ جِيمينْ لِيونغيّ.. عُيونهُ تُلمحُ لِشيءٍ لَكنْ لَا يَستطيعُ أَحد فِهمها.. إِقتربَ يُونغيّ مِنهُ.. ثُمّ جَلسَ مُجدداً..
"هُنالِكِ عَملٌ يِجبْ عَليكَ الاختيارُ إنّ كُنتَ تُريدُ أَمْ لَاْ.. أَنْ تَعملَ معيّ!!"
تَوّسعت عُيونُ جِيمينْ وَ نَفىَ بِرأسهِ خَوفاً مِنهُ.. كَان يَصرخُ وَ هَوَ مُمسكٌ لِرأسهِ.. تَنهدَ يَونغيّ وَ نَظرَ لَهُ.. تَوقفَ جِيمينْ عَن الحَركةِ.. بَدأَ يتخيّل أَشخاصٌ غُرباءٌ.. أَشكالهمْ مُخيفةٌ..
"أَرجوك لَا تَدعنيّ أَنظرْ لَهمْ إِنّهمْ مُخيفونْ"
قَالَ جِيمينْ بِصوتٍ مُرتجفٍ.. ضَحكَ يَونغيّ بِخفةٍ ثُمَّ عَادَ لِلعالم الَواقعيّ.. نَظرَ لِجيمينْ لِيتنهدَ وَيجلس جَانبهُ.. فِجأةْ حَضنَ جِيمينْ يَونغيّ لِسماعهِ أَصواتٌ تُشبهُ أَصواتَ أَبيهِ وَأُمهِ.. تَوّسعتِ عِيونُ يّونغيّ عِندَ شُعورهِ بِارتجافِ جَسد جِيمينْ.. وَضعَ يَدهُ عَلىَ رأَسِ جِيمينْ.. أَغلقَ عَينهُ اليُمنىَ ذَاتَ اللّونِ الأحمرِ.. قَرأَ جِزءْ مِنْ ذِكرياتهِ.. إِستقامَ مِن مَكانهِ.. لِيرىَ جِيمينْ يَحضنُ رِكبتيهِ.. تَنهدَ وَقالَ:
"سَوفَ تَعملُ مَعيّ.. هَذا قَراريَّ النّهائيّ"
عَادَ كُلَّ شَيءٍ لِطبيعتهِ.. نَظرَ جِيمينْ حَولهُ كُلَّ شَيءٍ طَبيعيٌّ.. فَجأةً دَخلَ وَالدهُ بِغضبٍ.. أَمسكَ بِشعرهِ وَ رماهُ أَرضاً.. صَرخَ جِيمينْ مِنْ الأِلمْ.. لِسوءِ حَظهِ جَاكْ لَيسَ فِيّ المنزلِ..
"كَيفَ تَجرأْ عَلىَ تَجاهليّ؟!!"
لَمْ يُضيّع ثَانيةً وَ بَدأَ بِضربهِ.. صَرخَ جِيمينْ بِألمْ.. فَجسدهُ ضَعيفٌ بِسببِهِ.. صُراخٌ وَبكاءٌ يَملأُ المَكانْ.. شَهقةٌ مَعْ كُلِّ ضَربةٌ.. إِستمرَّ الحالُ لِساعاتٍ.. وَ الفتىَ المِسكينُ يَتوّسلُ لِأبيهِ أَنْ يَتوقفْ.. فَجأةْ.. دَخل جَاكْ غُرفةَ أَخيهِ بِغضبٍ.. نَظرَ جِيمينْ لَهُ.. نَهضَ بِصعوبةٍ مُحاولاً الهَربَ مِن أَبيهِ.. كَانَ عَلى وَشكِ الوُقوعِ لِكنْ سُرعانَ مَا أَمسكَ بِهِ جَاكْ.. نَظرَ لِجاكْ بِهلعٍ.. جَسدهُ يَرتجفُ..
"هِ..هِيومغْ سَ..سَاعدنيّ أَ..أَرجوكْ هَذا يُؤلمنيّ!!"
تَحدثَ جِيمينْ وَهو حَاضنٌ لِأخيهِ.. نَظرَ جَاكَ لِأبيهِ.. سَاعدَ جِيمينْ عَلىَ الجُلوسِ..
"قُلتُ لَكَ أَلّا تَقومْ بِإزعاجهِ أَو لَمسهِ"
خَرجَ الأبّ مِن الغُرفةِ.. عَالجَ جَاكْ جِيمينْ.. وَبعدهاْ نَامواْ جَميعاً..
~~~~~
End of part two..
🎀🎀
Hope you like it🎀💫