ظلال الحب

عداءٌ قديم

استيقظت كعادتها على نور الصباح يتسلل من ستائر شقتها . شقتها، مكانها الخاص، ملاذها الهادئ. حلمت طويلاً بامتلاك هذا المكان الخاص بها بعد سنوات من العمل الجاد، والآن هي أخيرًا تعيش فيه. ولكن رغم سعادتها بما حققته، كانت هناك فجوة غير مرئية تسكن في قلبها. شيء كانت تبحث عنه لكنها لم تعرفه تمامًا.

في هذا اليوم تحديدًا، كان لديها لقاء مع مستشارة تكرهها في فريق الموارد البشرية،. ماريا لم تكن متحمسة لفكرة العمل معها لطالما كانت ذات شخصية متحكمة ومسيطرة وماريا تتفاداها بقدر الاستطاع، لكن بالذات هي جاءت بتوصيات قوية، وكل قرار تتخذه يكون صائبًا ولم تكن ماريا تعرف ما سيحدث اليوم.

كان السلام يعم في حياتها قبل مجيئها ، في اخر ثلاثة أشهرٍ كانت تعمل في شركة أخرى مؤقتًا قبل فترة، حيث شغلت منصبًا هناك. لم تكن دائمًا هنا في الشركة. ربما هذا يفسر سبب قوتها في التعامل ومحاولتها الدائمة لإثبات نفسها. من الواضح أن منصبها السابق منحها ثقة أكبر، لكن يبدو أيضًا أنها مرت بتجارب جعلتها تتصرف بهذه الطريقة

وصلت إلى المكتب، مرتدية بدلة سوداء أنيقة. كل شيء كان تحت سيطرتها كالمعتاد. كانت قوية ومتمكنة، لكنها في أعماقها كانت تشعر أن الحياة تحتاج إلى شيء جديد. انها تعلم عندما تدخل غرفة الاجتماعات المستشارة ستكون بانتظارها كانت امرأة ذات حضور قوي، بشعر أسود قصير وابتسامة خفيفة تضيء وجهها.

لكن لم تكن تنتظرها في غرفة الاجتماعات كما توقعت ، عندما دخلت ماريا الشركة بإصرار قوي على أن تصبح أفضل مديرة موارد بشرية. هي المعروفة بذكائها وهدوئها، ومهاراتها القيادية جعلتها دائمًا محط إعجاب الجميع. لكن سرعان ما اصطدمت بعقبة لم تكن تتوقعها انها هي المستشارة أسترا.

أسترا المعروفة بشخصيتها الجريئة والحادة. شعرها الأسود القصير يعكس قوة شخصيتها، وكانت دائمًا ترتدي ملابس رسمية بأكمام مرفوعة، ما أضفى عليها مظهرًا حادًا. من اللحظة الأولى، شعرت ماريا بأن أسترا لا تحبذ وجودها في الشركة.حتى ابتسامتها كانت من أجل المجاملة فقط

إذا كنتِ تظنين أن بإمكانكِ أن تتفوقي هنا بسرعة، فأنتِ واهمة: قالت أسترا بنبرة تحدٍّ وهي تنظر إلى ماريا من أعلى إلى أسفل في اجتماع صباحي.

ماريا لم تُظهر أي انزعاج، واكتفت بالنظر بهدوء وثقة: لن أقول أي شيء. دعِ أفعالي تتحدث عن نفسها
كانت هذه الجملة بمثابة إعلان حرب بينهما. كل واحدة بدأت ترى الأخرى كمنافسة يجب التغلب عليها.

انها اول مرة ترد ماريا عليها مما جعل أسترا تحدق بعينيها لثوانيٍ وتبتسم ابتسامة تخفي الكثير
لطالما كانت التوترات تتصاعد بين ماريا وأسترا. في كل مرة تظهر ماريا بفكرة جديدة في الاجتماع، كانت أسترا تعارضها أو تقدم بديلاً أكثر تحديًا. على الرغم من أن أسترا كانت حادة، إلا أنها كانت ذكية ومبتكرة، وهو ما جعلها خصمًا قويًا.لكن ماريا لم تواجهها بشكلٍ مباشر اطلاقًا