08 | ـ وَهمُ البَاطِن العَقلي

65 17 104
                                    

~ قـراءةَ سَعيدة رِفاق ~

لَحظَةٌ آخِذةَ للأنفاسِ مَرّت بِبُطئٍ شَدَيد وَهُم يُحاوِلانِ السَيطرةَ عَلى أنفاسِهِما وَإرتِجافِ أجسادِهِما، مرّ المُختَلُ مِن بَينَهِما وَهُوَ يَضحَكَ وَالمِنشارُ بِيَدَّهِ مَرفوعٌ لِلأعَلى .

بعدَ أنْ تخطاهُما دونَ أن يَشعُر بِوجودِهِما تَوجَها نَحوَ ظَهرَ الشَجرةَ وَهُما مُلتَصِقانِ بِها، وَبعدَها رَكَضَت دونَ أن يَلتَفِتا خَلفَهُما حَتى بِأقصى سُرعَةً لَديهُما خرجَا مِن مَنطِقَةِ الأَشجارِ وَهُم يَلهَثون وَالعَرَقُ يَتَصَبَب مِن أجسادِهُما .

" الباب "

قالَ تايهيونغ لروزان التي نَظَرَت خلفها بِخوف لتَمتَثل لِكلامه وَيذهبان اتجاهَ الباب الذي كانَ مفتوحٌ بِفِعلِ المُختَل، روزان كانت قَلِقَةَ على جونغكوك الذي لَمْ يَخرُج بَعد، هِيَ تبغَضَهُ لَكِن لا تَتَمَنى أن يموت على يَدّ هذا المُختل .

خطَت خارجَ عَتَبَةِ البابِ وَسَقَطَت أرضًا لإِختِلالِ تَوزانِها مِن شِدة الرَكضِ وَالإِرهاق وَشعورٌ بِالصُداعِ المُؤلم تَجلاها، مدّت يَدٌ أمامَها،
وَلَم تَكُن سِوى يدُّ تايهيونغ الذي سارَعَ لَها فَورَما رآها تَسقُط أرضًا بِلا قِوى .

رُبما يَكرهون بَعضَهُم البَعَض لِكن لَدَيهُم قَلب، استَاقمت بِمُساعَدَتِه وَاصبعُ يدّها رأسها في مَنطِقَةِ الألم .

" أنتِ بِخَير ؟ "

لَمْ تُجِب لَكِنها هَمهَمَت ردًا وَهِي تَهُز رَأسها، تَراجَعت مِن التَفاجُئ الخَلف حِينما رَأت جونغكوك قَفزَ مِن السُور وَالتراب ملتصق بِملابِسه .

صدرَهِ يَرتَفِع وَيهبُط وَهُو يُحَدّق بِهُما، لم تَشعُر سِوى بِسَحبِ تايهيونغ يَدّها راكِضًا وَجونغكوك رَكَضَ مَعَهُما .

" هوَ حيّ ؟ "

" أجَل، لِكن سَنَستَطيعُ الهَرب فَهوَ عالِقٌ بِشَيءٍ حَديدي "

سأَلَ تايهيونغ جونغكوك لِيَرُد عَليهِ الآخر وَهُوَ يَتَنَفَس بِصعوبةَ، روزان لمْ تَكُن تَركض هِي فَقط كانت تُسحَب مِن قِبَلِ تايهيونغ، ألَمُ رَأسها يَزدادَ .

صُداعٌ قَوي يَجتاحَها بِقوةَ مِما جَعلَها تُغمِض عَيناها لَرُبما تُسَيطِر عَلى الأَلَمِ قَليلاً،
لِكن أُغشِيَ عَليها عِندما أغلَقتُهم .

أَنَـامِـلٌ خَـفِـيّـةَ || 𝐑𝐊Where stories live. Discover now