كان يركض في ليل حالك هارباً من قابض أرواح لا يرحم يلتفت يمينا وشمالا داعيا ربه أن ييسر أمره...
يسرع بأقدام قد جرحت نحو ملاذه الوحيد في ذلك المكان المهجور.... نفق أرضي يُرى مدخله ولكن يصعب رؤية مخرجه....
وما إن وضع أولى خطواته حتى صرخت الخفافيش عاليا و بدأت فضلاتها بالإمطار عليه دون خجل...
هل سيهتم في هذه اللحظة للقرف المحيط به ؟
أو سيتأثر من البرد القارص الذي لفه بمجرد تعمقه داخل النفق....
كلا وألف كلا فروحه أغلى وأثمن بكثير كي يضيعها لأسباب كاهاته....
وبينما كان غائصا في أفكاره التي تترجاه كي يجد حلا بأسرع وقت ... التقطت أذاناه صوت كعبها العالي وهو يتقدم نحوه بكل هدوء وغطرسة ... وأنفه أكد له أن رائحة الموت قريبةمنه وبشدة....
لقد وصلت ستقتله حتما لن يستطيع الهرب منها حتى لو إجتمع البشر كافة لإنقاذه
فليخبره أحدكم أين المفر والوردة السوداء تلاحقه ....
ستجعل دماءه بحرا ولحمه أكلا دون أن تشفق عليه أو حتى تنظر إليه ببعض الإنسانية ...
سینسیى من يكون وما فعل في حياته بمجرد أن تلمسه أو حتى تتحدث معه....
ولكن رغبته في العيش أصرت عليه أن يركض دون أن ينظر خلفه وهذا ما فعله ركض وركض وركض نحو المجهول بينما ظلام النفق يأكله أكثر وأكثر وفي اللحظة التي تنهد فيها وأخذ نفسا عميقا يعيد به هدوءه سمع همسا خفيفا عند أذنه يقول:
بوم قد وجدتك .....إنتصبت عروق جسده رعبا بينما إزداد العرق على جبهته لا إراديا ... صوتها الهامس أيقظ كل ذرة خوف مدفونة في أعماقه مما جعل أعينه ويده وكل عضو في جسده يستنجد السماء
لتنقذه ....
وقبل أن يقوم بأي ردة فعل وجد نفسه معلقا على الحائط بواسطة يد سوداء تخنقه بقوة ...
لا شئ إنه لا يرى شئ سوى بشرة بيضاء ناصعة أمامه دون أي ملامح أعينها وشعرها الفحمي إمتزج مع الظلام الهالك فأصبح غير مرئي له فقط لمعة بسيطة في أعينها تأكد له
إستمتاعها بالأمر....
حاول أن يبعد يديها عن رقبته أو يباغتها بقدمه لكي تتركه ولكنها كانت كالحديد لا تتزحزح ومكان لعقله سوى أن يغيب عن
الوعي ....
ببطئ متناسيا مكانه وسبب وجوده في هذا المكان ... نظر للأسفل وإذ بالأرض لا تحمل قداماه ... أعاد النظر للأمام ببطئ فعاد عقله للعمل ومشاعره وأحاسيسه تنفجر....صرخ بأعلى صوته من قوة الألم في راحة يديه وأقدامه ... المسامير شقت لحمه وعضلاته وكذلك عظامه والجدار الذي إستند عليه...
صرخ مرة أخرى بها أن ترحمه وتنزع عنه تلك المسامير ولكن لا فائدة على الإطلاق وكأنها إختفت من أمامه ولكن صوتها لايزال في الجوار فقد قالت بنبرة أنثوية مثيرة:
"صراخك بدأ يزعجني أيها الخائن.....
نعم إنه خائن والقواعد تنص على موت الخونة ورؤية دماءهم تنسكب أرضا... لذا رفعت مطرقتها ذات العصا الخشبية وتقدمت ناحيته بكل هدوء مخاطبة إياه:
"يجب عليك أن تشكر السماء في الوقت
الحالي لأنك حضيت بشرف عظيم لرؤيتي
وكذلك بالموت على يدي....."
لم يستمع لكلماتها ولم يحاول حتى فعل ذلك فالألم وصل معه لنخاع فلم يعد العالم واضحله بعد الآن....
أما الآخرى فقد أكملت كلامها وهي تنظر الى جمال ما فعلته بخرقها للحمه بمساميرها:
"لا أحب التبذير لذا أستعمل دائما ثلاثة مسامير.... الأول وضعته لأنك لم تتركني أقتلك من البداية والثاني لأن تعابير وجهك وضحت لي أنك خائف مني وهذا الشئ جرح مشاعري كثيرا أما الثالث فهو يعلمك أن لا تعض يد من
أطعمتك هل إتفقنا عزيزي.."
لم تفارقها الابتسامة أبدا رغم بشاعة المنظر إلا أن روحها كانت أبشع بمراحل كبيرة لذا بحركة خفيفة دقت المسمار الأخير في قلبه ليصرخ مخرجا روحه السماء وتندفع دماءه للهواء.. وبهذا تكون خلصته من الحياة...
نظرت إليه ببرود للحظات طويلة ثم
لتعود أدراجها كما أتت سابقا تاركت خلفها جثة هامدة وعطرا آخاذا عشعش في زوايا النفقمن فخامته ورونقه ... عطر الوردة السوداء....
أنت تقرأ
زهرة السوداء🖤
Horrorالأسود هو اللون الوحيد الذي يغطي حياتها أو بالأحرى يسكن كل جزء منها، قلبها أسود ، ملابسها وشعرها وكذا أعينها ولكن أحلامها ويديها كانت حمراء مليئة بالدم .. منظر واحد غيرها من فتاة مبهرجة مليئة بالألوان الى جثة باردة سوداء همها الوحيد الإنتقام ممن قتل...