الغرفة 305 :part 2

482 21 66
                                    

♡"كلما طرقتني، ارتجت عضامك"♡

*********************

حين يخترق الحب جدار الصمت، ويدق على أبواب قلوب أنهكتها المعارك، لا يسأل عن المقدمات. يأتي كالزائر الغريب، يُغير كل شيء، ويترك فينا بصمات لا تمحى.

لكن، الحب وحده ليس كافيًا، فهو كالسيف ذو الحدين، قد يضيء لنا الطريق أو يقودنا إلى الهاوية. بين الأمل واليأس، تشتعل نيران العاطفة، ويبدأ الصراع الذي لن يهدأ حتى تنتصر الحقيقة.

في هذا المكان، بين الجدران البيضاء والأسرار المخبأة، ولدت قصة حب مختلفة، قصة تحدت كل ما هو معروف، بين عاشق لا يعرف الاعتراف ومحبوبة لم تكن مستعدة للعودة. هنا حيث يلتقي الغموض بالعشق، تبدأ قصتنا...

كانت الغرفة هادئة على نحو مريب. فتحت عينيها ببطء، كان الضوء الأبيض يغمر المكان، كل شيء بدا غريبًا ومجردًا من الألوان التي اعتادتها. جدران بيضاء باردة كأنها مصممة لتشعرك بالضياع، والسرير الذي تستلقي عليه ضيق، مغطى بغطاء أزرق لا ينتمي إلى عالمها.

حاولت أن تتحرك، أن ترفع جسدها العلوي قليلاً، لكن شعورًا خانقًا احتجزها. كان الألم كالقيود يشدها إلى السرير، يمنعها من الحركة. توقفت، محاولة استيعاب ما يحدث. أين أنا؟ هل أنا في الجنة؟ مستحيل... كيف يمكن أن تكون الجنة باردة إلى هذا الحد، وكيف لهذا الشعور بالوحدة أن يغمرني؟

في وسط تلك التساؤلات، سمعت صوت الباب يُفتح ببطء. نظرت بعينيها المتعبة نحو الباب، لكن رؤيتها كانت مشوشة، كأن ضبابًا كثيفًا يعيق الرؤية. الشخص الذي دخل الغرفة اقترب بخطوات هادئة، وكان وجهه غارقًا في الظلال، لكنها استطاعت رؤية ابتسامته، تلك الابتسامة الساحرة التي تحمل مزيجًا من الحزن والراحة.

عيناه الخضراوان التمعتا تحت ضوء الغرفة الباهت، كانتا مثل نور القمر في ليلة مظلمة. تقدّم منها بخطى رتيبة، وعلى وجهه ذلك الهدوء الغريب الذي لطالما أثار حيرتها. كانت تعرفه، أو هكذا اعتقدت... لكن صوتًا داخليًا تردد، كما لو كان يهمس لها بألا تقترب كثيرًا من الإجابة.

جلس بهدوء على الكرسي بجانب سريرها، لم يتكلم في البداية. بدلاً من ذلك، تأملها بصمت، كأنه يبحث عن شيء ضاع منذ زمن. أغمضت عينيها للحظة، شعرت بالراحة لوجوده، لكن في نفس الوقت، لم تكن متأكدة إن كانت تعرف من يكون.

صوته اخترق السكون فجأة، كأنه قرأ أفكارها:

"لقد كنتِ بين الحياة والموت لثلاثة سنين..."

كان صوته عميقًا، يحمل في طياته مزيجًا من الألم والارتياح

"ثلاثة سنين، وكل ليلة كنت أعود إلى هنا. كل صباح أتيت، أتحدث إليك كما لو أنكِ تسمعينني، كما لو أن كلماتك وصوتك وضحكاتك... وكل غضبك... قد غاب عني."

La maldición de amor||لعنة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن